كلاتينبرغ... أفضل حكم في العالم في مهمة «إصلاح التحكيم السعودي»

سيكون عمل الحكم البريطاني مارك كلاتينبرغ في دائرة تطوير الحكام بالاتحاد السعودي لكرة القدم، هو الأول من نوعه له في المجال الإداري، كونه لا يزال على رأس العمل «حكمًا» يواصل الركض في ميادين كرة القدم. ففي 7 مارس (آذار) المقبل، ستنتظره مواجهة هامة بين برشلونة وباريس سان جيرمان، في دوري أبطال أوروبا، في الـ«كامب نو».
وسيخلف كلاتينبرغ مواطنه هاورد ويب في رئاسة دائرة تطوير التحكيم، بعدما أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي يرأسه عادل عزت، يوم أمس، التعاقد معه، ليبدأ مهمته بصورة جادة مطلع الموسم المقبل، التي ستشهد وجوده الدائم، واطلاعه على كل ما يدور في مسابقة دوري المحترفين السعودي.
وتبدو مهمة كلاتينبرغ مغايرة تمامًا لما كان عليه ويب، الذي تقدم باستقالته قبل أسبوعين من الآن، حيث سيتولى الحكم الإنجليزي الذي توج بجائزة أفضل حكم لعام 2016 إدارة بعض مباريات دوري المحترفين السعودي، إلى جوار طاقم تحكيم سعودي مساعد، في خطوة وصفها عادل عزت بأنه «حكم مدرب» في الوقت ذاته.
ولن يكون كلاتينبرغ حكمًا أجنبيًا، بحسب ما أعلنه الاتحاد السعودي، حيث سيعامل كحكم محلي لا يحتسب ضمن الطواقم الثمانية التي سمح اتحاد كرة القدم للأندية بجلبها لإدارة المباريات المحددة من قبلهم في الموسم الواحد.
كلاتينبرغ أشار، أمس، في مؤتمر صحافي، إلى أنه يتطلع لفترة عمل ناجحة مع الاتحاد السعودي، وأنهم سيعملون على كل الخطوات التي من شأنها أن تطور الحكام، معلنًا أنهم لن يقوموا بإعلان العقوبات الموقعة ضد الحكام، التي ستظل شأنًا داخليًا، بحسب لوائح وأنظمة الـ«فيفا».
ويملك كلاتينبرغ مسيرة حافلة بالأرقام المميزة، مع مسيرته التحكيمية التي ما زالت على رأس العمل، والتي بدأت مطلع التسعينات الميلادية، حيث كان في سن مبكرة حينها، قبل أن يتسلسل في مراحل التحكيم حتى نجح في الحصول على الشارة الدولية في عام 2006، وما زال محافظًا عليها طيلة السنوات العشر الماضية.
وولد كلاتينبرغ في الثالث عشر من مارس 1975، في مقاطعة وستهام الإنجليزية، حيث سيدخل عامه الثاني والأربعين بعد شهر من الآن، وبدأ مسيرته في عالم التحكيم لمباريات كرة القدم منذ سن مبكرة، حيث قاد أول مباراة له وهو في سن الثامنة عشر.
نجح الحكم البريطاني مارك كلاتينبرغ في تطوير نفسه، والانتقال من قيادة مباريات رابطة الشمال الإنجليزي إلى الانضمام لدوري كرة القدم الممتاز في إنجلترا، وذلك في مطلع الألفية الجديدة، حيث ما زال مستمرًا في قيادة مباريات الدوري الإنجليزي الذي يعتبر الأكثر إثارة حول العالم.
ويملك مدير دائرة تطوير الحكام الجديد في اتحاد كرة القدم السعودي سجلاً مميزًا في إدارة كثير من المباريات البارزة على الصعيد العالمي، حيث نجح في الجمع بين إدارته للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، التي كسبها ريال مدريد الإسباني أمام نظيره أتلتيكو مدريد في النسخة الأخيرة، إلى جانب المباراة النهائية لبطولة أمم أوروبا (يورو 2016)، التي أقيمت في العام ذاته، وهو الأمر الذي لا يتكرر كثيرًا للحكام.
ونجح كلاتينبرغ في قيادة المباراة النهائية لـ«أولمبياد لندن 2012»، إضافة إلى قيادته للمباراة النهائية لكأس الدوري الإنجليزي في العام ذاته، وكأس درع الاتحاد الإنجليزي في عام 2013. وفي الموسم الماضي، نجح في قيادة المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي، لتنضم إلى نهائي دوري أبطال أوروبا ونهائي أمم أوروبا للمنتخبات.
وخلال مشواره التحكيمي، أثار كلاتينبرغ الجدل، بعدما تقدم نادي تشيلسي بشكوى ضده إلى اتحاد كرة القدم الإنجليزي الذي استبعده عن إدارة المباريات بصورة مؤقتة، وذلك بتهمة «ألفاظ عنصرية» وجهها إلى أحد لاعبي الفريق اللندني، وهي القضية التي كادت أن تدمر مسيرته التحكيمية، بحسب أحاديثه الإعلامية بعد نهاية القضية، وتبرئته من هذه التهمة، وعودته مجددًا لقيادة المباريات، قبل أن يتوج أخيرًا بجائزة الحكم الأفضل عالميًا، مع العلم أن التشيلي أنويل بيليغريني، مدرب نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، سبق أن اتهم الحكم بأنه متخصص في إسقاط السيتي.
إلى ذلك، أصدرت رابطة الحكام المحترفين في إنجلترا بيانًا أشارت فيه إلى «أننا نتمنى التوفيق لمارك كلاتينبرغ الذي يستعد للانتقال إلى الاتحاد السعودي لكرة القدم».
وأكدت أنه منذ انضمامه إلى الرابطة عام 2004 «شق مارك طريقه، لكي يصبح أحد أفضل الحكام، وهو من قاد مباريات على أعلى مستوى، وحدد المعايير التي يسير عليها الآخرون».
وتحدثت الرابطة عن الإنجاز الذي حققه كلاتينبرغ الموسم الماضي، حيث قاد ثلاث مباريات نهائية، إلى جانب مباريات الدوري الممتاز؛ وهي نهائي كأس إنجلترا ونهائي دوري أبطال أوروبا ونهائي كأس أوروبا، في فرنسا.
وسبق لكلاتينبرغ أن كشف في ديسمبر (كانون الأول) أنه يفكر بالعمل في دوري السوبر الصيني الذي يستقطب النجوم في صفقات خيالية، مضيفًا: «أنا مرتبط بعقد مع الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن عليّ التفكير باستراتيجيتي للأمد الطويل في مسيرتي».
وتساءل: «إلى متى يمكنني مواصلة عملي كحكم؟ أنا في الدوري الممتاز منذ 12 عامًا؛ كانت 12 سنة رائعة».