شاشة الناقد

كارثة بوسطن تؤول إلى بطولات متداولة
• الفيلم: Live By Night
• إخراج: ‪ بن أفلك‬
• تشويق وعصابات | الولايات المتحدة
• تقييم: ‪***

«عش ليلاً» فيلم عصابات شرسة تقع أحداثها في أواخر عشرينات ومطلع ثلاثينات القرن الماضي كتبها دنيس ليهان الذي نقل له كلينت ايستوود أول عمل له على الشاشة وهو «ميستيك ريفر» (2003). بن أفلك، مخرج وممثل هذا الفيلم الأول، اقتبس من بين أعماله رواية Gone Baby Gone الذي كان أيضًا أول فيلم يخرجه أفلك (2007). ليوناردو ديكابريو، منتج هذا الفيلم، قام، سنة 2010 ببطولة ثالث روايات لوهان على الشاشة الكبيرة وهي «جزيرة مغلقة» (Shutter Island). وثمة فيلم رابع من أعمال لوهان تم تحويله إلى فيلم هو «مكان الوديعة» (المعنى بكلمة The Drop) لكن لا علاقة لأفلك أو لإيستوود أو لديكابريو به.
ما يجذب هوليوود إلى عالم لوهان ليس حكاياته العنيفة فقط، بل شخصياته الحادة. دائمًا لديها ما تفصح عنه عاطفيًا واجتماعيًا ومن صلب الأزمة التي تعايشها. وبطل هذا الفيلم لديه ما يتطلبه مثل هذا الوضع: هو رجل خارج عن القانون يتعلم، عندما نتعرّف عليه، كيف يرتقي سلالم القوّة في عالم أواخر العشرينات ومطلع الثلاثينات من القرن الماضي، لكنه - في الوقت ذاته - ابن رئيس البوليس الذي خدم السلك بكل أمانة.
هناك مشهد مبكر في الفيلم بينهما. بن أفلك في دور الابن وبرندان غليسون في دور أبيه. تنفيذ أفلك المخرج لذلك المشهد وتوليفه من قبل ويليام غولدنبيرغ يشي بأننا أمام عمل جيد في كل مراحله المقبلة. لكن لاحقًا، وتبعًا لظروف مختلفة، تأتي هذه الجودة هنا وتمضي هناك. لا تتواصل كحالة سائدة بل يتخللها مشاهد تخفق في الاكتفاء بما تحمله ما يجعلها تؤدي أقل من الغاية المطلوبة.
شخصية جو كوفلين، التي يؤديها أفلك، ليست شريرة رغم أن ما تقدم عليه شرير بحد ذاته. إنها تقتل وتأمر بالقتل وتسعى لبسط سلطتها والانتقال، بالقوّة، من تابع إلى رئيس، لكنها في الوقت ذاته صادقة، تستطيع أن تقع في الحب (ينتهي الفيلم به وبحبيبته نصف لاتينية ونصف أفرو - أميركية وتؤديها سيينا ميلر) وتدافع عنه وبل تهاجم الكوكلس كلان العنصرية بكل شجاعة.
المشاهد، في نهاية الأمر، لا يجد في جانبي هذه الشخصية ما يكفي للتأييد أو للنفور. وبن يمثل الدور كما لو أنه في الستين من العمر. شيء ما في مظهره وتصرفاته لا يناسب شخصيته. ربما كثرة القبعات التي يغيرها من مشهد لآخر.
هناك قصّـة مثيرة كانت تتطلب من أفلك إما أن يخرجها أو أن يمثلها تاركًا الإخراج لسواه. في مكان ما بين الوظيفتين فقد أفلك التصوّر الكلي لما يريده لفيلمه. رغم ذلك، هناك تنفيذ جيد لكل المشاهد يعود الفضل فيه إلى تصميم فعال واستخدام جيد للتصاميم الإنتاجية المتوفرة. وهناك رغبة في تقديم عمل كلاسيكي يعيش طويلاً. أمر لا يبدو أنه سيتحقق.