إقرار روسي لأول مرة بانتهاكات النظام العسكرية

بينما كانت أنظار العالم كله منشدة نحو آستانة، عاصمة كازاخستان، تترقب نتائج اليوم الأول من المفاوضات السورية هناك، أقرت روسيا لأول مرة منذ بداية الأزمة السورية بشكل عام، بانتهاك النظام السوري التزاماته. ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» عن مسؤول رفيع المستوى من قاعدة حميميم قوله إن «مركز المصالحات الروسي أشار بحزم لقيادة القوات الحكومية السورية إلى ضرورة التزام قادة محدّدين (من قوات النظام) باتفاق وقف إطلاق النار»، ويقصد الاتفاق الأخير الذي وقعته المعارضة والنظام في أنقرة يوم 29 ديسمبر (كانون الأول) برعاية روسية - تركية. ومع تأكيده الالتزام بشكل عام، من جانب الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار، فإن المسؤول العسكري الروسي لفت بصورة خاصة إلى الانتهاكات الدورية (من حين لآخر) من جانب قوات النظام، وقال إنها تستدعي «قلقًا خاصًا لدى قيادة مركز حميميم»، مؤكدًا أن «المركز سيواصل عمله بموضوعية، خدمة للاستقرار العاجل للوضع على كل الأراضي السورية». وكانت روسيا قد تعمدت منذ 30 ديسمبر الماضي، بعد توقيع الاتفاق في أنقرة، إدراج الانتهاكات التي يسجلها الجانب التركي، ضمن التقرير اليومي حول الانتهاكات، الصادر عن مركز حميميم.
من ناحية ثانية، في آستانة نفسها، استقبل الرئيس الكازاخي نور سلطان نزار بايف، قبل انطلاق المحادثات السورية أمس، المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وأكد الرئيس الكازاخي خلال اللقاء أن المفاوضات التي تستضيفها عاصمة بلاده «ستقدم مساهمة ملموسة» في سياق التحضيرات لمفاوضات جنيف، معربا عن ثقته بأن «كازاخستان، باعتبارها تحظى بثقة من جانب جميع الأطراف المشاركة في اللقاء، ستوفر كل الظروف المناسبة لمفاوضات طبيعية»، معربا عن أمله بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، التي سقط خلالها ما يزيد على 300 ألف قتيل، حسب قول نزار بايف. وعلى الجانب الكازاخي أيضا كانت لافتة تصريحات رومان فاسيلينكو، نائب وزير الخارجية الكازاخي، التي قال فيها إن وفد المعارضة لا يملك أرضية مشتركة ولا رئيسا. ونقلت «ريا نوفوستي» عن فاسيلينكو قوله: «يضم وفد المعارضة عدة مجموعات، ولا يوجد رئيس للوفد»، الذي يضم ممثلين عن 15 فصيلا، حسب قوله.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد رحب بانطلاق المحادثات في آستانة، وعدّ أنها تنفيذ لاتفاق تم التوصل إليه، يرمي إلى ضم المعارضة السورية المسلحة إلى العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية. وعلى الرغم من أن المفاوضات في آستانة ليست مباشرة، فإن وزير الخارجية الروسي أعرب، خلال مؤتمر صحافي أمس، عن سعادته لتمكن الأطراف السورية من الجلوس خلف طاولة واحدة، واصفا هذا الأمر بأنه «تواصل مباشر بين الجانبين، حدث رغم محاولات عدم السماح بذلك». واتهم المعارضة السورية بأنها ناورت في محاولة لاستبدال ممثلي الفصائل وإرسال سياسيين من «المهاجرين» حسب وصفه، إلى آستانة. وأوضح لافروف أن الوفد الإيراني سيساعد دي ميستورا خلال اتصالاته مع وفد النظام السوري، بينما سيقدم الوفد التركي المساعدة له خلال الاتصالات مع وفد المعارضة.