السعودية: استشهاد رجل أمن بقذيفة «آر بي جي» في العوامية

أعلنت السلطات الأمنية، استشهاد رجل أمن خلال قيامه بمهامه في حي المسورة بالعوامية (شرق السعودية)؛ وذلك بعد استهداف الإرهابيين بقذيفة «آر بي جي»، في حين أصيب خمسة من رجال الأمن، حيث هي المرة الأولى الذي يستخدم فيها إرهابيو العوامية الأسلحة الثقيلة، على خطى تنظيم القاعدة الإرهابي، إبان عملياتهم الإرهابية السابقة في السعودية.
وأوضح اللواء منصور التركي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية، بأنه إلحاقاً للبيان المعلن في 12 مايو (أيار) الحالي عن تعرض عمال الشركة المنفذة لأحد المشروعات التنموية، التي تشرف عليها أمانة المنطقة الشرقية لتطوير حي المسورة في محافظة القطيف، لإطلاق نار كثيف مع استهداف الآليات المستخدمة في المشروع ‏بعبوات ناسفة لتعطيلها من قبل عناصر إرهابية من داخل الحي.
وما نتج من ذلك الاستهداف من مقتل وإصابة عدد من المواطنين والمقيمين، فقد تعرضت دورية أمن أثناء أدائها مهامها في حفظ النظام العام بمحيط منطقة حي المسورة في محافظة القطيف، بعد منتصف ليلة يوم أمس (الثلاثاء)، لقذيفة صاروخية من نوع «آر بي جي» أطلقتها عناصر إرهابية من داخل الحي؛ مما نتج منه استشهاد الجندي أول من قوات الطوارئ الخاصة وليد غثيان ضاوي الشيباني، وإصابة خمسة من رجال الأمن ونقلهم إلى المستشفى، شفاهم الله، ولا يزال الحادث محل المتابعة الأمنية للوصول - بإذن الله - لمرتكبي هذا الفعل الإجرامي وتقديمهم لأيدي العدالة.
وأكد اللواء منصور التركي، أن وزارة الداخلية إذ تعلن ذلك لتؤكد أن استخدام العناصر الإرهابية مثل هذه القذائف وغيرها من عبوات ناسفة وألغام أرضية لإعاقة أعمال المشروع التنموي القائم في حي المسورة ومهاجمة العاملين بالمشروع التطويري ورجال الأمن، يدل دلالة قاطعة على مدى خطورتهم وإجرامهم.
وأنهم في سبيل تنفيذ ما يملى عليهم من الخارج من مخططات إرهابية لا يتورعون عن الإقدام بما يوصلهم لغايتهم الإجرامية، غير عابئين بأرواح الأبرياء من المارة والمقيمين بجوار الحي وسلامتهم، كما يؤكد في الوقت ذاته ما سبق الإعلان عنه باتخاذهم من المنازل الخربة والمهجورة في هذا الحي أوكاراً لهم ومنطلقاً لأنشطتهم الإجرامية وبؤراً لتخزين الأسلحة والمتفجرات التي تشكل تهديداً بالغ الخطورة على حياة الناس.
وقال التركي: سوف تواصل الجهات الأمنية عزمها على أداء مهامها وواجباتها بتعقب هذه العناصر الإرهابية والإطاحة بهم وبأوكارهم وإفشال مخططات من يقفون وراءهم الموجهة ضد أمن البلاد واستقرارها.
وقضى وليد الشيباني ذو الـ25 ربيعاً، شهيداً في حادثة غدر تعرض بقذيفة «آر بي جي»، وهو برتبة جندي في وقات الطوارئ الخاصة، في حين لم يمض على زواجه سوى ثلاثة أشهر، كما أكد أفراد عائلته أنه كان يعد العدة لقضاء الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك معهم في مدينة الرياض، كما كان الشهيد يرتب مع أحد أقاربه ـ خاله فهد الشيباني ـ للحصول على قرض بنكي من بنك التسليف والادخار، وكانا على تواصل لإنهاء الإجراءات، إلا أن القدر كان أسرع.
وتنفذ الحكومة السعودية مشروعا تنمويا في وسط بلدة العوامية، حيث تزيل في الفترة الراهنة حي المسورة الذي يمتد على مساحة 120 ألف متر مربع ويضم 488 عقاراً مهجورة بعد تثمينها من قبل الجهات الحكومية، إذ تتخذ الخلايا الإرهابية من المنازل المهجورة ملاجئ لها لاستهداف رجال الأمن والمواطنين والمقيمين.