التعاون يطوي «صفحة آسيا» ويتطلع لنهائي الملك

حلم الوصول لدوري أبطال آسيا رسمه التعاونيون قبل ثلاثة مواسم، في الوقت الذي كانت فيه إدارة محمد القاسم تبني فريقاً قادراً على مقارعة الكبار، مستفيدة من الدروس السابقة والأخطاء التي لازمت الفريق منذ صعوده، وارتفاع سقف طموح الإدارة من المنافسة على البقاء، إلى تحقيق الإنجازات والألقاب.
وفي الموسم الماضي، بدأت تتضح ملامح الحلم التعاوني، وقدم الفريق كرة قدم ممتعة لفتت الأنظار لطريقة الأداء الجماعي والانتصارات المتلاحقة التي وضعته في نهاية الترتيب في المركز الرابع، في الوقت الذي كان فيه منافساً على بطولة الدوري، غير أن الخبرة خذلته في الأمتار الأخيرة من السباق نحو المركز الأول، ليضمن بهذا المركز مقعداً في دوري أبطال آسيا في النسخة الحالية.
وودع التعاون البطولة، أول من أمس (الثلاثاء)، بعد خسارته في الجولة الأخيرة في دوري المجموعات من استقلال طهران الإيراني، وقدم التعاون في إطلالته الآسيوية الأولى عطاء مميزاً، غير أن الخبرة خذلت اللاعبين في حسم مباريات كانت قريبة من التعاون الذي حل ثالث المجموعة الأولى بخمس نقاط جمعها من انتصار في افتتاح البطولة على ضيفه لوكومونتيف الأوزبكي بهدف دون رد، لكنه تعثر في المواجهة الثانية، وخسر من الاستقلال الإيراني بثلاثة أهداف نضيفه، وفي ختام القسم الأول تعادل سلبياً مع مستضيفه الأهلي الإماراتي، قبل أن يخسر على أرضه وبين جماهيره بثلاثة أهداف مقابل هدف من أهلي دبي، وعاد في مباراة مثيرة أمام لوكومونتيف في طشقند وحقق التعادل بأربعة أهداف لمثلها بعد أن كان متأخراً بثلاثة أهداف، وخسر الفرصة الأخيرة أمام متصدر المجموعة الاستقلال الإيراني، ليطوي بذلك أولى مشاركاته القارية التي جاءت مُرضِيَة لعشاقه ومحبيه.
ويرى التعاونيون أن التحكيم أسهم بشكل واضح في خروج الفريق المبكر من البطولة الآسيوية، وتسبب في خسارة الفريق لنقاط مباراة الإياب أمام لوكومونتيف الأوزبكي والاستقلال الإيراني، وكانت هذه النقاط كفيلة بالعبور للدور ثمن النهائي.
إلى ذلك، اعتبر مدرب التعاون البرتغالي غوميز صافرة الحكم السريلانكي أحد أهم أسباب الخسارة من أمام الاستقلال، وقال: «لاحت أمام لاعبي الفريق فرص عدة على مدار شوطي اللقاء، وهذا مخالف لقوانين كرة القدم، التي تعتمد على تسجيل الأهداف وليس خلق الفرص الكثيرة التي تهدر أمام المرمى، استطعنا العودة للمباراة من جديد بعد أن استقبلنا هدفاً بخطأ فردي».
وأضاف: «أغفل الحكم أخطاء كثيرة لصالح فريقي، وهي أخطاء مؤثرة، كانت ستغير مجرى المباراة بشكل جذري، علاوة على الأخطاء التي ارتكبها لاعبو الفريق، وتسببت في أهداف الفريق الخصم»، وتابع: «في نهاية المطاف حققنا هدف الوصول للبطولة، وهذا يُسجَّل لنادي التعاون كأول فريق من المنطقة يشارك آسيوياً، وأتمنى أن نستفيد من المشاركة وتدارك الأخطاء في المنافسات المقبلة».
وعن مواجهة الفريق المرتقبة أمام الهلال، بعد غد (السبت)، في نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، قال: «لا شك أنه استحقاق... نسعى لخطف بطاقة التأهل من أمام الهلال المتمرس في مثل هذه البطولات، وتعد هذه المباراة الفرصة الأخيرة أمامنا هذا الموسم، لذلك سنرمي بكامل ثقلنا في هذه المواجهة التي لا تقبل القسمة على اثنين، ونطمح في الوصول للنهائي».
من جهته، أكد جهاد الحسين أن الخسارة من الاستقلال غير عادلة، عطفاً على الجهد الكبير الذي قدمه اللاعبون، في هذه المباراة وفي جميع مباريات البطولة، مرجعاً سبب إهدار الفرص السانحة للتسجيل أمام المرمى للحظ الذي وقف في صف الفريق الإيراني، وقال: «الحمد لله، في النهاية أعتقد أنها مشاركة مشرفة، قاتلنا حتى النهاية على الرغم من افتقارنا للخبرة في مثل هذه البطولات القوية، كنا نطمح في بلوغ الدور المقبل، غير أن الظروف خذلت فريقي في الجولتين الأخيرتين»، وشدد الحسين على أن هذه البطولة ستضيف الشيء الكثير للاعبي الفريق في المواسم المقبلة.
كما أبدى اللاعب عبد الله الشمري أسفه لجميع التعاونيين على خسارة الفرصة الأخيرة للتأهُّل، مبيناً أن طموح اللاعبين والجهازين الفني والإداري بلوغ أدوار متقدمة من هذه البطولة، لافتاً إلى أن فريقه واجه بطل الدوري الأوزبكي وبطل الدوري الإماراتي وبطل الدوري الإيراني، وعن فرصة الفريق في العودة مجدداً للبطولة الآسيوية في النسخة المقبلة متى ما حقق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، قال: «سنبذل كل ما لدينا للوصول إلى المباراة النهائية، والتشرف بالسلام على سيدي خادم الحرمين الشريفين، والتتويج باللقب».