مدريد تحتفل بتتويج الريـال... وأرقام زيدان تتحدى منتقديه

احتفل الآلاف من مشجعي ريـال مدريد بتتويج فريقهم بطلا للدوري الإسباني لكرة القدم للمرة الثالثة والثلاثين في تاريخه بعد الفوز على ملقة 2 - صفر في المرحلة الأخيرة من الدوري.
وأنهى ريـال مدريد البطولة متقدما بفارق ثلاث نقاط عن غريمه التقليدي برشلونة بطل الموسم الماضي، الذي فاز على ضيفه ايبار 4 - 2.
وتوجه الآلاف من مشجعي ريـال الذين ارتدى معظمهم القميص الأبيض الشهير للنادي الملكي، إلى ساحة «سيبيليس»، المكان التقليدي لاحتفالات ريـال في وسط العاصمة الإسبانية، وهللوا بحماس لدى وصول اللاعبين على متن حافلة مكشوفة كتب عليها «أبطال».
وارتدى قائد الفريق سيرجيو راموس ولاعبون آخرون قمصانا لريـال كتب عليها الرقم 33. في إشارة إلى اللقب الثالث والثلاثين. والتقط اللاعبون صورا للاحتفالات عبر هواتفهم من أعلى الحافلة.
وسار راموس إلى وسط الساحة لرفع علم النادي على أنغام الأغنية الشهيرة لفرقة «كوين» البريطانية «وي آر ذي تشامبيونز (نحن الأبطال)»، ونال المدافع البرازيلي مارسيلو التشجيع بعدما علق وشاحا للنادي حول عنق التمثال.
وقال رونالدو أمام الجماهير: «الآن يبقى أمامنا إحراز دوري أبطال أوروبا... نحن نعول على دعمكم. شكرا لكم!»، قبل أن يبدأ الغناء مع المشجعين.
وسيحاول ريـال مدريد إحراز الثنائية (الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا) عندما يلتقي يوفنتوس الإيطالي في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل في كارديف في نهائي المسابقة الأوروبية التي يحمل لقبها.
وتوج يوفنتوس مساء أول من أمس أيضا بطلا للدوري الإيطالي للموسم السادس على التوالي، وكان فاز بلقب الكأس المحلية.
وفي حال نجاح ريـال بإضافة اللقب الأوروبي إلى المحلي، فإنه سيحقق الثنائية التاريخية للمرة الأولى منذ 60 عاما، وتحديدا منذ موسم 1957 - 1958 مع لاعبيه التاريخيين ألفريدو دي ستيفانو وريمون كوبا وفرنسيكو خينتو.
ونال زيدان الذي تولى تدريب ريـال الموسم الماضي، مديح المشجعين، وهو الذي اعتبر التتويج الأكثر سعادة في مسيرته الاحترافية، علما بأنه قاد في موسمه الأول العام الماضي، الفريق إلى لقب دوري أبطال أوروبا على حساب غريمه أتلتيكو مدريد.
وخلال سبعة عشر شهرا في المنصب، لم يحدث زيدان تطورا كبيرا في أداء ريـال مدريد فحسب، بل فاز أيضا بلقب بطولة السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، كما أصبح على بعد خطوة من تحقيق إنجاز أسطوري.
وكان من الصعب التنبؤ بمسيرة زيدان هذه مع ريـال مدريد عندما تولى المسؤولية الفنية للفريق، وعن هذا قال راموس: «كنت أتوقع هذا، على مستوى الإحصائيات والنتائج حقق أشياء لم يحققها أحد غيره، نحن سعداء بأنه يقود السفينة وأن النتائج الإيجابية تتوالى».
ومنذ أن تولى زيدان، 44 عاما، منصب المدير الفني لريـال مدريد، لعب الفريق 86 مباراة، فاز في 65 منها وتعادل في 14 وخسر سبعة لقاءات، هذا بالإضافة إلى أنه لم يتوقف عن تسجيل الأهداف في 64 مباراة متتالية، منذ 30 أبريل (نيسان) 2016.
وعلى الجانب الآخر، هناك انتصارات للمدرب الفرنسي لا تظهرها الإحصائيات، فقد نجح زيدان في تحقيق شيء بدا مستحيلا وهو إقناع رونالدو، اللاعب المتعطش لتحطيم جميع الأرقام القياسية الممكنة، بالخلود للراحة في بعض المباريات على مدار الموسم من أجل أن يصل إلى المرحلة الحاسمة متمتعا بلياقة بدنية وفنية مثالية.
وتتحدث أرقام اللاعب البرتغالي هذا الموسم عن نجاعة هذه الاستراتيجية، فعلى سبيل المثال سجل رونالدو 14 هدفا في آخر تسع مباريات.
ويتجلى الانتصار الثاني لزيدان في وصوله إلى المرحلة الحاسمة من الموسم بقائمة مكونة من 20 لاعبا يتمتعون جميعا بالجاهزية العالية.
وبالطبع يحتفظ زيدان في عقله بتشكيلته الأساسية، ولكنه كان يوزع دقائق اللعب من دون مجاملة بين لاعبيه. وحول ذلك سبق أن قال زيدان: «في أندية أخرى، اللاعبون الاحتياطيون لا يلعبون ولو لدقيقة واحدة، معي هذا لا يحدث، الجميع لهم أهميتهم وهذا ما أقوم بإظهاره للفريق».
وأشادت الصحف الإسبانية أمس بريـال مدريد وبمدربه الفرنسي زين الدين زيدان معتبرة أنه «غير التاريخ الحديث للفريق». وركزت الصحف الإسبانية على محورية زيدان في اللقب المدريدي فعنونت صحيفة «إل موندو»: «إنها ليغا (بطولة إسبانيا) زيدان»، مرفقة بصورة للمدرب محمولا على أكف اللاعبين بعد نهاية المباراة.
من جهتها، كتبت «إل بايس»: «ريـال زيدان، بطل»، وحيت مسار اللاعب السابق في صفوف ريـال (بين 2001 و2006)، والنجم السابق للمنتخب الفرنسي قائله: «إن هذا الفوز على ملقة 2 - صفر ينصف البطولة التي هيمن عليها فريق زيدان، المدرب الذي يواصل حصد النجاح».
وعلى صعيد الصحف الرياضية، اكتفت «ماركا» على صفحتها الأولى برقم «33»، في إشارة إلى عدد ألقاب ريـال في البطولة الإسبانية، وأضافت: «على مقاعد الاحتياط أيضا، زيدان يوسع أسطورته».
وتابعت الصحيفة المدريدية في صفحاتها الداخلية «لقد غير زيزو التاريخ الحديث لريـال. إدارته للفريق يمكن اعتبارها بأنها غير عادية. إنه اللقب الرابع في 17 شهرا، ويبقى أمامه نهائي دوري الأبطال».
في المقابل لم يكن تألق النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي كافيا لبرشلونة لكي يحفظ على لقب الدوري، أو الاستمرار في دوري أبطال أوروبا.
ومع اقتراب الموسم من كتابة فصله الأخير، لم تكن أهداف النجم الأرجنتيني الـ53 هذا الموسم في جميع البطولات والأهداف الـ109 للثلاثي الهجومي الأشهر في العالم، المكون بالإضافة لميسي من نيمار (20 هدفا) ولويس سواريز (36 هدفا)، كافية للنادي الإسباني للاحتفاظ بلقبه في مسابقة الدوري. ويتبقى لبرشلونة المنافسة على لقب كأس ملك إسبانيا، حيث ينظر للنادي الكتالوني على أنه المرشح الأوفر حظا للفوز في المباراة أمام الافيس السبت المقبل.
ولكن ورغم ذلك وحتى وإن فاز برشلونة بهذا اللقب، فإنه لن يعد إنجازا كافيا لهذا الفريق «الأفضل»، كما وصفه مدربه لويس إنريكي.
وكان هذا الوصف قد خرج من ثنيتي لويس إنريكي في بداية الموسم، عندما كانت كل الألقاب ممكنة وينافس عليها برشلونة، الذي فاز بـ29 لقبا كبيرا منذ العام 2000.
وبعد تسعة أشهر من تصريح لويس إنريكي بأن برشلونة هو الأفضل، يستعد المدرب الإسباني للرحيل عن منصبه موقنا بأنه جانبه الصواب عندما تلفظ بتلك الجملة. وباستثناء المدافع الفرنسي صامويل أومتيتي، أبرز نجوم الموسم الحالي في برشلونة، لم تقدم أي من الصفقات الجديدة للفريق ما كان منتظرا منها.
فها هو باكو ألكاسير يترنح، والبرتغالي أندريه غوميش يقدما أداء باهتا، والفرنسي لوكاس ديني لم يكن على المستوى المأمول، بالإضافة إلى الصاعد دينيس سواريز، الذي لم يظهر موهبته المعروفة.
وساهم الدور الضعيف للتركي أردا توران مع الفريق مع الإصابة الخطيرة لرافينيا ومحاولات العودة الصعبة لألكسيس فيدال والإصابات المتكررة للساحر أندريس انيستا، في الإبقاء على اعتماد النادي الإسباني بشكل كامل على ثلاثيه الهجومي الشرس.
وأدى التألق المستمر لميسي وتدخله مرات لا حصر لها لإنقاذ برشلونة هذا الموسم في ترشحه من جديد للفوز بجائزة الكرة الذهبية، التي سبق له الفوز بها في خمس مناسبات سابقة، ولكنه في الوقت نفسه لم يفلح هذا الأداء الاستثنائي في تحقيق الانتصارات لبرشلونة في المباريات النهائية وإعادته إلى الكرة الجميلة، التي جعلت منه الفريق الأكثر إثارة للإعجاب في العالم. وبعيدا عن الأداء الحاسم للاعب صاحب القميص رقم 10. الذي لا يزال يبهرنا بتألقه وبأهدافه التي لا تتوقف عن دك شباك مختلف الفرق، كان ينقص برشلونة أدوات وطريقة لعب مختلفة لعبور عقبة يوفنتوس العنيد في دور الثمانية لدوري الأبطال، يضاف إلى هذا، سقوط هذا الفريق في اللحظات الحاسمة بالدوري الإسباني.