«داعشي» يفجر نفسه بدورية للجيش اللبناني ويصيب 6

أصيب 6 من عناصر الجيش اللبناني عندما فجّر عنصر من تنظيم داعش نفسه أمس خلال محاولة لاعتقاله في بلدة عرسال اللبنانية. وقال الجيش إن «الداعشي»، واسمه إبراهيم بريدي، هو أحد المشاركين في تفجيرين استهدفا بلدة رأس بعلبك ذات الغالبية المسيحية في منطقة البقاع على الحدود السورية قبل يومين.
وقال بيان للجيش إنه خلال قيام دورية من مديرية المخابرات في بلدة عرسال بدهم مكان وجود الإرهابي بلال إبراهيم بريدي أقدم الأخير على تفجير نفسه، ما أدى إلى مقتله، وإصابة بعض العسكريين بجروح غير خطرة.
وكانت قيادة الجيش قد أعلنت أنه «نتيجة التقصي والمتابعة، وبعد أقل من 24 ساعة على التفجير الذي استهدف بلدة رأس بعلبك بعبوتين ناسفتين وعبوة ثالثة تم تفكيكها من قبل الجيش، تمكنت مديرية المخابرات من توقيف المدعو حسين الحسن من بلدة عرسال الذي اعترف بالمشاركة في عملية التفجير، وهو ينتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي».
من ناحية ثانية فرض المجلس الأعلى للدفاع في لبنان مجموعة من الإجراءات الهادفة إلى تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد خلال شهر رمضان المبارك، وطيلة موسم الاصطياف، بدءاً بأمن مطار رفيق الحريري الدولي، وصولاً إلى حماية المساجد ودور العبادة، ومراقبة بعض النقاط التي تدرج في خانة «البؤر الأمنية»، ووضع المجلس هذه الإجراءات في سياق الأمن الاستباقي، وقطع الطريق على أي اختراق أمني، ومواكبة التطورات التي تشهدها الدول المحيطة بلبنان، متخذاً جملة من القرارات التي بقيت سرّية. كل هذه الإجراءات اتخذها المجلس الأعلى للدفاع، خلال اجتماع عقده قبل ظهر أمس في قصر بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، وحضور رئيس الحكومة سعد الحريري، ووزراء المال علي حسن خليل، والدفاع يعقوب الصراف، والخارجية جبران باسيل، والداخلية نهاد المشنوق، والعدل سليم جريصاتي، والأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، والسياحة أواديس كيدانيان. كذلك حضر الاجتماع المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود، ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، وقائد الجيش العماد جوزف عون، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، والمدير العام لأمن الدولة اللواء أنطوان صليبا، ورئيس المجلس الأعلى للجمارك العميد أسعد طفيلي، وعدد من كبار الضباط العسكريين والأمنيين.
في مستهل الاجتماع، نوه رئيس الجمهورية بـ«أداء الأجهزة الأمنية لجهة الاستمرار بالقيام بالعمليات العسكرية والأمنية الاستباقية لردع الإرهاب، والتصدي له بكل وجوهه وحفظ الأمن، وذلك لتعزيز الاستقرار خصوصاً مع تنامي الحركات الإرهابية في العالم». وتشعّبت المواضيع التي أدرجت على جدول أعمال الاجتماع الموسّع، لكن اللافت أن القرارات بقيت سرية. غير أن مصادر المجتمعين، كشفت لـ«الشرق الأوسط»، أن «ثمة أسباباً استدعت عقد هذا الاجتماع مع بداية شهر رمضان المبارك، وموسم السياحة والأعياد».
وأوضحت المصادر أن هذا الاجتماع «هو الأول منذ تعيين قائد الجيش (العماد جوزف عون) ورؤساء الأجهزة الأمنية، وكان ضرورياً لجهة تبادل المعلومات بين المؤسسات الأمنية كافة، خصوصاً بعد العمليات التي نفذها الجيش على الحدود الشرقية ضد المجموعات الإرهابية، وتمكن الأجهزة الأمنية من توقيف عناصر تابعة لخلايا أمنية تنشط في لبنان». كذلك، أكدت مصادر المجتمعين أيضاً، أن البحث «تطرق إلى مجموعة من القضايا المهمة، أبرزها أمن المساجد خلال شهر رمضان، وموائد الإفطارات الرمضانية، وأمن مطار رفيق الحريري الدولي، الذي سيشهد تدفقاً للسياح العرب والأجانب والمغتربين اللبنانيين». وتابعت أن الحديث «تناول أمن الحدود كافة، والمرافئ وضبطها بشكل محكم». ثم لفتت إلى أن رئيس الجمهورية دعا إلى «التشدد في موضوع مكافحة المخدرات، وفرض الإجراءات التي تحدّ من حوادث السير». كما شدد المجتمعون بحسب المصادر على «ضبط الأسعار في شهر الصوم، سواء في المؤسسات التجارية، أو في الفنادق والمطاعم، واتخاذ إجراءات عقابية بحق كل من يحاول ابتزاز السياح الأجانب أو المواطنين».
وتشهد الأماكن السياحية الكبرى والصغرى في لبنان، تدابير أمنية مشددة، لا سيما بعد توقيف مجموعة إرهابية اعترفت بالتخطيط لضرب كازينو لبنان وعدد من الملاهي الليلية، وستكون هذه التدابير أكثر تشدداً مع بداية فصل الصيف.
وأوضح مصدر أمني شارك في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع لـ«الشرق الأوسط»، أن «الوضع الأمني في البلاد مستتب، وأن الاجتماع ليس مبنياً على معلومات أمنية تشكل مصدر قلق». وأردف: «جرى خلال اللقاء تبادل للمعلومات المتوافرة لدى الأجهزة، لمتابعتها واستثمارها في إطار الأمن الاستباقي»، مؤكداً أن «قراراً اتخذ بتشديد الرقابة على نقاط محددة في الداخل يمكن تسميتها بـ(البؤر الأمنية)، إضافة إلى المعابر الحدودية مع سوريا، التي قد تكون ممراً لإرهابيين محتملين»، لافتاً إلى أن الاجتماع «ركز على مسألة توفير الأمن للمساجد ودور العبادة في رمضان، خصوصاً أثناء صلاتي التراويح والجمعة، وفرض رقابة مشددة لمنع أي اختراق أمني».
وبعد انتهاء الاجتماع، أذاع العقيد وجدي شمس الدين، من الأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع المقررات الرسمية. وأكدت المقررات أن المجلس «بحث في جهوزية الأجهزة الأمنية والإدارية المعنية لمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، وعلى أعتاب فصل الصيف لتأمين الاستقرار اللازم للمواطنين والسياح والمغتربين في مختلف المناطق»، لافتاً إلى أن الاجتماع «تطرق إلى مسألة الكثير المطلوب للأجهزة العسكرية والأمنية لتأمين المتطلبات الميدانية، وبعد المداولات اتخذ المجلس القرارات المناسبة وأعطى توجيهاته حيالها. وأبقى المجلس على مقرراته سرية تنفيذاً للقانون».