أندية «الشرقية» تعيش أجواء الخوف والقلق قبل جولة الغد

تسود أجواء من الترقب والخوف والحذر، بين رباعي أندية المنطقة الشرقية في دوري المحترفين السعودي، وذلك قبل انطلاق الجولة الـ25 من البطولة، لكون الجميع مهددا نظرا للتقارب النقطي الشديد بين فرق المؤخرة والوسط.
ومع أن هناك فرقا قد تتنفس الصعداء وتضمن البقاء رسميا في دوري المحترفين في حال فوزها على الأخرى، فإن هناك فرقا ستكون مهددة بالهبوط حتى آخر جولة.
وقد تعلن مواجهتا السبت، وتحديدا مواجهة الخليج والفتح، مرافقة الخليج للوحدة إلى دوري الأولى في حال خسارته، فيما سيستمر الصراع على الهروب من خوض الملحق بين بقية الفرق إضافة للباطن الذي يبحث عن أغلى 3 نقاط له في دوري هذا الموسم حينما يحل ضيفا على التعاون.
وفي القمة الشرقاوية التقليدية التي ستجمع القادسية بالاتفاق سيضمن الفوز بالنسبة للاتفاق بقاءه رسميا في دوري المحترفين حتى دون اللجوء للملحق مهما تكن نتيجة مباراته الأخيرة ضد الشباب، لكن القادسية سيحتاج للفوز على الاتفاق أو على الأقل التعادل ومن ثم حصد كامل نقاط مواجهته مع الوحدة في الجولة الأخيرة، وهي مباراة محسومة له نظريا، لكنه بحاجة أولا لتلافي الخسارة من الاتفاق، وهو الذي نجح فعليا في الدور الأول حينما لحق بالنتيجة ورفض الخسارة من جاره في مباراة دراماتيكية انتهت نتيجتها 2 - 2.
ويعتبر الاتفاق أفضل فرق الشرقية من حيث مجموع النقاط برصيد 26 نقطة في المركز الثامن، لكنه قد يتراجع أكثر من 3 مراكز ويدخل في مرحلة الخطر الجدية، خصوصا في ظل تقارب النقاط.
أما القادسية فيعيش دوامة صعبة من حيث الخسائر المتتالية التي تعرض لها في الجولات الأربع الأخيرة وآخرها ضد الرائد، التي نتج عنها إقالة المدرب البرازيلي المعروف أنجوس.
ويملك القادسية 24 نقطة في المركز الـ12 ويمكنه أن يحتل مكان الاتفاق في حال الفوز عليه، ولذا يتوقع أن تكون مباراة الفريقين حافلة، خصوصا أن كلا منهما يبحث عن الفوز بالنقاط الثلاث.
وبالنظر إلى الجانب الفني فإن كليهما يعيش أوضاعا متأزمة في هذا الجانب حيث يتولى كلا منهما مدربان مؤقتان بعد تجربتين لكل ناد مع مدربين تمت إقالتهما هذا الموسم.
فالاتفاق يدربه الهولندي أولكو الذي يشرف على الفريق بشكل مؤقت للمرة الثانية؛ حيث منحته الإدارة الثقة حتى نهاية الموسم. وخسر الفريق تحت قيادته عددا من المباريات آخرها أمام الاتحاد بأربعة أهداف، لكنه حقق أيضا انتصارات مهمة كسرت حاجز الخسائر المتتالية للنقاط التي مر بها الفريق بعد الفوز على الخليج مما أبعد الاتفاق نسبيا عن الخطر.
ويرى أولكو أن مباراة الغد تمثل أهمية خاصة جدا، لكونها تجمع فريقين من منطقة واحدة ويجمع بينهما تنافس، ولذا يمكن أن تكون المباراة مثيرة، ولا مجال سوى للسعي لحصد كامل النقاط الثلاث.
أما رئيس النادي خالد الدبل فقد أبدى ثقته باللاعبين، وشدد خلال اجتماعه معهم على أن الثقة لم تتزعزع وأنهم قادرون على الفوز بالمباراة القادمة التي تمثل أهمية بالغة.
أما القادسية فسيتولى وللمرة الأولى المدرب الوطني الشاب بندر باصريح قيادة الفريق بديلا عن البرازيلي أنجوس الذي أحدثت إقالته مفاجأة كبيرة، خصوصا أنه من أميز المدربين في الدوري السعودي لكن النتائج في المباريات الأخيرة كانت سلبية أجبرت الإدارة على الاستغناء عن خدماته بهدف تعزيز «الجانب النفسي للاعبين» كما أكد ذلك لـ«الشرق الأوسط»، المشرف العام على كرة القدم بنادي القادسية ونائب الرئيس، الذي شدد على أن الفريق يوجد به خامات مميزة من الناحية الفنية والبدنية سواء كانوا من الأجانب أو المحليين؛ ولذا هناك ثقة بالقدرة على تجاوز هذه المرحلة الصعبة.
وفي المباراة الثانية التي ستجمع الخليج بالفتح، فتمثل هذه المباراة الفرصة الأخيرة للفريق الخلجاوي لإثبات قدرته على البقاء بين الكبار للموسم الثالث على التوالي، خصوصا أنه نجح في الفوز على الفتح في الدور الأول بأربعة أهداف لهدفين في واحدة من أجمل مباريات الفريقين حيث شهدت المباراة إثارة كبيرة وتسابقا على تسجيل الأهداف.
وقد تتسبب الخسارة في توديع الخليج لدوري المحترفين بشكل رسمي كمرافق للوحدة في حال فاز القادسية على الاتفاق، خصوصا أن الباطن متقدم على الخليج بفارق المواجهات المباشرة إن بقي الباطن على نقاطه الـ25 ولحق به الخليج في الجولة الأخيرة.
ومع ضعف الأمل وصعوبة الحسابات يرفض مدرب الخليج جلال قادري رفع راية الاستسلام ويؤكد: «لا تزال الفرصة بيدنا... الفوز على الفتح مطلب وحيد، يجب أن يتم حتى لا تضعف الآمال أكثر أو حتى تتلاشى».
أما الفتح فيعد من أفضل الفرق التي تطورت من حيث النتائج في المباريات الأخيرة حيث حصد 9 نقاط متتالية جعلته يصل للنقطة 25 ويبتعد نسبيا عن الخطر لكن خسارته أمام الخليج ستعني عودته لدوامة الخطر، خصوصا أنه سيواجه الاتحاد القوي في آخر مبارياته، ولذا سيبحث مدربه فتحي الجبال عن النقطة إن تعذر الحصول على النقاط الثلاث التي ستضمن عدم هبوطه مباشرة وخوضه الملحق في أسوء الاحتمالات.
ويقول مدرب الفتح، الجبال: «سنخوض بقية مبارياتنا بهدف واحد وهو الفوز، لا يمكننا أن نعتمد على نتائج غيرنا، الفرصة بيدنا، نجحنا في تجاوز عدد من الظروف الصعبة وأثق في أن لدينا العناصر التي ستجعل الفريق يبقى في المكان الذي يستحق».