السيسي: نولي أهمية خاصة للتنسيق الأمني مع أوغندا لتعزيز الاستقرار الإقليمي

أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أوغندا، أمس، مباحثات رسمية مع نظيره الأوغندي يوري موسيفيني، في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس مصري، تناولت سبل الارتقاء بالتعاون الثنائي في القطاعات المختلفة، وعددا من القضايا الأفريقية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك؛ لتعزيز السلم والأمن في منطقتي حوض النيل والقرن الأفريقي.
واتجهت مصر مؤخرا إلى تعزيز علاقتها مع دول حوض النيل الأفريقية، على أمل دعم موقفها التفاوضي مع إثيوبيا فيما يتعلق بأزمة حول «سد النهضة» الذي تبنيه أديس أبابا على أحد الروافد الرئيسية للنهر؛ وهو الأمر الذي تقول القاهرة إنه سيؤدي إلى خفض حصتها من المياه.
وأكد الرئيس السيسي في مؤتمر صحافي مشترك عقب انتهاء المباحثات، أن بلاده «تولي أهمية خاصة للتنسيق السياسي والأمني المشترك بين مصر وأوغندا بغرض تعزيز الاستقرار الإقليمي، وتتطلع إلى مساهمة آلية التشاور السياسي بين البلدين، التي تم توقيع مذكرة تفاهم بشأنها، في تحقيق هذا الهدف».
وشدد السيسي على الأهمية الاستراتيجية للعلاقات بين مصر وأوغندا، التي يتعين العمل على تطويرها في المجالات كافة، ولا سيما في المجالات التنموية، مثل قطاعات الطاقة وإدارة الموارد المائية، وتطبيق سبل الري الحديث وتطوير قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية وبناء القدرات، قائلا: «إن مصر لا تدخر وسعا في تحقيق ذلك من خلال تقديم دعمها الفني عبر الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية والمبادرة المصرية لتنمية دول حوض النيل».
وأضاف: «مصر وأوغندا دولتان ناميتان لا تتشاركان فحسب في شريان حياة واحد هو نهر النيل ولكنهما تتشاركان أيضًا في نفس التطلعات التنموية والاقتصادية، كما يواجه البلدان في محيطهما الإقليمي مخاطر الإرهاب والتهديد المستمر من تنامي الفكر المتطرف وانتشار التنظيمات المؤيدة له».
وتابع: «في إطار ما نوليه من اهتمام خاص لتعزيز حجم التبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وحرص مصر على زيادة حجم استثماراتها في أوغندا، فإن القطاع الخاص المصري في أوغندا يشهد نموًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية.. أدعوه إلى زيادة استثماراته والاستفادة مما توفره دولة أوغندا من فرص واعدة في قطاعات مختلفة».
وقال السيسي «الزيارة بالفعل الأولى لرئيس مصري إلى أوغندا، لكنها بالتأكيد لن تكون الزيارة الأخيرة، وسيليها زيارات أخرى لأوغندا وللدول الأفريقية؛ وذلك في إطار السياسة التي تتبناها مصر منذ خطاب التنصيب بالانفتاح على القارة الأفريقية وعودتها إلى أشقائها الأفارقة».
وشهد الرئيسان عقب انتهاء جلسة الباحثات الرسمية المشتركة التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن المشاورات الدورية السياسية والدبلوماسية بين البلدين. وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف، أن الرئيس موسيفيني أشاد بالعلاقات التاريخية الممتدة التي تجمع بين البلدين، معربًا عن تطلعه لأن تمثل زيارة الرئيس السيسي إلى أوغندا نقطة انطلاق جديدة في العلاقات المتميزة والعمل على تطويرها والارتقاء بها في كل المجالات.
وقال السفير يوسف إن «الرئيس موسيفيني أعرب عن اتفاقه مع الرئيس السيسي على أهمية تفعيل عمل اللجنة المشتركة وعقد اجتماع لها في أقرب فرصة لبحث سبل زيادة التبادل التجاري وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين في مختلف القطاعات»، مشيدًا في هذا الإطار «بعمل الشركات المصرية في أوغندا ومساهمتها بإيجابية في جهود التنمية ببلاده».
كما أكد السيسي، حسب المتحدث الرئاسي، أهمية تعظيم الاستفادة مما يمثله نهر النيل من شريان حياة يربط بين مصر وأوغندا، مشيدًا بالتعاون القائم بين الجانبين في مجال إدارة الموارد المائية، ومنوهًا بأهمية التعاون بين دول حوض النيل والعمل معا لتنفيذ مشروعات لزيادة إيراد النهر بما يحقق المصالح المشتركة لجميع دول الحوض.
وأكد الرئيس الأوغندي أهمية تعزيز الحوار والتعاون بين مختلف دول حوض النيل، مشيرًا إلى اعتزامه العمل على تحقيق ذلك خلال فترة رئاسته لمبادرة دول حوض النيل، كما أبدى الرئيسان ترحيبهما بمشروع الربط الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، وأكدا أهمية العمل على اتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ المشروع عقب انتهاء الدراسات الخاصة به.
وذكر السفير يوسف، أن المباحثات تطرقت إلى سبل تطوير وتنمية العلاقات الثنائية على مختلف الصعد، كما تمت مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد الرئيسان التزامهما بمواصلة الجهود المشتركة لتحقيق الاستقرار والتنمية في أفريقيا، وبخاصة في منطقة حوض النيل، ومنطقة البحيرات العظمى والقرن الأفريقي.