الكويت تفرج عن مسلم البراك بعد عامين في السجن

يتوقع أن تفرج السلطات الكويتية، اليوم الجمعة، عن رمز المعارضة النائب السابق مسلم البراك، بعد عامين قضاهما في الحبس بتهمة إهانة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح.
ويرى مراقبون أن خروجه من السجن يمثّل فرصة لرص صفوف أتباعه وجمهوره، لكن من غير المستبعد أن يشهد التحالف الذي بناه تصدعا نتيجة خلافات متعددة؛ أهمّها تراجع أقطاب المعارضة السابقة عن موقفهم من مقاطعة الانتخابات. وأدين البراك، وهو أمين عام حركة العمل الشعبي والمنسق العام لائتلاف المعارضة الكويتية، بتهمة المساس بالذات الأميرية خلال ندوة حملت عنوان «كفى عبثا»، نظمتها قوى المعارضة الكويتية عام 2012 التي خاطب فيها أمير البلاد بعبارة: «لن نسمح لك».
ووجه البراك نقدا إلى أمير البلاد في خطاب جماهيري عام 2012، قائلا: «لن نسمح لك يا صاحب السمو أن تمارس الحكم الفردي»، وذلك أثناء حركة الاحتجاجات التي أعقبت الأزمة البرلمانية وأدت إلى اقتحام مجلس الأمة في ظل موجة ما يعرف بـ«الربيع العربي».
وفي 15 أبريل (نيسان) 2013، حكمت محكمة الدرجة الأولى بالسجن خمس سنوات مع الشغل والنفاذ على مسلم البراك بتهمة الإساءة لأمير الدولة. وفي 22 أبريل 2013، أمر قاضي محكمة الاستئناف بوقف نفاذ الحكم مؤقتا لحين الفصل بالاستئناف.
وفي 22 فبراير (شباط) من عام 2015، قضت محكمة الاستئناف بحبس مسلم البراك سنتين مع الشغل والنفاذ.
وأعقب توقيف البراك خروج مظاهرات واحتجاجات، حيث أحرق المتظاهرون الإطارات وأغلقوا الطرق. وتعليقا على الحكم بالنفاذ، وصف البراك الحكم القضائي بأنه «مسيس»، وقال: «الحكم الذي صدر ضدي بالحبس لمدة عامين مع الشغل والنفاذ حكم سياسي بحت».
يذكر أن الداخلية الكويتية أكدت في 20 فبراير (شباط) الماضي تعرض مسلم البراك للاعتداء داخل السجن المركزي، وبعد أيام تم الكشف عن قيام المعتدي بالانتحار في سجنه.
واختلف المشهد السياسي في الكويت بين الفترة التي دخل فيها البراك السجن وخروجه منه، إذ تراجع أنصاره عن قرارهم بـ«مقاطعة» الانتخابات البرلمانية، بل إنهم تسابقوا لحجز مقاعدهم في مجلس الأمة الجديد الذي باتوا يشكلون أغلبية بين أعضائه.