5 ملايين سائح يزورون تونس في عشرة أشهر

بلغ عدد السائحين الذين زاروا تونس منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، نحو خمسة ملايين، بينهم مليونان و450 ألف سائح قدموا إليها من الجزائر، ونحو 620 ألف سائح روسي، مما أعاد للسياحة التونسية القليل من الانتعاش بعد مواسم سياحية صعبة عرفتها خلال الست سنوات الماضية.
ووفقًا لسلمى اللومي وزيرة السياحة التونسية، فإن السياحة بهذا حافظت على الانتعاش الذي استعادته خلال الموسم السياحي الحالي، رغم مواصلة بريطانيا والدول المجاورة لها حظر سفر رعاياهم إلى تونس، وهو ما قلص عدد السياح والعائدات المالية من العملة الصعبة.
وقدرت مداخيل السياحة التونسية خلال نفس الفترة من السنة الحالية بنحو ملياري دينار تونسي (قرابة 800 مليون دولار).
وتلقت السياحة التونسية التي تعد قطاعا اقتصاديا استراتيجيا في تونس، سلسلة من الضربات الإرهابية الموجعة خلال السنة الماضية، وذلك بعد استهداف عناصر إرهابية لمتحف باردو، أحد أهم المعالم الثقافية التونسية التي تعرف تدفقا نحو مليون سائح في العام، ومنتجعا سياحيا في مدينة سوسة (وسط شرقي تونس) وهو إحدى أهم الوجهات التونسية، إضافة لاستهداف حافلة للأمن الرئاسي في العاصمة التونسية وهو ما جعل عددا من سياح الدول الأوروبية يعزفون عن زيارة تونس.
وقدرت الخسائر الاقتصادية التونسية جراء تلك العمليات الإرهابية بنحو 515 مليون دولار في القطاع السياحي، وتراجعت الحجوزات السياحية بنسبة 35 في المائة.
وفي السياق ذاته، نظمت غرفة تونس للصناعة والتجارة (نقابة رجال الأعمال) ملتقى إعلاميا حول «دور السياحة في النهوض بالاقتصاد التونسي»، وأكد خلاله عبد اللطيف حمام المدير العام للديوان الوطني للسياحة، على أن «القطاع السياحي التونسي لم يواكب التطورات على الساحة، وبقي على حاله»، مطالبًا خلال المرحلة المقبلة بالعمل على تطوير كل الخدمات السياحية وتنويع المنتج السياحي لجلب فئات جديدة سياحية.
وعن الأرقام التي سجلها القطاع السياحي خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري، قال حمام إنها تعتبر مشجعة لكنها ليست كافية مع أنها تمثل بداية استرجاع القطاع السياحي التونسي لعافيته. وخلال هذه الفترة، شهدت الأسواق الثلاث الروسية والجزائرية والمحلية تطورا ملحوظا حيث وصل عدد الوافدين من السياح الروس، أكثر من 600 ألف سائح خلال هذه الفترة، وفاق العدد المزمع بلوغه عند انطلاق الموسم السياحي الحالي، في حدود 300 ألف سائح.
كما شهدت السوق الجزائرية حركة كثيفة وصلت إلى حدود مليونين و450 ألف سائح جزائري، إلى جانب تطور عدد الليالي المقضية بالنسبة إلى السياحة الداخلية التي باتت تمثل نحو 20 في المائة من النشاط السياحي.