لوبان تنتقل بحملتها إلى عمال الموانئ... وماكرون يتمنى لها «نزهة صيد سعيدة»

تخوض مرشحة اليمين المتشدد الفرنسي مارين لوبان حملة أشبه بحرب عصابات، لتقويض فرص خصمها الوسطي إيمانويل ماكرون، الأوفر حظا في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية، وفي أمس قررت الانتقال بحملتها إلى جنوب فرنسا ولقاء صيادي الأسماك بعد لقاء عمال مصنع للأدوات المنزلية في شمال فرنسا في اليوم السابق.
اعتمدت لوبان استراتيجية تقويض موقع خصمها التي انعكست أول من أمس (الأربعاء) فيما سمته صحيفة «ليبراسيون» اليسارية «معركة أميان»، المدينة التي شهدت مبارزة خاضها المرشحان من بعد بشأن مصير مصنع مجموعة «وورلبول» الأميركية الضخمة المهدد بالنقل إلى بولندا. اتهمت لوبان ماكرون بالحرص على «الاحتماء» و«ازدراء» العمال.
اختارت لوبان أول من أمس (الأربعاء) شعارا جديدا هو «اختيار فرنسا» بعد شعار «إعادة تنظيم فرنسا» لجذب «كل الوطنيين من اليمين واليسار». وقال مدير الحملة ديفيد راشلين: «يمكننا الفوز بهذا الاقتراع الرئاسي، لأنه استفتاء حقيقي مع أو ضد العولمة».
وفجر أمس الخميس، أبحرت لوبان مع صيادين من غرو دوروا، ميناء الصيد الصغير في جنوب فرنسا، لتبدو في صورة حامية الفرنسي البسيط في وجه المرشح الذي تصفه بأنه «مضارب شاب» و«ممثل العولمة الجامحة». وصرح ماكرون مساء أمس: «لن أفسح لها المجال، ولن أدعها ترتاح لحظة، ولن أترك لديها ذرة طاقة». كما قال على حسابه في «تويتر»، معلقا على زيارة خصمته الصباحية: «السيدة لوبان في نزهة صيد. نزهة سعيدة». أضاف أن «اقتراحها الخروج من أوروبا يعني نهاية الصيد البحري الفرنسي. فكروا في ذلك». كذلك ندد أمين عام حركته ريشار فيران بما سماه «سيرك لوبان الذي يقتصر على أخذ الصور وتقنيات الاتصال» واستغلال «بؤس الآخرين»، كما جاء في تقرير الوكالة الفرنسية.
وقالت لوبان، في منطقة فقيرة اخترقها حزبها الجبهة الوطنية منذ فترة طويلة، إن ماكرون «يريد تطبيق سياسة تفرط في الليبرالية»، و«تلغي الضوابط بالكامل»، وتلحق «دمارا اجتماعيا».
وسرعان ما نشرت صورتها مبتسمة بمعطف مشمع أصفر يرتديه الصيادون على حسابيها في موقعي «تويتر» و«فيسبوك» اللذين يتابعهما نحو 1.5 مليون شخص.
لتكذيب استطلاعات الرأي التي توقعت هزيمتها في 7 مايو (أيار) المقبل بدأت زعيمة اليمين المتشدد حملة هجومية تشمل لقاءات ميدانية مفاجئة في مناطق صوتت بشكل عارم لصالحها ولصالح برنامجها القاضي بتشديد الأمن ورفض أوروبا والهجرة. كما أنها تسعى لاستغلال انتقادات أثارها ماكرون مع بدء حملته للدورة الثانية واتهامه بالتصرف وكأن فوزه مفروغ منه. ورغم تراجع بسيط لشعبيته في استطلاع نشر صباح الخميس، فما زال ماكرون يحظى بتأييد أكبر. وكثف ماكرون الذي تصدر مع حركته «إلى الأمام» المؤسسة في العام الماضي نتائج الدورة الأولى، اللقاءات في كل حدب وصوب، من اليمين إلى اليسار ومع أرباب العمل والنقابات ورجال الدين من يهود ومسلمين وبروتستانت.
ومن جانب آخر، اشتبكت قوات الأمن الفرنسية مع شبان في وسط باريس أمس الخميس، عندما اتخذت مظاهرة ضد لوبان ومنافسها ماكرون منحى عنيفا. وردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع عندما رشق شبان ملثمون عناصرها بالزجاجات على هامش احتجاج شارك فيه نحو 500 طالب بالمدارس الثانوية. وقال مراسل لـ«رويترز»، إن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع في مدينة رين في غرب البلاد، حيث نظم نحو ألفي شخص من طلاب المرحلتين الثانوية والجامعية ومن النشطاء اليساريين احتجاجا. وفي باريس أغلق الطلاب المحتجون المداخل المؤدية إلى مدارسهم أو نظموا مظاهرات احتجاجا على الانتخابات في نحو 20 مدرسة ثانوية أمس الخميس بعد أن دعتهم اتحادات الطلبة للخروج إلى الشوارع.
حمل الطلاب لافتات كتب عليها «لا (نريد) لوبان ولا ماكرون» في الاحتجاجات التي تنظمها المدارس الثانوية منذ تأهل المرشحين للجولة الثانية والحاسمة من الانتخابات الرئاسية في السابع من مايو. وقال رئيس اتحاد الطلبة جيوسيبي أفيج: «ندعو للعمل ضد مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان ومرشح الصفقات المالية الكبيرة إيمانويل ماكرون»، في إشارة إلى عمل ماكرون السابق كمصرفي في بنك استثماري.