سياسة الدمج

قبل أسبوعين، صدر قرار في قطر بدمج نادييَن كبيرين ومتنافسيَن، هما لخويا والجيش في نادٍ واحد حمل اسم الدحيل، علماً بأن الفريقين وصلا لنصف نهائي كأس الأمير، وأحدهما بقي في دوري أبطال آسيا، ونال لقب الدوري، وكلاهما حديث العهد في عالم الكرة، ولكنهما وُلِدا قويين ومنافسَيْن للأسماء التقليدية كالسد والريان والغرافة وقطر والعربي وتفوقا عليهم جميعاً.
ويوم الثلاثاء، صدر في دبي قرار بدمج ثلاثة أندية، هي الشباب والأهلي ودبي في نادٍ واحد حمل اسم شباب أهلي دبي، وتم تشكيل لجنة لمتابعة عملية الدمج، واستقبلها الشيخ محمد بن راشد صاحب قرار الدمج في اليوم التالي مباشرة.
وباليوم ذاته، صدر قرار من حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي بدمج نادييَن عريقين، هما الشعب والشارقة في نادٍ واحد حمل اسم الشارقة.
والدمج معروف منذ عرفنا كرة القدم، والأسباب تتنوع، ولكنها كلها تصُبّ في خانة واحدة، وهي تشكيل كيانات أكثر قوة وجماهيرية وتنافسية، وأقل هدراً للأموال والمنشآت والترهلات الإدارية.
بالطبع للجمهور دوره في إنجاح عمليات الدمج هذه أو إفشالها، من خلال الالتفاف حول المولود الجديد، الذي جمع خصائص الأندية المندمجة، التي قد تكون متنافسة فيما بينها منذ عقود.
بالتأكيد كل جديد يخضع لنظرة فاحصة، وأحياناً مترددة من قبل الشارع، ولكنه بالتأكيد وليد دراسات متعمقة ومحسوبة لدى صاحب القرار الذي لم يتخذه من فراغ.
ما نأمله من عملية الدمج أن تتوافق الأفكار مع الممارسات على أرض الواقع، وأن تكون الكيانات الجديدة أكثر قوة وقدرة على التنافس محلياً وعربياً وقارياً وأقل ديوناً، والأهم أن تكون منظومة الاحتراف، وكرة القدم بمجملها أكثر تطوراً ومواكبة للعصر ومتغيراته ومتطلباته، خصوصاً في ظل وجود عشرات من الأندية الكبيرة والصغيرة المرهقة والمترهلة مادياً، التي لم تحقق ما يُذكَر للمجتمع ولا للبيئة التي تنتمي إليها، ولا تركز سوى على لعبة واحدة تستنزف كل طاقاتها ومواردها دون طائل.