مقتل أطفال بسقوط قذائف «هاون» على دمشق.. وهجوم صاروخي على اللاذقية

أعلنت دمشق، أمس، مقتل تسعة أطفال وإصابة 27 آخرين بقذائف «هاون» سقطت على مدرسة في حي القصاع ذي الغالبية المسيحية وسط دمشق، وحافلة تقل طلابا من مدرسة «الرسالة الخاصة»، الواقعة في منطقة باب شرقي. وتزامنت هذه التطورات مع وقوع اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في مخيم اليرموك وحي تشرين، فيما تعرضت المنطقة المحيطة بالمدينة الصناعية في اللاذقية، لأول مرة، لاستهداف بالصواريخ.
وسقطت قذائف الهاون أمس، في أحياء تسكنها أغلبية مسيحية في العاصمة دمشق، أسفرت، بحسب التلفزيون الرسمي السوري، عن مقتل تسعة أطفال، وسقوط 27 جريحا. وسقطت قذائف عشوائية على عدد من الأحياء الشرقية المتاخمة لجوبر والغوطة الشرقية، أصابت إحداها حافلة تقل طلابا في مدرسة الرسالة في حي باب شرقي.
وقال التلفزيون السوري إن قذائف هاون سقطت على مدرسة يوحنا الدمشقي في حي القصاع ذي الغالبية المسيحية، مما أسفر عن «سقوط خمسة شهداء جميعهم أطفال وإصابة 27 آخرين».
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مقتل «أربعة تلاميذ نتيجة سقوط قذيفة هاون أطلقها إرهابيون (في إشارة إلى مقاتلي المعارضة) على حافلة تابعة لمدرسة الرسالة الخاصة أثناء توقفها أمام المدرسة الواقعة في منطقة باب شرقي». وأسفر سقوط القذيفة عن «مقتل سائق الحافلة وإصابة أربعة تلاميذ آخرين ومشرفين اثنين كانوا داخل الحافلة»، حسبما نقلت الوكالة عن مدير التربية في دمشق محمد مارديني.
في غضون ذلك، شنت قوات الأمن حملات دهم واعتقال في حي الصالحية وسط العاصمة، تزامن مع سماع دوي انفجار ضخم في حي برزة وتزامن مع عمليات عسكرية نفذتها القوات النظامية في الحي. وأسفرت، بحسب معارضين، عن مقتل عدة عناصر من قوات النظام بعد انسحاب معظم مقاتلي الجيش الحر من المكان.
وأفاد ناشطون بوقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات النظامية مدعومة بمقاتلين من «حزب الله» اللبناني وميليشيا «لواء أبو الفضل العباس» الشيعية على عدة جبهات في منطقة السيدة زينب، حين حاولت هذه القوات اقتحام المنطقة الواقعة تحت سيطرة الجيش الحر. وقالت مصادر المعارضة إن معارك كر وقعت في السيدة زينب وبلدة حجيرة، جنوب العاصمة دمشق.
وأفادت شبكة «شام» الإخبارية بوقوع معارك عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في ريف دمشق، إذ تواصلت الاشتباكات في جبال القلمون والغوطة الشرقية ومعضمية الشام وداريا وحجيرة البلد، فيما تعرضت منطقة داريا لقصف عنيف.
وفي سياق متصل، قالت مصادر في اللاذقية لـ«الشرق الأوسط» إن صواريخ صغيرة، محلية الصنع، سقطت في محيط المدينة الصناعية في أطراف المدينة. وتعرضت هذه المنطقة، لأول مرة، لقصف صاروخي منذ بدء الأزمة السورية في مارس (آذار) 2011.
وكانت مصادر معارضة أفادت بسماع دوي انفجار بالقرب من ضاحية تشرين في مدينة اللاذقية وتوجهت سيارات الإسعاف والإطفاء باتجاهها، بالقرب من مستشفى العثمان. وذكرت المصادر أن الصواريخ سقطت في بساتين الزقزقانية وبوقا. وأشارت المصادر إلى أن الفارق الزمني بين الصاروخ والآخر بضع دقائق، مشيرة إلى أن مصدر إطلاق الصواريخ الثلاثة التي سقطت على المدينة هي قرية الكبير في ريف اللاذقية.
وفي تطور جديد، أعلن الجيش الحر في القنيطرة سيطرته على السرية الرابعة الكتيبة 23 - اللواء «61»، المحاذي لهضبة الجولان. وقالت مصادر في الجيش الحر إن مقاتليه سيطروا على السرية المعروفة بسرية خلدون في ريف القنيطرة في عملية نفذها الجيش الحر بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل خمسة وثلاثين عسكريا من قوات النظام.
وفي حلب، قال ناشطون إن القوات النظامية، مدعومة بمقاتلين من حزب الله، استعادت السيطرة على أجزاء واسعة من اللواء 80 قرب مطار حلب الدولي، فيما تقدمت القوات النظامية باتجاه بلدة تيارة ومنطقة الجبل فيها بالإضافة إلى منطقة المواصلات في نقارين، كما تقدمت في بلدة تل عرن الواقعة جنوب المطار.
في هذا الوقت، أعلن «لواء التوحيد» الذي يعتبر أهم تشكيلات الجيش الحر في حلب، فرض حظر التجول ليلا في المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش الحر والكتائب الإسلامية المقاتلة. وأرجع التوحيد، في بيان بث أمس، السبب إلى «التطورات العسكرية والاختراقات الأمنية في حلب، وحفاظا على سلامة الإخوة المواطنين ولنجاح العمليات العسكرية للثوار على كافة جبهات في داخل المدينة وخارجها».