وفاة أهيوغو تصدم الوسط الكروي الإنجليزي

أصاب خبر وفاة أوغو أهيوغو مدافع المنتخب الإنجليزي الأسبق واستون فيلا السابق والمدير الفني لفريق توتنهام هوتسبر تحت 23 عاما، الوسط الرياضي البريطاني بصدمة وحزن شديد، وبخاصة أنه كان يتمتع بصحة جيدة للغاية، وسقط وهو يعمل بالملعب.
وحرص غاريث ساوثغيت، المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، على تقديم عبارات الاحترام لأهيوغو الذي لعب بجواره لمدة عشرة مواسم مع فريقي أستون فيلا وميدلسبره، وقال: «أعلم أن كرة القدم ستحزن؛ لأنه (أوغو) كان يحظى باحترام جميع من عمل معهم، ومن الصعب تحمل خسارته في مثل هذا العمر الصغير». وأضاف: «الأهم، أنه كان رجلا نبيلا وهو أحد الشخصيات الذي يصعب أن تجد فيه شيئا خاطئا للحديث عنه».
وأشار ساوثغيت بأن تعاونه مع أهيوغو هو أحد أعظم ذكرياته خلال الفترة التي لعب فيها كرة القدم. وقال: «أعتقد أنني لعبت مباريات أكثر مع أهيوغو عن أي شخص آخر في حياتي، وبعيدا عن كرة القدم، فقد كان رجلا نبيلا عملاقا».
وتابع: «شعرت بأنني في شراكة حقيقية مع أهيوغو؛ لأننا كنا مستعدين لوضع أجسادنا على الخط من أجل بعضنا بعضا».
وأكمل: «لقد تقاسمنا الانتصارات والهزائم وفزنا بكأسين معا مع أستون فيلا وميدلسبره، وتلك الذكريات سأظل أعتز بها عندما أتذكر أهيوغو».
وأشار ساوثغيت إلى أن مشاعره هي نفس مشاعر الكثير من زملاء أهيوغو السابقين، وأكد: «لقد تحدثت مع الكثير من زملائنا السابقين، وهناك شعور بعدم تصديق أننا نخوض هذه المحادثة». وتابع: «كان أهيوغو مفخرة لكرة القدم ولعائلته، وسيفتقده الجميع الذين كانوا سعداء الحظ بمعرفته».
وبدأ أهيوغو مسيرته في وست بروميتش البيون، لكنه صنع اسمه من خلال أستون فيلا، حيث شارك معه في 237 مباراة على مدار عشرة أعوام. ولعب أهيوغو لثمانية مواسم في ميدلسبره، ثم تنقل بين رينجرز الاسكوتلندي وشيفيلد يونايتد، وخاض أربع مباريات دولية مع منتخب إنجلترا وسجل هدفا واحدا.
وينتاب مسؤولي نادي توتنهام شعور بالصدمة من الرحيل المفاجئ لصاحب الأربعة وأربعين عاما، وقال جون ماكديرموت، رئيس إدارة التنمية والتطوير في توتنهام: «الكلمات لا يمكنها أن تصف حالة الصدمة والحزن التي نشعر بها جميعا في النادي. ولا يمكن تعويض أوغو مطلقا. ونعرب عن كامل تعاطفنا مع زوجته، جيما، وعائلته».
وكان المدافع السابق لمنتخب إنجلترا في ملعب التدريب صباح الخميس الماضي عندما سقط مغشيا عليه. وهرع طبيب توتنهام لمعالجته، بينما سارعت سيارة إسعاف وسيارة مساعدة طبية إلى ملعب التدريب لإنقاذه الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا.
ونقلت سيارة الإسعاف أهيوغو إلى المستشفى بعد نحو 20 دقيقة، وكانت علامات القلق الشديد واضحة على وجوه الجميع بالنادي.
وكان من الواضح أن أهيوغو بين الحياة والموت. وانتقل المدير الفني لنادي توتنهام، موريسيو بوكتينيو، ومساعده، جيسوس بيريز، وماكديرموت إلى أكاديمية الشباب لمعرفة ماذا حدث. وبعد أن تلقى أهيوغو رعاية طبية كاملة على مدار الساعة في المستشفى، لم يكن من الممكن إنقاذه.
وأصدر نادي توتنهام بيانا، قال فيه: «يبعث النادي بتعازيه العميقة لأسرة أوغو. وقد طلبت زوجته، جيما، على وجه التحديد منح الأسرة قدرا من الخصوصية في هذا الوقت الصعب. كما نود أيضا أن نعرب عن شكرنا لجميع المهنيين الطبيين، بما في ذلك العاملون في مستشفى جامعة ميدلسكس ومستشفى رويال برومبتون ومستشفى هاريفيلد لرعايتهم ودعمهم».
وارتدى لاعبو توتنهام وتشيلسي شارات سوداء في مباراة الدور نصف النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي أمس، كما وقف الفريقان دقيقة حداد على روح أهيوغو قبل انطلاق المباراة.
وانهالت التعازي وعبارات المديح والثناء على أهيوغو. وقال لي هندري، الذي لعب بجوار أهيوغو في أستون فيلا: «كان أوغو شخصية رائعة، وكان من الرائع أن يكون بيننا شخص عظيم مثله».
كما أشاد المدير الفني الحالي لأستون فيلا، ستيف بروس، بأهيوغو، ووصف تعاقد رئيس النادي السابق، رون أتكينسون، معه عام 1991 بأنه صفقة رائعة، مضيفا: «لقد لعبت ضده. تعاقد معه النادي مقابل 45 ألف جنيه إسترليني، يا لها من صفقة. لقد كان لاعبا عظيما».
ولعب المدير الفني لنادي ستوك سيتي، مارك هيوز، أيضا ضد أهيوغو، وتذكر مواجهة هذا المدافع الصلب، قائلا: «كان رجلا قويا وضخما، ورياضيا كبيرا، وكنت أعرف دائما أن الأمور ستكون صعبة للغاية عند مواجهته. وهذا هو السبب الذي يجعل الصدمة أكبر عندما تحدث مثل هذه الأمور؛ لأنك تتذكر هؤلاء الأشخاص وهم في قمة تألقهم. إنه لأمر صعب للغاية».
ونشر أستون فيلا، الذي لعب له أهيوغو أكثر من 300 مباراة، تغريدة على موقع «تويتر» قال فيها: «نحن نشعر بالحزن العميق لسماع نبأ وفاة مدافعنا السابق أوغو أهيوغو. قلوبنا مع عائلته في هذا الوقت الحزين للغاية». وأضاف النادي: «سنقف دقيقة حداد قبل مباراة الدربي المقبلة، وسيرتدي لاعبو الفريقين شارات سوداء علامة على الاحترام». وقال شايون هاريسون، مهاجم توتنهام الذي تدرب تحت قيادة أهيوغو في النادي: «لقد كان واحدا من أفضل الأشخاص الذين رأيتهم في حياتي من حيث دماثة الخلق واهتمامه بالآخرين. إنه لشرف عظيم بالنسبة لي أن أتعلم منه، ليس فقط على مستوى كرة القدم، ولكن أيضا على المستوى الشخصي».
وكان أهيوغو قد بدأ حياته المهنية كلاعب في وست بروميتش ألبيون قبل أن ينتقل إلى أستون فيلا عام 1991. ودافع عن قميص أستون فيلا في أكثر من 300 مباراة، وشارك مع الفريق في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2000 التي خسرها أستون فيلا أمام تشيلسي.
انضم أهيوغو إلى ميدلسبروه في صفقة قياسية في تاريخ النادي آنذاك بلغت 8 ملايين جنيه إسترليني في وقت لاحق من هذا العام. وفي عام 2001، سجل هدفه الوحيد مع منتخب إنجلترا وكان في المباراة الودية التي فازت فيها إنجلترا بقيادة المدير الفني سفين غوران إريكسون بثلاثية نظيفة على إسبانيا.
عانى أهيوغو من إصابات عدة بالركبة في السنوات الأخيرة من مسيرته في ملعب ريفرسايد. وفي عام 2006 انضم إلى ليدز يونايتد على سبيل الإعارة، كما لعب لفترات قصيرة مع رينجرز وشيفيلد يونايتد قبل أن يعتزل كرة القدم عام 2009، انتقل أهيوغو بعد ذلك إلى عالم التدريب، وعمل مع توتنهام خلال المواسم الثلاثة الماضية.
وقبل العمل في مجال التدريب، عمل أهيوغو لفترة في مجال الموسيقى الذي يعشقه. وفي عام 2010، قال لشبكة سكاي سبورتس الرياضية: «أنا أفتقد كرة القدم ومتعتها، لكني كنت محظوظا بما فيه الكفاية أن أقضى 20 عاما في اللعب والتدريب والانضباط. وكان ذهني وجسدي في حاجة إلى الراحة».
وأضاف: «أعشق كرة القدم بشكل كبير، لكن حبي للموسيقى مذهل. حين تغني تشعر وكأنك تقدم غذاء للناس، وإنه لشيء رائع أن تجعل الناس يرددون كلمات الأغنية التي تشدو بها».
وتابع: «الفرق الوحيد في الأساس هو أنه من الناحية الاجتماعية يمكنك القيام بما يحلو لك عندما تكون موسيقيا».
وبدأ أهيوغو خطواته الأولى في عالم التدريب في أكاديمية الناشئين بنادي توتنهام هوتسبر تحت قيادة تيم شيروود وكريس رمزي. وكان لديه فلسفة رائعة في إلهام الجيل المقبل، التي تضمنت تطوير برنامج توجيه اللاعبين الشباب لتسليط الضوء على القضايا المتعلقة باللعبة في العصر الحديث.
وكتب في عمود في صحيفة «ديلي ميل» عام 2013: «لو جئت لمشاهدة المباريات في توتنهام - على وجه الخصوص على مستوى التنمية والتطوير - ستلاحظ كيف نحاول أن نلعب، بطريقة معينة ونمط معين». وأضاف: «آمل أن أرى فريقا لمنتخب إنجلترا يحاول أن يلعب كرة قدم سلسة قائمة على تغيير المراكز، وأن يتغلب على أفضل الفرق من الناحية البدنية والفنية، وهذا هو الطريق للأمام».
وأوضحت إحدى تغريداته الأخيرة طبيعة أهيوغو الرقيقة، حيث قال. «أعطيت فتاة بلا مأوى 10 جنيهات إسترلينية الليلة الماضية في دالستون. إنها لم تطلب الحصول على مال أو تتسول، لكنني أنا من قمت بذلك من تلقاء نفسي. لن أكذب عليكم، فقد انتابني شعور جيد». ونشر هذه التغريدة بهاشتاغ #قم_بشيء_جيد. وعقب وفاة أهيوغو، أصبح هذا الهاشتاغ أحد أكثر الهاشتاغات استخداما على موقع «تويتر»، حيث يقوم كثيرون بأعمال خيرية استجابة لدعوة اللاعب الراحل.