جماهير روما تذرف الدموع في ليلة وداع النجم الأسطوري توتي

التصفيق الحار ودموع المشجعين كان المشهد الأبرز خلال يوم وداع النجم الأسطوري المخضرم فرانشيسكو توتي لناديه روما، بينما الأهداف التي سجلها اللاعبان اليافعان بيترو بيليغري وموسيس كيان كانت هي العنوان الرئيسي لمباريات الأسبوع الأخير من الدوري الإيطالي.
واستحوذت لحظة وداع توتي للملاعب على اهتمام الجميع في الوقت الذي كان يخوض فيه رياضيون إيطاليون آخرون منافسات أخرى في أماكن مختلفة.
وفي الوقت الذي كان يتابع فيه الملايين أمام شاشات التلفزيون بالإضافة إلى 65 ألف متفرج في الملعب الأولمبي خطاب الوداع لتوتي، كان هناك حدثان في غاية الأهمية في الرياضة الإيطالية وهما تتويج فريق فيراري بلقب سباق موناكو للجائزة الكبرى ضمن منافسات بطولة العالم لسباقات السيارات «فورمولا1 -» وحصول الدراج الإيطالي فينسينزو نيبالي على المركز الثالث في سباق إيطاليا للدراجات.
«للبلاد قائد واحد»، كانت هذه رسالة رئيس الحكومة الإيطالية باولو غينتيلوني للاعب المخضرم من خلال حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، والتي جاءت من بين الكثير من الرسائل لتحية توتي في يوم ظهوره الأخير في المباراة التي شهدت فوز روما 3 - 2 على جنوا وضمان وصافة الدوري الإيطالي والبطاقة المباشرة المؤهلة إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
ولم تغادر الجماهير الملعب بختام المباراة وظلت تصفق لوداع توتي، الذي تلقى هدية رمزية من رئيس النادي جيمس بالوتا، في ظل أجواء عاطفية مؤثرة. وانهمرت الدموع من عيني الأسطورة وهو يحمل أطفاله الثلاث برفقة زوجته، في الوقت الذي أجهشت الجماهير فيه بالبكاء، وهي تحمل لوحات الرقم 10، عندما كان توتي يطوف الملعب. وقام توتي بالتحدث إلى الجماهير حيث قال: «كل شيء يبدو على ما يرام، يبدو كأننا في حفلة، وصلنا أخيرا لتلك اللحظة التي لم أكن أتمناها ولكنها حانت الآن». وأوضح توتي: «قرأت الكثير من الأشياء الجميلة للغاية التي قيلت عني، لقد بكيت وذرفت الدموع كثير، والسبب في ذلك أنني لا أستطيع نسيان 25 عاما قضيتها هنا». وأضاف: «أنتم دعمتموني في السراء والضراء، لذا أريد أن أشكركم جميعا حتى وإن كان ذلك ليس بالأمر السهل علي».
وتابع توتي في خطاب وداعه: «ألتمس العذر إذا كنت لم أقم بتوضيح أفكاري خلال هذه الأيام، ولكن إطفاء النور ليس سهلا، أنا خائف الآن ولكنه ليس الخوف الذي ينتابكم عند تنفيذ إحدى ضربات الجزاء».
وأضاف: «بحبكم سأكون قادرا على الغوص في مغامرة جديدة». ورغم ذلك، لم يكشف توتي عن خططه المستقبلية، والتي قد تتجه إلى الاضطلاع بدور إداري في روما أو الانتقال إلى اللعب في أحد الأندية الخارجية.
وانضم توتي، 40 عاما، إلى فريق الشباب في روما عام 1989، ودافع عن ألوانه طيلة 25 موسما، وحصد مع الفريق لقب الدوري الإيطالي عام 2001 إلى جانب لقبين في كأس إيطاليا وكان ضمن المنتخب الإيطالي المتوج بلقب كأس العالم 2006 بألمانيا.
وذرفت الجماهير الدموع خلال الاحتفالية الرائعة لتوتي الذي بقي وفيا للفريق منذ مباراته الأولى عام 1993 في سن السادسة عشرة حتى بات أكثر اللاعبين مشاركة مع نادي العاصمة (786 مباراة منها 619 في الدوري) سجل خلالها 307 أهداف في مختلف المسابقات و250 هدفا في الدوري.
وقال لاعب الوسط دانييلي دي روسي الذي يلعب في روما منذ موسم 2001 - 2002 «هناك شخصيات فريدة ومسيرتهم مثلهم. رأيت لافتة كتب عليها (المعركة الحقيقية في الكرة الحديثة هي أن ترتدي قميصا لفريق واحد طوال 25 عاما)».
ورجحت وسائل الإعلام الإيطالية أن ينتقل توتي إلى الولايات المتحدة للالتحاق بفريق ميامي (في الدرجة الثانية) الذي يدربه مواطنه وصديقه أليساندرو نيستا، لاعب ميلان ولاتسيو سابقا. كما تحدثت عن تلقيه عروضا من فرق قطرية وإماراتية.
ودفع المدرب لوتشيانو سباليتي الذي خاض بدوره مباراته الأخيرة مع روما حيث ترجح التقارير الصحافية انتقاله إلى تدريب إنترميلان، بتوتي في الدقيقة 57 بدلا من المصري محمد صلاح.
ولم تكن العلاقة بين سباليتي وتوتي جيدة منذ الموسم الماضي وهو أشركه مرة واحدة أساسيا هذا الموسم مقابل 13 مرة كاحتياطي، لكن اضطر لمنحه وقتا أطول في المباراة الأخيرة مقارنة مع المرات السابقة حين كان يشركه في الدقائق الأخيرة. وقبل أن يدخل أرضية الملعب في الدقيقة 54 من مباراته رقم 619 بالدوري الإيطالي، شاهد توتي من مقاعد البدلاء لاعب جنوا البالغ من العمر 16 عاما، بيترو بيليغري، وهو يفتتح التسجيل بهدفه الأول في دوري الأضواء.
ويعتبر لاعب يوفنتوس موسيس كيان، 17 عاما، هو أول لاعب من مواليد الألفية الجديدة الذي يسجل هدفا في الدوري الإيطالي خلال فوز فريقه 2 - 1 على بولونيا يوم السبت.
وظهر كيان صاحب الأصول الإيفوارية للمرة الأولى في مباراة رسمية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عندما كان في السادسة عشرة من العمر، وهي نفس السن التي شهدت مشاركة توتي في أول مباراة له مع روما وكان ذلك في مارس 1993.
وقال كيان: «أنا سعيد بتسجيل أول أهدافي، لقد كنت محظوظا، إنه حلم أي لاعب يبلغ من العمر 17 عاما أن يسجل لصالح فريق كبير مثل يوفنتوس، إنه شعور مذهل، وأعلم أنه علي أن أكون واقعيا، إنها فقط البداية». وحقق يوفنتوس رقما قياسيا جديدا هذا الموسم بعد أن حافظ على لقبه في الدوري الإيطالي للمرة السادسة على التوالي في الوقت الذي تتطلع فيه جماهيره وتأمل في أن يحصد فريقها الثلاثية التاريخية، وذلك بتتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل عندما يخوض المباراة النهائية أمام ريال مدريد الإسباني.
وقبل المباراة المرتقبة في نهائي دوري الأبطال، نجح يوفنتوس بالفعل في تحقيق رقم قياسي على المستوى المحلي بالتتويج بلقبي الدوري والكأس للمرة الثالثة على التوالي هذا الموسم.
وعلى الجانب الآخر، تمكن نابولي، صاحب المركز الثالث، من الفوز 4 - 2 على سمبدوريا ليثبت أنه صاحب أقوى خط هجوم في الدوري الإيطالي، بعد أن سجل لاعبوه 94 هدفا، إلا أنه سيتعين عليه أن يخوض منافسات الدور التمهيدي لدوري أبطال أوروبا ليلحق بركب المتأهلين إلى دور المجموعات.
وقال ماوريزيو ساري، المدير الفني لسمبدوريا: «لسنا نادمين على شيء، لقد قدمنا موسما رائعا ونحن راضون عن تطور الفريق».
وفي المقابل انتفت حالة الرضا داخل نادي امبولي، الذي أدت هزيمته 2 - 1 أمام باليرمو، صاحب الملعب، إلى هبوطه إلى دوري القسم الثاني بصحبة مضيفه صاحب المركز الأخير في جدول الترتيب بيسكارا.
بينما نجا كروتوني من شبح الهبوط بعد فوزه 3 - 1 على لاتسيو في الجولة الأخيرة، وبات ينتظر الآن تنفيذ مدربه ديفيد نيكولا، الوعد الذي قطعه على نفسه بالسفر من إقليم كالابريا إلى مدينة تورينو على دراجة هوائية في حال بقاء الفريق بدوري الأضواء.
وقال نيكولا: «السفر من كروتوني إلى تورينو على دراجه هو أسهل شيء، سأقوم بذلك، أنا أحافظ على وعودي».
وكان كروتوني المتواضع، يتأخر بثماني نقاط عن منطقة الأمان في بداية أبريل (نيسان) الماضي، لكنه قدم واحدة من أفضل الانتفاضات في تاريخ الدوري الإيطالي وفاز 3 - 1 على لاتسيو ليتجنب الهبوط في ختام المسابقة.
وبدأ كروتوني، خاض معظم موسمه الأول في المسابقة في منطقة الهبوط تقريبا لكنه تخطى إمبولي الذي خسر 2 - 1 أمام باليرمو الهابط.
وحصد كروتوني 14 نقطة فقط من أول 29 مباراة قبل أن يحقق انتفاضة مذهلة ويفوز ست مرات ويتعادل مرتين ويخسر مرة واحدة في آخر تسع مباريات ليجمع 34 نقطة. وفي المقابل يعتبر هذا الموسم من الدوري الإيطالي إيجابيا أيضا بالنسبة لأندية أتلانتا ولاتسيو وإيه سي ميلان، بعدما تأهلوا جميعا إلى بطولة الدوري الأوروبي.