تثبيت فوز ترامب بالرئاسة الأميركية يبدد آمال معارضيه

ثبتت الهيئة الناخبة الأميركية، أول من أمس، انتخاب دونالد ترامب، الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، مبدّدة آمال أشد معارضيه بحدوث تغيير خلال عمليات التصويت.
ورغم جهود الحزب الديمقراطي للتشكيك في فوز ترامب، والمظاهرات التي عمت بعض المدن الأميركية لإثناء أعضاء الهيئة الانتخابية عن التصويت لصالحه، فإن نتائج التصويت في الهيئة الناخبة أول من أمس جاءت لتؤكد حصوله على العدد الكافي من كبار الناخبين، ليكون الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة.
وبعد ستة أسابيع على إجراء الانتخابات الأميركية، اجتمع أعضاء الهيئة البالغ عددهم 538 عضوا في مقرات الكونغرس في ولاياتهم لإجراء التصويت. ورغم أن تصويت الهيئة الانتخابية يبدو إجراء شكليا إلى حد كبير، فإنه حظي باهتمام ومتابعة كبيرة، نظرا للطعون التي تم تقديمها ضد فوز ترامب، والشكوك في سببها اختراق سيبراني روسي الانتخابات الأميركية.
وحسم أعضاء الهيئة الانتخابية عن ولاية تكساس البالغ عددهم 38 مندوبا كفة ترامب في أصوات المجمع الانتخابي. ولأول مرة منذ عام 1836، أقدم سبعة من أعضاء الهيئة على مخالفة إرادة مواطني ولاياتهم، والتراجع عن تأييد ترامب لصالح كلينتون، إلا أن ذلك لم يمنع ترامب من حصد العدد الكافي من الهيئة الانتخابية، وتجاوز منافسته. وتقدم الهيئة نتائج تصويتها إلى الكونغرس، ليصبح آخر محطة لتثبيت طريق ترامب إلى البيت الأبيض.
وقال الرئيس المنتخب، في بيان بعد إعلان النتيجة: «اليوم (أول من أمس) يمثل انتصارا ساحقا وتاريخيا للديمقراطية في بلادنا، وأشكر الشعب الأميركي الذي انتخبني بأغلبية ساحقة، لأكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة. والأصوات التي أدلى بها كبار الناخبين تجاوزت 270 صوتا مطلوبا لتأمين الرئاسة بفارق كبير». وأضاف ترامب: «تمثل هذه الانتخابات حركة الملايين من الرجال والنساء الذين يعملون بجد في جميع أنحاء البلاد، ومع هذه الخطوة التاريخية نتطلع إلى مستقبل مشرق، وسوف نعمل بجد لتوحيد بلدنا لأكون رئيسا لجميع الأميركيين. ونعمل لتكون أميركا عظيمة مرة أخرى».
وبعد ثلاثين يوما، سيتم تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، ليكون الرئيس الأميركي الخامس والأربعين في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، بعد حفل تنصيب فاخر يعقد في الشرفة الخارجية للكونغرس الأميركي. وينصب حينها الرئيس ونائبه مايك بنس رسميا، ويتسلمان مهامهما.
ويبدأ حفل التنصيب بمراسم أداء اليمين الدستورية في تمام الساعة الثانية عشرة ظهر يوم الجمعة الموافق العشرين من يناير (كانون الثاني) 2017، في الحديقة الغربية لمبنى الكابيتول (الكونغرس)، وهي العملية التي تنظمها لجنة الكونغرس المشتركة ما بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري. ويقف الرئيس الأميركي المنتخب وزوجته، ويضع يده على الكتاب المقدس الذي تحمله زوجته، ويحلف اليمين بالحفاظ على أمن البلاد وخدمتها بإخلاص وتفان. كما يقوم نائب الرئيس المنتخب وزوجته بالعملية نفسها.
يشارك في حفل التنصيب عدد كبير من كبار الشخصيات السياسية والرؤساء السابقين وزوجاتهم وكبار قادة الكونغرس، وبعد انتهاء المراسم يشارك الرئيس ونائبه وضيوف الشرف في وليمة يقيمها الكونغرس.
ويتبع حفل التنصيب موكب يسير فيه الرئيس وزوجته ونائبه وزوجته من مبنى الكونغرس على طول شارع بنسلفانيا إلى البيت الأبيض لتحية الجماهير، التي تصطف على جانبي الطريق وسط حراسة أمنية مشددة. وهناك تذاكر لحفل التنصيب يتم طلبها (مجانا) من لجنة الكونغرس المنظمة للحفل، وتتابع جميع القنوات التلفزيونية والشبكات حفل التنصيب، وتنقله على الهواء، كما يتم تثبيت شاشات ضخمة للجمهور لمتابعة الحفل.
وفي المساء ينعقد كثير من الحفلات الرسمية وغير الرسمية التي يحضرها الرئيس ونائبه، ويكون أولها الحفل الافتتاحي للرئاسة.
وكان الرئيس جورج واشنطن هو أول رئيس أميركي يشارك في حفل تنصيب في 30 أبريل (نيسان) 1789، ودشن التنصيب بداية السنوات الأربع لولايته، وكان جون آدامز نائبه. ويتوقع المسؤولون في واشنطن أن يشارك أكثر من مليون شخص في حفل التنصيب للرئيس دونالد ترامب. ولا يعد يوم تنصيب الرئيس الأميركي عطلة رسمية، بل يستمر العمل في المكاتب والمدارس كالمعتاد، لكنه يوم عطلة لبعض الموظفين الاتحاديين الذين يعملون في مقاطعة كولومبيا أو المناطق المحيطة بالحفل عند الكونغرس لتقليل كمية الازدحام على الطرق وفي أنظمة النقل العام في المنطقة. وتتوقع أجهزة الشركة ازدحاما كبيرا في يوم تنصيب الرئيس دونالد ترامب، ليس فقط بسبب الحفل الفعلي والمسيرات التي تصاحبه، ولكن أيضا توقعات لمظاهرات ومسيرات احتجاج.
وحتى العشرين من يناير المقبل، فإن الرئيس باراك أوباما سيظل الرئيس الرسمي والفعلي للولايات المتحدة. ووفقا للمادة «20» من الدستور الأميركي، فإن الرئيس أوباما ونائبه جو بايدن يبقيان في البيت الأبيض حتى أداء الرئيس المنتخب القسم. ويمارس الرئيس أوباما مهامه بشكل معتاد، إلا أنه لا يتوقع منه إصدار أي قرارات ذات وقع حاسم في هذه الفترة التي يركز خلالها فريقه على تسليم السلطة إلى فريق الرئيس الجديد. وعادة ما تسمى الفترة المتبقية من ولاية الرئيس حتى مجيء الرئيس الأميركي الجديد، فترة «البطة العرجاء».