الخطأ ممنوع اليوم بين مانشستر سيتي وواتفورد

يتطلع مانشستر سيتي، صاحب المركز الرابع برصيد 30 نقطة، إلى استعادة تماسكه من جديد؛ حيث لم يحقق سوى 4 انتصارات خلال آخر 15 مباراة بكل المسابقات، وذلك عندما يخوض اليوم مواجهة لا تخلو من صعوبة أمام ضيفه واتفورد السابع برصيد 21 نقطة، في المرحلة السادسة عشرة من الدوري الإنجليزي لكرة القدم، وقد خسر مطلع هذا الأسبوع أمام ليستر سيتي حامل اللقب 2 - 4.
وأكد جوسيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي، الذي سيفتقد جهود سيرجيو أغويرو مجددا في المباراة المقررة اليوم أمام واتفورد بسبب الإيقاف، أن الفريق سيواصل اللعب بطريقته. وقال غوارديولا: «أود اللعب بالطريقة التي أشعر بها. بالطبع نرغب في التحسن، ولكنني سأواصل تطبيق الطريقة نفسها». ويواجه غوارديولا التحدي الأكبر في مسيرته التدريبية الزاخرة بالألقاب، مع تقهقر فريقه البعيد بـ7 نقاط عن صدارة الدوري الممتاز في موسمه الأول بقيادته. وبدأ غوارديولا مغامرته الأولى في الدوري الإنجليزي ومع الفريق الذي لطالما رغب بتولي دفته، بالطريقة المثلى؛ إذ قاده للفوز في مبارياته الست الأولى، مما عزز التوقعات بأن يكون غوارديولا على وشك أن يكرر في إنجلترا، النتائج البارزة التي حققها سابقا في إسبانيا (مع برشلونة) وألمانيا (مع بايرن ميونيخ).
إلا إن الصورة التي ظهر بها المدرب في مباراة السبت الماضي ضد ليستر سيتي، تعكس تماما كيف انقلب الوضع رأسا على عقب منذ بداية الموسم. سقط سيتي أمام المتصدر تشيلسي على أرضه 1 - 3، وتكرر الأمر أمام ليستر، بطل الموسم الماضي الذي ظهر بمستوى شديد التواضع هذا الموسم، ويصارع للابتعاد عن منطقة الخطر. ولا يبدو، أقله في الفترة الحالية، أن غوارديولا قادر على إعادة أمجاده مع برشلونة الذي توج معه بـ14 لقبا في 4 مواسم (منها 3 في الدوري ولقبان في دوري أبطال أوروبا)، أو بايرن حيث أحرز 7 ألقاب في 3 مواسم (بينها 3 في الدوري المحلي).
وبدأت «التصدعات» الأولى في المشوار الإنجليزي للمدرب البالغ 45 عاما، في 28 سبتمبر (أيلول) الماضي عندما سقط سيتي على أرضه في فخ التعادل مع سلتيك الاسكوتلندي (3 - 3) في دوري أبطال أوروبا، ليتبع هذه النتيجة المخيبة سقوطه الأول، وذلك على يد توتنهام هوتسبر (صفر - 2) في المرحلة السابعة من الدوري. ويبدو الفارق في النتائج انعكاسا للفارق في أداء غوارديولا نفسه. فبداية المشوار الإنجليزي لم تكن تقليدية بالنسبة إليه؛ إذ تميز خلال تجربتيه في إسبانيا وألمانيا بالثبات في خياراته، إلى درجة أنه كان يحافظ على تشكيلته كما هي؛ أكانت المباراة هامشية أم ضد فريق متواضع، حتى وإن كانت تضم لاعبا بارزا كالأرجنتيني ليونيل ميسي. إلا أن الوضع اختلف مع مانشستر سيتي؛ إذ لم يتمكن غوارديولا من الوصول إلى تشكيلة ثابتة، بل أجرى 46 تغييرا في المراحل الـ14 الأولى، أي أكثر بـ12 تغييرا من أي مدرب آخر في الدوري.
وأثرت هذه التبديلات المتكررة على عوامل الثبات والتجانس والتماسك في الفريق، وتسببت بانهياره عند كل مطب. كما أن من المشكلات التي تواجه غوارديولا، عدم نجاحه حتى الآن في تشغيل محركات الفريق بالشكل المناسب، وأفضل مثال على ذلك النجم البلجيكي كيفن دي بروين الذي أشركه في مركز لاعب الوسط المحوري، ثم لاعب وسط مهاجما وجناحا ومهاجما، بحثا عن المركز الأمثل له. وفي الدفاع، بدا قلبا الدفاع جون ستونز والأرجنتيني نيكولاس أوتاميندي مرتبكين في تنفيذ ما يطلبه منهما، مما أثر سلبا على أداء اللاعبين وعلى غوارديولا نفسه لأنه يشعر بأنه عاجز عن استخراج أفضل ما يتمتع به لاعبوه من إمكانات.
واعتمد غوارديولا السبت ضد ليستر دفاعا ثلاثيا من ستونز والظهيرين؛ الفرنسي باكاري سانيا والصربي ألكسندر كولاروف. إلا إن الفريق دفع ثمن هذه الخيارات؛ إذ واجه صعوبة في التعامل مع اختراقات جيمي فاردي الذي أنهى صيامه عن التهديف بتسجيل ثلاثية. ويشكل الدفاع نقطة ضعف سيتي هذا الموسم؛ إذ أنهى الفريق مباراتين فقط من أصل 15 دون أن تهتز شباكه. وحاول الصحافيون الحصول على إجابة من غوارديولا بخصوص الضعف الدفاعي، وسأله أحدهم بعد الخسارة أمام ليستر عما إذا كان لاعبوه بحاجة إلى العمل على تدخلاتهم لاعتراض الكرة، فكان رد الإسباني الذي اشتهر بأسلوب التمرير المتكرر للكرة أو «تيكي تاكا»، أن «الحديث عن التدخلات الدفاعية أمر تقليدي في إنجلترا». وأضاف: «لكنني لست مدرب التدخلات الدفاعية، وبالتالي لا أدرب على التدخلات. ما أريده محاولة اللعب بأسلوب جيد؛ أن نسجل الأهداف، أن نصل أكثر (إلى مرمى الخصم)».
وتابع: «إنه جانب آخر لكرة القدم، لكننا لن نفوز أو نخسر بسبب التدخلات الدفاعية».
وفوجئ غوارديولا باهتزاز شباك فريقه مرتين في أول 5 دقائق من مباراة ليستر سيتي، ولم يستطع الفريق استعادة اتزانه بالشكل المطلوب في المباراة، لينتهي اللقاء بخسارة قاسية 2 - 4. وصرح غوارديولا، في وقت سابق: «الأمر لا يتعلق بأسلوب اللعب... دافعنا بشكل جيد من خلال هؤلاء اللاعبين في بداية الموسم... الآن علينا أن نتوقف ونحلل ما حدث، خصوصا من الناحية الذهنية، لنشجع اللاعبين على تطوير المستوى».
ويحرص غوارديولا دائما على أن تقدم الفرق التي يدربها كرة قدم جذابة ومثيرة مع التأكيد على أهمية الاستحواذ على الكرة. وفرض غوارديولا نفسه أحد أنجح المدربين في هذا الجيل من خلال إنجازاته مع برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني قبل انتقاله لتدريب مانشستر سيتي هذا الموسم. وقال غوارديولا: «أريد أن يقدم فريقي الكرة التي أشعر بها... لا يمكنني أن أقول إننا لعبنا بشكل سيئ... أحاول دائما أن نسيطر على مجريات اللعب في المباريات. ولهذا، تستقبل شباكنا عددا قليلا من الأهداف. هنا، في المباراة أمام ليستر، لم نفعل هذا، ويجب أن أحلل ذلك الأمر».
وأضاف: «أريد الفوز بالمباريات وليس خسارتها. أشعر بما أحسه. وفي الدوري الإنجليزي، هناك بعض الأمور الخاصة. ولكن الملعب هو الملعب». وقال غوارديولا إنه لا يشعر بوجود حاجة لانتقاد فريقه. وأوضح: «لست محبطا من اللاعبين... عندما أحتاج لإبلاغهم أي شيء، فسأبلغهم إياه. إنهم لاعبون محترفون وكبار بالدرجة الكافية ليعرفوا ما يحدث... أتمنى أن يتطور المستوى في المستقبل».