الشلهوب يكسر أرقام تشافي ومالديني بالبطولة رقم 29

بتحقيقه البطولة رقم 29 في مسيرته، يكون قائد نادي الهلال محمد الشلهوب قد ارتقى فعليا إلى مصاف عمالقة كرة القدم، ليتساوى مع الأسطورة البرازيلي بيليه.
وحقق الشلهوب بطولة دوري المحترفين السعودي، وهي البطولة 29 في مسيرته الكروية مع الهلال، ليكسر رقم لاعب برشلونة السابق تشافي هيرنانديز الذي توج بـ28 لقبا مع «البرشا»، وتجاوز المدافع الإيطالي باولو مالديني مدافع ميلان صاحب الـ26 لقبا، والمهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.
وحقق الشلهوب ذهب بطولة الدوري وبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين وبطولة كأس ولي العهد وكأس السوبر السعودي المصري، وبطولة الصداقة الدولية، والبطولة العربية للأندية، وكأس المؤسس الملك عبد العزيز، وكأس الأمير فيصل بن فهد، وكأس الأندية الآسيوية الأبطال، وكأس السوبر الآسيوية.
وقد كرر الشلهوب تحقيق بعض هذه البطولات لتصل إلى 29 بطولة مع الفريق خلاف البطولات التي حققها مع الفئات السنية والمنتخبات الوطنية.
ويعد محمد الشلهوب من اللاعبين القلائل على المستوى العالمي الذين توجوا بجميع البطولات التي شاركوا فيها مع ناديهم في العقدين الأخيرين، وحصد بمفرده نصف بطولات الهلال كرقم قياسي ينفرد به، ومن الصعوبة كسره، سواء من لاعبي الهلال أو الأندية الأخرى.
ويحتفظ قائد الهلال برصيد شخصي حافل بالإنجازات والأولويات، بعدما استطاع الفوز بجائزة ثالث أفضل لاعب آسيوي عقب تنافس شرس مع الكويتي بدر المطوع والقطري خلفان إبراهيم في عام 2006، وحصل على جائزة أفضل لاعب عربي واعد في عام 2002، وصنفته المجلة الإنجليزية الرياضية العريقة «وورلد سوكر» سادس أفضل لاعب ناشئ في العالم.
كما أنه اللاعب السعودي الوحيد الذي استطاع هز الشباك في نهائي كأس ولي العهد على مدار خمس نسخ متتالية أمام الشباب والوحدة والأهلي والقادسية والنصر، لقب بهداف النهائيات برصيد 9 أهداف كانت كفيلة بتتويج فريقه بالألقاب.
وعلى الرغم من أن أدوار محمد الشلهوب في منتصف الملعب، لكنه بفضل أدائه المميز استطاع تحقيق أول ألقابه الشخصية وتربع على صدارة هدافي الدوري بـ12 هدف في موسم 2009، ودخل النادي المئوي بمشاركته الدولية مع المنتخب الوطني بوصوله لـ117 مباراة دولية سجل فيها 19 هدفا، واللاعب السعودي الوحيد الذي سجل «هاتريك» في نهائيات كأس آسيا.
وعلى الرغم من قصر قامته فإنه دائماً ما يقع تحت المراقبة من المدافعين للحد من تحركاته الخطيرة وإجادته لصناعة الأهداف.
لقب «الموهوب» ارتبط بمحمد الشلهوب في أيامه الأولى بعد قدومه مع مجموعة من الأطفال لخوض تجربة ميدانية في مدرسة براعم الهلال، فقد كانت موهبته تلفت الأنظار وطريقته في مداعبة الكرة تختلف عن بقية الصغار، فله أسلوبه الخاص في تحريك الكرة كيفما يشاء ويتخطى قرناءه بسلاسة، وكل من شاهد أداءه قال عنه موهوب، حتى بات الركيزة الأساسية في الفئات السنية في المنتخب وناديه.
وجاءت انطلاقة الشلهوب الحقيقة مع الفريق الأول مع المدرب الروماني يوردانسكو عندما حقق بطولة كأس المؤسس من أمام الأهلي، ووضع الشلهوب بصمته الأولى في هذا المباراة وأحرز الهدف الثاني، قصير القامة جلب الأنظار إلية من بعيد ليصل لصفوف المنتخب الأول وكانت بدايته نحو النجومية الدولية مع الأخضر تحت إشراف المدرب ماتشلا الذي استدعاه لقائمته واعتمد عليه في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وقدم عطاء مميزا توجه بثلاثة أهداف في مرمى المنتخب الأوزبكي.
ولكن تبقى أجمل الذكريات للشلهوب حينما ساهم في تأهل منتخب السعودية لكأس العالم في عام 2002، ولم يشارك في هذا المونديال إلا دقائق معدودة لحداثة تجربته وخبرته المحدودة في المحافل القارية، كما كان من أهم العوامل في تأهل المنتخب للمرة الرابعة على التوالي لنهائيات كأس العالم 2006، بيد أنه عاد إلى الرياض وترك معسكر المنتخب لوفاة والده ولم يستطع المشاركة في هذا المونديال، هذه الصدمة لم تكسر ظهر «الموهوب»، وعاد بكل قوة للبحث من جديد عن الذهب في منصات التتويج. وتركت وفاة والده أثراً كبيراً على حياته الشخصية والرياضية، وفضل بعدها الابتعاد عن الوسط الرياضي، غير أن إدارة الهلال أصرت على استمراره، ومنح قائد الفريق حرية العودة للتدريبات متى ما تعافى من صدمة رحيل الأقرب إلى قلبه، ولأنه من طينة اللاعبين الكبار، طوى صفحة الأحزان وواصل مسيرته الرياضية.
ويختلف «الموهوب» عن غيره من اللاعبين، إذ لم يتحصل على أي بطاقة حمراء في تاريخه الرياضي، وأشهرت له بطاقة صفراء وحيدة مع المنتخب الأول في 117 مباراة، ويعد نموذجاً للاعب المثالي سواء داخل أو خارج الملعب ومثالاً يحتذى به، ورغم نجوميته وبروزه اللافت لم يساوم إدارة ناديه يوماً من الأيام على تجديد عقده، ويعتبر الصديق المقرب لجميع اللاعبين، سواء في فريقه أو من الأندية الأخرى، وله إسهامات عريضة في الأعمال التطوعية والخيرية، محمد الشلهوب ابن الـ38 عاما شارف عمره الرياضي على التوقف، وسيترك سيرة خالدة تكتب بماء الذهب للأجيال المقبلة.