ميركل في السعودية اليوم لبلورة موقف مشترك لقمة العشرين

تستقبل جدة (غرب السعودية)، نهار اليوم، المستشارة الاتحادية الألمانية أنجيلا ميركل في زيارة رسمية قصيرة للمملكة تنتهي غدا (الاثنين)؛ لبلورة موقف مشترك لقمة العشرين التي ستعقد في برلين، وكذلك بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأزمة السورية ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى ترجيحات بتوقيع اتفاقيات تعزز العلاقات الاستراتيجية الأمنية والدفاعية والسياسية والاقتصادية مع السعودية.
وقال ديتر هالر، السفير الألماني لدى السعودية، لـ«الشرق الأوسط»: «إن المستشارة الاتحادية الألمانية أنجيلا ميركل، تهدف إلى إجراء مباحثات على أعلى مستوى مع كل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز؛ لبلورة موقف تنسيقي مشترك، في قمة مجموعة العشرين التي ستستضيفها برلين بعد شهرين من الآن».
وأضاف هالر: «كذلك ستعقد المستشارة الألمانية، لقاءين منفصلين مع كل من ولي العهد الأمير محمد نايف، حول تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في مجال التعاون في برامج (الرؤية 2030) وبرنامج (التحوّل الوطني 2020)، فضلا عن بحث القضايا كافة ذات الاهتمام المشترك»، مشيرا إلى أنها ستغادر غدا مدينة جدة، إلى الإمارات، لبضعة ساعات قبل أن تغادر إلى برلين في اليوم نفسه.
وأضاف: «هذه الزيارة ستضع حجر الزاوية لحجم التعاون الاستراتيجي المشترك ومتانته بين البلدين في المناحي كافة، فضلا عن أهمية توقيت هذه الزيارة التي تسبق قمة العشرين بشهرين لمزيد من التنسيق والتشاور حول القضايا الملحة في الساحة عالميا على المستويين الإقليمي والدولي، ومن المنتظر أن تشهد هذه الزيارة، عددا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، التي ستحقق شراكة بعيدة المدى».
ولفت هالر، إلى أن أهمية هذه اللقاءات، تكمن في أنها ستحقق مزيدا من تنسيق المواقف وإجراء المزيد من التشاور حول الكثير من القضايا التي تهم الطرفين، ولها ما بعدها في مجريات فعاليات قمة العشرين التي ستستضيفها ألمانيا بعد شهرين من الآن، فضلا عن تعزيزها العلاقات الثنائية من النواحي الاقتصادية والسياسية والأمنية وعسكرية، من خلال ما يوَقّع من اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين الطرفين. وأوضح أن قمة العشرين المقبلة في بلاده، ستشهد نجاح مخرجات ونتائج هذا التنسيق والتعاون مع السعودية في كل فعالياتها وموضوعاتها التي تبحث عن إجابات شافية حول الأسئلة المتصلة بالقضايا الإقليمية والدولية في العالم، من أهمها القضية السورية ومكافحة الإرهاب، حيث يرافق المستشارة وفد اقتصادي يضم كبار رؤساء الشركات الألمانية في العالم لتنفيذ أهداف «الرؤية 2030» وبرنامج «التحول الوطني».
وتوقع أن تشهد هذه الزيارة أيضا، مزيدا من الشراكات بين قطاعي الأعمال في البلدين، من خلال بعض مذكرات تفاهم مع القطاع الخاص، لزيادة الاستثمارات المشتركة ومضاعفة التبادل التجاري الذي يبلغ 11 مليار دولار في عام 2015، في ظل اهتمام سعودي بألمانيا، التي تستضيف 6 آلاف من طلاب الجامعات والدراسات العليا، كما تستضيف 300 ألف من الزوار السعوديين، مشيرا إلى أن عدد المقيمين الألمان في المملكة يبلغ 6 آلاف ألماني في مختلف المجالات.