«داعش» يتبنى تفجير كنيسة العباسية بمصر

في الوقت الذي ربطت فيه أجهزة الأمن المصرية بين الخلية المسؤولة عن تفجير كنيسة العباسية الأحد الماضي، وأفكار القيادي الإخواني سيد قطب الذي أعدم في القاهرة منتصف ستينات القرن الماضي. أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن التفجير الانتحاري في الكاتدرائية القبطية الرئيسية في القاهرة مهدداً بشن مزيد من الهجمات ضد المسيحيين، وقال «داعش» في بيان نشره أمس وأوردته «رويترز» ان انتحاريا يعرف باسم ابو عبد الله المصري قد فجر حزاما ناسفا له داخل الكنيسة.
وجاء إعلان «داعش» بعد ما أوردته الداخلية المصرية في بيان لها من أن عددا من أعضاء الخلية اعتنق أفكار قطب التكفيرية، ليلقي شبح إرهاب سنوات التسعينات وبظلاله مرة أخرى على القاهرة.
ورغم أن السلطات الأمنية في مصر قالت إن المتهم الرئيسي بالتخطيط للعملية، وهو طبيب اعتنق أفكار قطب وتدرب على أيدي عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء يكنى أبو دجانة الكناني، ذكر بيان «داعش» أن منفذ العملية يدعى أبو عبد الله المصري الذي فجر الكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية المرقسية التي تضم المقر البابوي في قلب القاهرة، الأحد الماضي، ما تسبب في سقوط 24 قتيلا، وعشرات المصابين، في الحادث الأول من نوعه منذ تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية نهاية عام 2010.
وقالت وزارة الداخلية إن فريق البحث الذي تولى قضية تفجير الكنيسة توصل إلى أن المتهم مهاب مصطفى السيد قاسم (30 عاما)، الطبيب الذي عمل تحت لقب «الدكتور»، اعتنق الأفكار التكفيرية للإخواني المعدوم سيد قطب، وارتبط في مرحلة لاحقه ببعض معتنقي مفاهيم تنظيم أنصار بيت المقدس.
وقطب هو كاتب وأديب ومنظر إسلامي مصري، عضو سابق في مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، ورئيس سابق لقسم نشر الدعوة في الجماعة، من مواليد إحدى قرى محافظة أسيوط جنوب البلاد. وانتقل قطب للقاهرة خلال سنوات الدراسة، والتحق بكلية دار العلوم وتخرج فيها عام 1933 ثم عمل بوزارة المعارف بوظائف تربوية وإدارية، وابتعثته الوزارة إلى أميركا لمدة عامين وعاد 1950 لينضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، وخاض معها نشاطها السياسي الذي بدأ منذ عام 1954 إلى عام 1966. وحوكم بتهمة التآمر على نظام الحكم وصدر الحكم بإعدامه، وأعدم بالفعل في عام 1966. وأشارت الداخلية إلى أن «الدكتور» تواصل مع قيادات الإخوان في دولة إقليمية وكلف هناك بمخطط دعمته الجماعة لوجيستيا وماليا، وبدأت الخلية في العمل عقب مقتل القيادي الإخواني محمد كمال (وهو قيادي تزعم جناحا متشددا داخل الجماعة في مواجهة محمود عزت القائم بأعمال المرشد).
وقالت السلطات الأمنية إن أبو دجانة الكناني ارتبط بإحدى الأسر الإخوانية بمحل إقامته في الفيوم (والتي تعد أيضا معقلا لأفكار الشوقيين). والشوقيون جماعة تكفيرية ارتبطت بشوقي الشيخ، وهو مهندس مدني ارتبط لفترة بتنظيم الجهاد، واعتقل لسنوات قبل أن يؤسس لأفكاره الخاصة التي مزج فيها بين فكرة حمل السلاح ضد الحكومة وفكرة تكفير من ليس معه».وقالت تحريات الداخلية إن الكناني تم ربطه بإحدى البؤر التكفيرية لإعداده لاعتناق الأفكار التكفيرية المنبثقة من فكر الإخواني المعدوم سيد قطب، وأشارت إلى أنه مطلوب ضبطه في قضيتين سابقتين بالقاهرة ومحافظة بني سويف وسط مصر.