نافذة على مؤسسة تعليمية: جامعة أثينا الأهلية... صرح تعليمي وعنصر أساسي لدعم اللاجئين

اليونان معروفة منذ القدم بأنها الدولة التي انبعث منها شعاع كثيف الحضارة الإنسانية والتعليمية إلى العالم. ورغم أن اليونان توجد فيها بشكل عام مؤسسات تعليمية عريقة جداً، وغالبيتها مصنفة دولياً في قوائم التصنيف المعترف بها، فإن جامعة أثينا الأهلية تقف على رأس هذه المؤسسات بكلياتها العريقة التي تغطي كل مجالات المعرفة القديمة والحديثة.
هذا الصرح العلمي الكبير لجامعة أثينا والذي تم تأسيسه في الثالث من مايو (أيار) عام 1837، أي بعد حصول اليونان على استقلالها بسنوات قليلة، يضم الكثير من الفروع الأدبية، وخصوصا كلية الآداب، وهي من أعرق كليات الآداب في الدول الأوروبية بشكل عام، لما لها من باع وصيت في تعليم اللغتين اليونانية القديمة واللاتينية، اللتين تعدان أصل لغات النهضة الأوروبية والفكر التنويري في تاريخ أوروبا الحديث.
كما تخرج فيها عدة شخصيات كان لها أثر كبير على الحياة العامة، ليس فقط في اليونان، ولكن في أوروبا عموماً مثل الفيلسوف اليوناني كورنيليوس كاستورياذيس وهيلين أرفيلير. ومن الشخصيات السياسية التي تخرجت في الجامعة ولعبت دوراً جوهرياً في تغيير مسار الحياة السياسية، نذكر السياسي المحنك إليفتثيريوس فينيزيلوس ورجل الاقتصاد المعروف قسينيفون زولوتاسومؤسس حزب الباسوك اليوناني جورجيوس بابانذريو؛ أما من الشعراء اليونانيين فنذكر شاعر الحرية كوستيس بالاماسوأوذيساس إليتيس.
وفي لقاء لـ«الشرق الأوسط» مع الدكتور هشام محمد حسن أحد خريجي هذه الجامعة ذكر أن هناك تعاونا وطيدا بين كليتي الآداب بجامعة أثينا وجامعة القاهرة، وخصوصاً قسم الدراسات اليونانية واللاتينية بها. حيث تلعب كلية آداب أثينا دوراً أساسياً في تأسيس كوادر هيئة التدريس لأقسام الدراسات اليونانية واللاتينية المنتشرة في أرجاء مصر، مشيرا إلى أنه حصل على الماجستير والدكتوراه في فقه اللغة والأدب البيزنطي من جامعة أثينا.
كما يدرس في الجامعة عدد كبير من الطلاب العرب والأجانب في شتى التخصصات؛ ولكن من الملاحظ أن هناك إقبالا أكثر على الدراسات الأدبية.
كما لعبت «أثينا» دوراً جوهرياً في ملف هجرة اللاجئين السوريين إلى اليونان من خلال توعية طلابها وغرس بذور تقبل الفكر المختلف والآخر بشكل عام. حيث أسرع خريجو الجامعة إلى مد يد العون للمنظمات الحكومية وغير الحكومية التي تحاول جاهدة تخفيف وطأة مصاعب الهجرة على اللاجئين. ومن الأمثلة الحية التي نذكرها في هذا الصدد الدور الذي تلعبه خريجة قسم التصوير الفوتوغرافي في جامعة أثينا أنَّا بانديليا؛ التي بفضل شعورها المرهف بمعاناة اللاجئين حصلت على جوائز دولية في مسابقات تصوير تتعلق بتجسيد ملامح معاناة اللاجئين في عيون الغرب.