المالكي يطلب مندوباً دائماً لـ«يونيسكو» في مدينة القدس

رحب وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، بتصويت المجلس التنفيذي التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) باعتماد القرارين الخاصين بفلسطين: «فلسطين المحتلة، والمؤسسات الثقافية والتعليمية».
وفاخر المالكي بفشل الحملة الإسرائيلية المحمومة «ضد مشاريع قرارات فلسطين، والقدس الشريف، في (اليونيسكو)، وفشل كل من يدعم تقويض هذه القرارات من دول ومجموعات ومؤسسات وشخوص»، وأكد «نجاح الدبلوماسية الفلسطينية في تمرير هذه القرارات التاريخية للحفاظ على الإرث الحضاري والثقافي والتاريخي لدولة فلسطين، والقدس الشريف، من التشويه والتغيير».
وصوتت غالبية الدول المشاركة في منظمة اليونيسكو، أمس، على مشروع قرار فلسطيني - عربي، بدعم من دول أوروبية، يعتبر القدس مدينة محتلة، ويؤكد أنه لا يوجد أي سيادة إسرائيلية عليها.
ويؤكد مشروع القرار على أن البلدة القديمة في القدس هي فلسطينية خالصة، لا سيادة إسرائيلية عليها، مع أهمية جدرانها للديانات الثلاث.كما يؤكد مشروع القرار على أن المقابر، والحرم الإبراهيمي في الخليل، وقبر راحيل في بيت لحم، هي مقابر ومناطق إسلامية خالصة.
وصوتت 22 دولة لصالح القرار، مقابل 10 رفضته، وامتناع 23 دولة، ولم يحضر التصويت ممثلون عن 3 دول.
ويتيح القرار أمام المنظمة الدولية إرسال مندوب بشكل شبه دائم لمتابعة الانتهاكات الإسرائيلية.
وقوبل القرار في إسرائيل بغضب شديد، خصوصاً بعد أن عمل دبلوماسيون إسرائيليون من أجل منع تصويت أعضاء المجلس الأوروبيين لصالح القرار.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أجرى مكالمات هاتفية مع قادة أوروبيين، في محاولة لإقناعهم برفض القرار.
وانتقد نتنياهو بشدة قرار اليونيسكو، قائلاً: «إنه على الرغم من نص القرار، لدى اليهودية جذور في القدس أعمق من الديانات الأخرى»، وأضاف: «لا يوجد شعب في العالم تكون القدس بالنسبة له أقدس أو أهم من الشعب اليهودي»، متابعاً: «نحن ندين اليونيسكو، ونؤكد على حقيقتنا، وهي حقيقة أنه عبر التاريخ اليهودي، كانت القدس قلب وطننا».
أما السفير الإسرائيلي إلى اليونيسكو، كرمل شاما هكوهن، فعقب قائلاً: «بعد هذا التصويت التعيس، هذا العلم الأبيض والأزرق يرفرف فوق جبل الهيكل، وفي أنحاء عاصمة إسرائيل الأبدية، القدس، يقول للجميع: نحن هنا، ونحن هنا لنبقى»، وأضاف: «التصويت ضد دولة في يوم استقلالها هو محاولة بغيضة لصناعة التاريخ، باستخدام الاتهامات المزيفة والتاريخ المزيف؛ إنه حضيض جديد، حتى بمعايير اليونيسكو».
ومن جهته، تعهد السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، داني دانون، بأن «إسرائيل لن تقف صامتة أمام هذا القرار المخزي».
وشكر المالكي الدول التي صوتت لصالح هذه القرارات، مؤكداً أنه رغم محاولات الحكومة الإسرائيلية اليائسة لتقويض قرارات فلسطين في اليونيسكو، فإن العالم صوت لصالح القرارات، مختاراً أن يقف إلى جانب الحق في وجه الظلم والاحتلال وسياساته غير الشرعية. وأضاف: «إن هذه القرارات تشير إلى الجوانب التاريخية والتراثية والحضارية بمدينة القدس، وتؤكد ضرورة إرسال مندوب لليونيسكو للوجود بشكل دائم في القدس، لمراقبة ما تقوم به إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، من انتهاكات وإجراءات تهويدية وتدميرية، تسعى من خلالها إلى طمس معالمها التاريخية والحضارية والدينية، أو تغيير طابعها، إضافة إلى أن هذه القرارات قد أعادت التأكيد على ضرورة تنفيذ ما اتفق عليه في سنوات سابقة، خصوصاً إرسال لجنة رقابة ورصد تفاعلية للتأكد من واقع الحال، فيما يتعلق بالمدينة القديمة في القدس وأسوارها».
وعبر المالكي عن «الاستياء من تلك الدول التي لم تصوت لصالح القرارات»، وعد ذلك «تشجيعاً لسلطة الاحتلال للتمادي في ممارساتها غير الشرعية في مدينة القدس المحتلة، وتراجعاً لمواقف هذه الدول ومبادئها، التي يدعي بعضها دفاعه عن مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان».