قرعة دوري الأبطال تصدم ريـال مدريد وأتلتيكو... ويوفنتوس مع موناكو

أسفرت قرعة الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا التي سُحِبَت، أمس، في مقر «اليويفا» بنيون السويسرية، عن تجدُّد الموعد بين ريـال مدريد الإسباني، وجاره اللدود أتلتيكو اللذين تواجها، الموسم الماضي، في المباراة النهائية، وحسمها الأول بركلات الترجيح، في حين ستجمع مواجهة نصف النهائي الثانية يوفنتوس الإيطالي، وموناكو الفرنسي.
كما أوقعت قرعة نصف نهائي مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» التي سُحِبت أمس أيضاً، مانشستر يونايتد الإنجليزي مع سلتا فيغو الإسباني، وليون الفرنسي ضد أياكس أمستردام الهولندي.
وتقام مباراتا ذهاب نصف النهائي لدوري الأبطال على ملعبي ريـال وموناكو في الثاني والثالث من مايو (أيار)، قبل أن يحتضن يوفنتوس وأتلتيكو مباراتي الإياب في 9 و10 منه على التوالي.
وستكون العاصمة الويلزية كارديف مسرحاً للمباراة النهائية المقررة في الثالث من يونيو (حزيران).
وسبق لريـال أن تواجه مع أتلتيكو في نهائي 2014، وفاز عليه 4 - 1 بعد التمديد، في مباراة كان الأخير متقدماً خلالها 1 - صفر حتى الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، قبل أن يدرك سيرجيو راموس التعادل، ويجرّ الفريقين إلى شوطين إضافيين سجل فيهما فريقه ثلاثة أهداف.
وتواجه الفريقان في نصف نهائي المسابقة بصيغتها القديمة (كأس الأندية الأوروبية البطلة) خلال موسم 1958 - 1959 حين فاز ريـال ذهاباً 2 - 1، ورد أتلتيكو إياباً 1 - صفر، فاحتكم الطرفان إلى مباراة فاصلة (لم يكن معتمداً حينها فارق الأهداف المسجلة خارج القواعد). وفاز النادي الملكي في حينه 2 - 1.
وتحدث لاعب أتلتيكو السابق ومديره الحالي كليمنتي فيلافيردي الذي مَثَّل النادي في القرعة، عن مواجهة ريـال قائلاً: «مشجعونا ولاعبونا اختبروا خسارتين في النهائي ويدركون ما يحتاج إليه الأمر للوصول إلى هناك (النهائي): الكثير من العمل».
وأضاف: «نأمل في أن نمنح (ملعب) فيسنتي كالديرون الوداع الذي يستحقه»، لأن مواجهة الإياب ستكون اللقاء القاري الأخير لأتلتيكو على ملعبه الحالي، إذ سيتركه فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني في نهاية الموسم بعدما كان معقله 50 عاماً.
واشترى أتلتيكو ملعب «لا بينيتا ستاديوم» مقابل 30 مليون يورو، وسينتقل إليه الموسم المقبل، وباسم جديد هو «واندا ميتروبوليتانو»، على اسم الشركة الصينية العقارية الراعية للنادي «داليا واندا غروب».
والاسم الجديد الذي سيطلقه أتلتيكو على الملعب مرتبط بالملعب الأول الذي اعتمده النادي (ميتروبوليتانو)، قبل الانتقال عام 1966 إلى «فسينتي كالديرون» الواقع جنوب العاصمة.
وسيكون مصير ملعب «فيسنتي كالديرون» الذي يستضيف نهائي كأس إسبانيا في 27 مايو، التدمير، بعد أن يخليه أتلتيكو نهاية الموسم.
أما أسطورة ريـال، إيميليو بوتراغينيو، الذي كان سفيره في نيون، فقال: «نحن سعداء لكوننا على بُعد خطوة من النهائي، لكنها أصعب مواجهة على الإطلاق... أتلتيكو فريق يستفيد من أخطائك على أكمل وجه».
ويأمل ريـال، صاحب الرقم القياسي بعدد الألقاب (11)، في تخطِّي جاره لمحاولة دخول التاريخ كأول فريق يحتفظ باللقب بالصيغة الحالية للمسابقة. وكان ميلان الإيطالي آخر فريق يحقق هذا الإنجاز عام 1990، علما بأن المسابقة كانت لا تزال وفق صيغتها القديمة.
وسيكون الموعد الثاني بين موناكو المتأهل على حساب بوروسيا دورتموند الألماني، ويوفنتوس الذي أطاح بالعملاق الإسباني برشلونة.
ويعود يوفنتوس وموناكو الذي يبلغ دور الأربعة للمرة الأولى منذ 2004، بالذاكرة إلى 1998 حين تواجها في نصف النهائي وفاز الفريق الإيطالي 6 - 4 بمجمل الذهاب والإياب، وبلغ النهائي حيث خسر أمام ريـال مدريد بهدف سجله المونتينغري (يوغوسلافي سابقا) بردراغ مياتوفيتش الذي منح النادي الملكي لقبه الأول منذ 1966.
كما التقى موناكو ويوفنتوس في ربع نهائي 2014 - 2015 وفاز بطل إيطاليا 1 - صفر بمجموع المبارتين. وفي نصف نهائي ذاك الموسم، التقى يوفنتوس مجدداً مع ريـال مدريد، وتفوق عليه 3 - 2 (مجموع المباراتين)، قبل أن يخسر أمام برشلونة في النهائي 1 - 3.
ورأى سفير يوفنتوس ونجم وسطه السابق التشيكي بافل ندفيد من نيون أن فريقه «لَعِب بشكل رائع خلال تفوقه على برشلونة، والشبان مركِّزون الآن على الذهاب حتى النهاية».
ويبحث يوفنتوس عن لقبه الثالث في المسابقة بعد 1985 و1996، لكن عليه أولاً تخطي موناكو المميز بأسلوبه الهجومي (141 هدفاً في جميع المسابقات) مع لاعبين مثل الواعد كيليان مبابي والكولومبي راداميل فالكاو، لبلوغ النهائي للمرة التاسعة في تاريخه (خسر أعوام 1973 و1983 و1997 و1998 و2003 و2015).
وأكد ندفيد: «في دوري الأبطال عليك أن تكون في أفضل مستوياتك في كل مباراة. وهذا ما نتطلع لفعله».
من جهته، أشار نائب رئيس موناكو الروسي فاديم فاسيلييف إلى أن المواجهة ضد يوفنتوس «ستكون ثأريةً لنا دون شك. نحن أفضل الآن مما كنا عليه قبل عامين، هذا أمر أكيد».
وحصل قائد يوفنتوس وحارسه جانلويجي بوفون، 39 عاماً، على مبتغاه بتجنب أتلتيكو، الفريق الوحيد الذي تخوف منه قبل القرعة، لأنه فقد الأمل في المنافسة على لقب الدوري المحلي، وقد يريح لاعبيه في المباريات المقبلة.
واعتبر بوفون، الطامح بإحراز اللقب الغائب عن خزائنه، أن أتلتيكو هو الفريق «الأصعب»، أما «بالنسبة إلى الفريقين الآخرين، فهما يقاتلان من أجل لقب الدوري المحلي، وهذا الأمر قد يلعب دوره».
ويتصدر موناكو ترتيب الدوري الفرنسي بفارق الأهداف فقط عن باريس سان جيرمان حامل اللقب، وفي جعبته مباراة مؤجلة، والأمر ذاته ينطبق على ريـال الذي يتقدم على غريمه برشلونة بفارق ثلاث نقاط قبل موقعتهما الأحد في مدريد، وهو يملك أيضاً مباراة مؤجَّلَة.
أما يوفنتوس، فيسير بثبات نحو لقبه السادس على التوالي كونه يتقدم بفارق 8 نقاط عن أقرب ملاحقيه، وهو أمام فرصة إحراز الثنائية المحلية للموسم الثالث على التوالي كونه وصل إلى نهائي مسابقة الكأس حيث سيلتقي لاتسيو.
وفي مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ)، سيكون مانشستر يونايتد على موعد مع مواجهة سلتا فيغو، فيما ينتظر ليون اختباراً صعباً ضد أياكس.
وتقام مباراتا الذهاب في أمستردام وفيغو في الرابع من مايو المقبل، ومباراتا الإياب في ليون ومانشستر في الحادي عشر منه.
ويخوض المتأهلان من دور الأربعة المباراة النهائية في الرابع عشر من الشهر ذاته في استوكهولم.
وكان مانشستر قد تأهل لنصف النهائي، مساء أول من أمس، بفوزه على أندرلخت البلجيكي 2 - 1 بعد وقت إضافي في إياب ربع النهائي (تعادلا 1 - 1 ذهاباً)، بينما تأهَّل سلتا فيغو بتعادله مع غنك البلجيكي 1 - 1 (فاز ذهاباً 2 - 1)، وليون على حساب بشيكتاش التركي بعد أن حسم مباراة الإياب 7 - 6 بركلات الترجيح (لتعادلهما 2 - 1 ذهاباً وإياباً)، في حين تخطى أياكس شالكه الألماني 2 - 1 بعد وقت إضافي (خسر ذهاباً 2 - 3).
ويشارك بطل يوروبا ليغ مباشرة في بطولة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
وكان إشبيلية الإسباني بطل يوروبا ليغ في النسخ الثلاث السابقة خاض غمار دوري الأبطال هذا الموسم، لكن مشواره توقف في الدور ثمن النهائي أمام ليستر سيتي الإنجليزي بعد أن فاز عليه في إسبانيا 2 - 1 وخسر أمامه في إنجلترا صفر - 2.
ويولي مانشستر يونايتد ومدربه البرتغالي جوزيه مورينيو أهمية خاصة بلقب البطولة للمشاركة في دوري الأبطال، الموسم المقبل، كونه يجد صعوبة في احتلال أحد المراكز المؤهلة مباشرة عبر الدوري الإنجليزي الذي يحتل فيه حالياً المركز الخامس.
ولم تعرف حتى الآن خطورة إصابة هداف مانشستر يونايتد، السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، والمدافع ماركوس روخو، التي تعرضا لها أمام أندرلخت.
وتعرض إبراهيموفتش إلى الإصابة في الثواني الأخيرة من الوقت الأصلي عندما حاول ترويض كرة عالية على صدره، لكنه أُصِيب بالتواء قوي في ركبته اليمنى. فيما اصطدمت ركبة روخو بلاعب من أندرلخت، ولم يستطع بعدها إكمال اللقاء.
ويشعر مورينيو بالقلق لإصابة لاعبيه ويخشى أن يُضطرّا للابتعاد عن الفريق مدة طويلة.
وأجاب مورينيو عند سؤاله عن إصابة الثنائي: «أريد الانتظار. لكن شعوري ليس جيداً. أريد الانتظار والتفاؤل لكني لست كذلك».
ويتصدر إبراهيموفيتش قائمة هدافي يونايتد هذا الموسم، بعدما أحرز 17 هدفاً في الدوري، بينما عزز روخو وجوده الدائم في دفاع الفريق بأداء قوي هذا الموسم.
ويغيب عن يونايتد ثنائي الدفاع كريس سمولينغ وفيل جونز، وطالَبَهما مورينيو بعمل استثنائي للعودة سريعاً من الإصابة.
وقال المدرب البرتغالي: «لدينا دالي بليند الذي يملك خبرة في هذا المكان، وأعتقد أنه حان الوقت لجونز وسمولينغ للمخاطرة، لأن عليك فعلَ كل شيء من أجل الفريق... هذا هو ما أفكر فيه».
وأضاف: «لا تستطيع فعل المعجزات لذا لا أتوقع معجزة لكن عليك القيام بكل شيء للإسراع بعملية العودة... بروح استثنائية يمكنك (العودة) أسرع مما تتوقع. لذا بدلاً من العودة في منتصف مايو تستطيع العودة في بداية مايو. هذا هو الإسراع».