النظام يصعّد في وادي بردى... و«حزب الله» يقود الهجوم الميداني

كثّف النظام السوري وحلفاؤه عملياتهم العسكرية في منطقة وادي بردى، فتوالى القصف من قبل الطائرات الحربية والمروحية أمس، في ظل تحدث التقارير عن هجوم ميداني على وادي بردى يقوده «حزب الله»، أما بلدة عين الفيجة التي يقع فيها نبع المياه الذي يغذي العاصمة دمشق، فكانت هدفًا للغارات الجوية وصواريخ «أرض - أرض».
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قوات النظام «استقدمت تعزيزات عسكرية إلى وادي بردى للمشاركة في العمليات العسكرية، في محاولة منها للسيطرة على عين الفيجة وكامل المنطقة، أو فرض (اتفاق مصالحة وتسوية أوضاع) بينها وبين فاعليات المنطقة والفصائل العاملة فيها، على غرار مصالحات خان الشيح ومعضمية الشام وداريا في ضواحي العاصمة دمشق وغوطتها الغربية»، مشيرًا إلى أن «وادي بردى تعدّ منطقة ذات أهمية استراتيجية للنظام، لكونها تحتوي على منابع المياه التي تغذي العاصمة دمشق».
ويعدّ التصعيد العسكري خرقًا للهدنة التي وقعتها فصائل في المعارضة مع النظام برعاية روسية - تركية في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وبات يهدد مصير محادثات آستانة التي تحضّر موسكو لعقدها الشهر الحالي، خصوصًا بعدما أعلنت الفصائل تعليق مشاركتها في هذه المحادثات ردًا على تصعيد النظام وحلفائه.
وأشار رامي عبد الرحمن، مدير المرصد، إلى أن «الهجوم الميداني على وادي بردى يقوده (حزب الله)، بينما يتولى النظام تأمين الغطاء له بالغارات الجوية، والقصف المدفعي والصاروخي، أما دور الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري الموجودين في المنطقة، فيقتصر على المؤازرة».
ووثقت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» 23 خرقًا في اليوم الرابع لاتفاق أنقرة لوقف إطلاق النار، وما لا يقل عن مائة خرق مسجل منذ بدء الاتفاق، واستهداف القوات الروسية مدرستين. بينما عد «المرصد» أن الأيام الأربعة الأولى من الهدنة التركية – الروسية خلفت أعلى الخسائر البشرية مقارنة بالتوقيت ذاته من الهدن السابقة.
ودخل هجوم النظام المترافق مع قصف مدفعي وجوي وصاروخي على قرى وبلدات وادي بردى، أسبوعه الثالث، وتصاعدت وتيرته مع بدء تحرك عناصر النظام ومحاولة التوغل باتجاه عمق المنطقة التي تقع تحت سيطرة فصائل المعارضة.
تصعيد النظام وحلفائه بدأ يهدد فعليًا مصير اتفاق وقف النار الذي ترعاه روسيا وتركيا، حيث أكد مصدر عسكري في المعارضة المسلّحة لـ«الشرق الأوسط»، أن الفصائل «باتت قريبة جدًا من التنصل من التزاماتها بقرار وقف إطلاق النار، بفعل تصعيد عمليات النظام وحلفائه في وادي بردى والغوطة الشرقية». وقال إن «المزاعم التي يروّح لها النظام عن وجود مسلحين من (جبهة فتح الشام) في وادي بردى عارية من الصحة، لكن الأسد يتخذ من هذه الحجة ذريعة للتقدم عسكريًا وإحكام حصاره». وشدد المصدر العسكري على «امتلاك المعارضة أوراق ضغط لوقف الهجوم على وادي بردى والغوطة الشرقية».
وتحاصر قوات النظام وحلفاؤها هذه المنطقة منذ منتصف عام 2015، وغالبا ما كانت تلجأ الفصائل إلى قطع المياه عن دمشق عند تشديد النظام حصاره، ثم تعود الأمور إلى طبيعتها مع سماح النظام بدخول المواد الغذائية.
بدوره، أعلن الناشط المعارض في ريف دمشق ضياء الحسيني، أن النظام «يركز هجومه على منطقة عين الفيجة الواقعة على المدخل الشمالي الشرقي لوادي بردى، باعتبارها بلدة صغيرة لا تحتمل هذا الكمّ من القصف». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام ومقاتلي (حزب الله) سيطروا على 3 نقاط عند أطراف عين الفيجة، لكن الثوار تمكنوا صباح (أول من) أمس من استعادتها».
وكانت قوات النظام قصفت أمس بقذائف الهاون أطراف بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية، وقد ردّت الفصائل باستهداف المواقع العسكرية للنظام القريبة من بلدة عين ترما.