الرئاسة السودانية ترغب بتعزيز التعاون مع السعودية وتوسيعه

أكدت الرئاسة السودانية، أن مشاركتها في القمة العربية الإسلامية الأميركية، كانت ناجحة بكل المقاييس، وعززت عزم الخرطوم على المضي قدماً في تمتين تعاونها غير المحدود مع السعودية، في كل مجالات العمل المشترك سياسياً وأمنياً ودفاعياً واقتصادياً، مشيرة إلى أن القمة برهنت على قدرة الرياض على جمع الصف العربي والإسلامي في صنع السلام والأمن الدوليين. وقال الفريق طه عثمان الحسين، وزير الدولة بالرئاسة السودانية، مدير مكتب الرئيس عمر البشير، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، أمس: إن «اجتماع العالم العربي والإسلامي في الرياض مع الرئيس دونالد ترمب، فتح صفحة جديدة من التعاون الأمني والاقتصادي والسياسي، فضلاً عمّا تمخض عنه من توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب كعدو مشترك للجميع».
وأضاف أن الظروف الخاصة التي حالت دون مشاركة الرئيس عمر البشير في هذه القمة، لم تمنع حضور السودان في صلب أحداث وفعاليات هذه القمة، باعتبار أن الخرطوم جزء أصيل في هذه المجموعة، ولها دور رئيس فيها.
وامتنع الحسين عن التعليق على محادثاته مع عدد من قادة العالم، ومنهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ونائباه الأمير محمد بن نايف ولي العهد والأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وغيرهم من قادة ووفود الدول المشاركة.
واكتفى ممثل الرئيس السوداني في القمة العربية الإسلامية – الأميركية، بالقول إنه أكد للقيادة السعودية، متانة العلاقة الثنائية، والمضي قدماً في الشراكة الاستراتيجية على أوجه العمل المشترك كافة، مشيراً إلى أن السودان حالياً منفتح على العالم ويتمتع بعلاقات طيبة مع كثير من دول العالم، متوقعاً أن تشهد الفترة المقبلة تعزيزاً للعلاقات الخارجية وتحسين عجلة الاقتصاد واستتباب الأمن في كل ربوع البلاد.
وفي تعليق حول ما أثارته بعض المواقع الإلكترونية من بيانات من منظمات وسفارات أميركية، تطالب بمنع الرئيس البشير من المشاركة في القمة العربية الإسلامية الأميركية، على خلفية ملاحقته من المحكمة الجنائية الدولية، أكد الحسين أنه لم يعد في حسابات الدولة السودانية ورموزها ما يزعم بأنها «المحكمة الجنائية»، التي لم تستطع ولن تستطيع فعل شيء فيما تصفه بملاحقة البشير، على حدّ تعبيره.
وأضاف أن السودان سيلاحق المحكمة الجنائية الدولية ويطالبها بردّ شرف وتعويض عن الأضرار التي تسببت فيها على غير وجه حق، بعد أن ثبت تقديمها شهادات زور في حق الرئيس البشير واتهامه بإبادة جماعية في دارفور، بتحريض من جهات ذات أجندة خارجية (لم يسمها)، سعت لإجهاض الدولة السودانية وجعلها فاشلة، مشيرا إلى أن هناك ما يثبت تعاطي المسؤولين عن هذه الفريّة مبالغ طائلة لتحقيق مآربها الخبيثة.
واعتبر الحسين أن المحكمة الجنائية أصبحت في خبر كان، متنبئا بتفككها قريبا، بعد أن تكشفت للعالم سوأتها وارتشاؤها وفسادها، منوها بانسحاب القادة الأفارقة منها لإدراكهم كنهها وخبثها في ملاحقة الأفارقة «لشيء في نفس يعقوب»، مشيراً إلى أن بلاده ماضية في انفتاحها على العالم وبناء علاقات تقوم على الاحترام والمصالح المشتركة.