«الحشد الشعبي».. إرهاب «داعش».. وطائفية «حزب الله»

بعد أن نجحت إيران في زعزعة استقرار لبنان بزرع ما يسمى حزب الله الإرهابي، والذي نفذ كافة اجندتها الطائفية، من تعطيل أركان الدولة، وسلبه القرار السياسي، عمدت الى تكرار تجربتها في العراق عبر ايجاد ميليشيات الحشد الشعبي، حيث كان الهدف من وراء صناعة تلك الميليشيات الإرهابية، إحداث تغيير ديموغرافي في تلك المنطقة، فجرائم تلك الميليشيات لا تقل بشاعة عن جرائم تنظيم "داعش" الإرهابي.
وفي ضوء الممارسات التي تقوم بها ميليشيات الحشد الشعبي، والتي ينظر لها في العواصم العربية على أنها الوجه الآخر للتطرف والإرهاب، كما يقول المراقبون، حاولت إيران الدفاع عن دورها المكشوف في دعم ميليشيات الحشد، إلا أنها، حسب المراقبين، أكدت كل الشكوك والاتهامات الموجهة لها عربيًا.
فقد اعترفت طهران، بلسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري، بوجود الحرس الثوري في ميدان المعارك، بقيادة اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق "القدس" بالحرس الثوري الإيراني، مدعية أن ذلك جاء بناء على طلب من الحكومة العراقية.
وكشفت مصادر عراقية أن قاسم سليماني قائد فيلق "القدس" الإرهابي يشرف على تشكيل جهاز استخبارات للحشد الشعبي على غرار جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري في إيران.
ووفقاً لوسائل إعلام عراقية، فقد أوعز الحرس الثوري الإيراني لمؤسسة "الرضوان"؛ وهي مؤسسة شيعية ممولة من إيران مقرها في مدينة كربلاء، وتتكون من عدة جمعيات شيعية، بتنفيذ مهمة "تشكيل جهاز الحشد الشعبي الاستخباري" ليتولى عمليات "المراقبة وجمع المعلومات" في جميع المحافظات العراقية.
ووفقا للمصادر ذاتها، فقد تم تجنيد حوالى 2000 شخص في الآونة الأخيرة بمحافظة كربلاء وحدها، ويشرف عليها بشكل مباشر سليماني، من خلال نائبه الموجود في محافظة كربلاء.
وكان زعيم مليشيا بدر هادي العامري والقيادي في الحشد الشعبي والذي يعرف بأنه أحد رجال إيران في العراق الجديد، قال في نهاية أغسطس (آب) الماضي "إن قوات الحشد الشعبي أصبحت أقوى من الجيش العراقي والشرطة العراقية".
وذكرت صحف عربية وعالمية ومنظمات دولية أن الحشد الشعبي قام بعمليات نهب وإحراق الممتلكات؛ بعد تحرير مدينة تكريت من تنظيم داعش.
وقال أحمد الكريم رئيس مجلس محافظة صلاح الدين، إن مقاتلي الحشد أحرقوا "مئات المنازل" خلال يومين وقال أيضاً إن المدينة أحرقت أمام أع4ينهم.
وفي أثناء عملية "كسر الإرهاب" التي أعلن عن بدئها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في 23 مايو(ايار) 2016 م لتحرير الفلوجة (والتي يشارك فيها الجيش العراقي والشرطة ومكافحة الإرهاب والحشد العشائريّ والحشد الشعبيّ)، أكّد رئيس البرلمان العراقيّ سليم الجبوري أن "أفراداً في الشرطة الاتحادية و"بعض المتطوعين" ارتكبوا تجاوزات أدت إلى انتهاكات بحق المدنيين في الفلوجة. ووردت تقارير من قنوات متعددة عن انتهاكات تمارس بحق مدنييّ الفلوجة من جانب الجيش والحشد الشعبيّ.
وحذرت السعودية عبر وزير خارجيتها عادل الجبير من الممارسات الطائفية للحشد الشعبي.
ودعا الجبير إلى تفكيك تلك الميليشيات في العراق، وطالب إيران بالكف عن معاداة بلاده وإثارة الاضطرابات في المنطقة. مضيفا ان "الحشد الشعبي طائفي وتقوده إيران".
وأكد الجبير أن تلك الميليشيات ارتكبت انتهاكات في الفلوجة وأنه "يجب تفكيكها" وأن يحارب الجيش العراقي داعش دون تدخل منها.
وفي معركة الموصل التي تدور رحاها هذه الأيام، أبدى المتحدث باسم هيئة علماء المسلمين في العراق يحيى الطائي، خشيته من ارتكاب الميليشيات الطائفية وفي مقدمتها “الحشد الشعبي” انتهاكات وهي ترتدي ملابس الجيش خلال معركة تحرير الموصل من تنظيم "داعش"، أكثر مما ارتكبته في مناطق أخرى في البلاد.
واعتبر الطائي أن دولًا مثل تركيا والسعودية يمكن أن تشكّل ضامنًا لأبناء المناطق المنكوبة، وتتخّذ موقفًا حازمًا لمنع انتهاكات حقوق الإنسان في العراق.
جاء ذلك في حوار أجرته وكالة الأناضول التركية مع الطائي في إسطنبول، قال فيه إن "جدل مشاركة الحشد الشعبي في معركة الموصل، تمّ حلّه بأن ألبست هذه الميليشيات ملابس الجيش، وهي صاحبة القرار في البلاد".
وأكد في السياق ذاته أن "قادة هذه الميليشيات صرحوا بالثأر" في إطار معركة الموصل، متسائلًا "ممن الثأر يكون؟ من النساء والأطفال والشيوخ، أهل الموصل أيضًا كانوا ضحية لقوات وميليشيات طائفية من قبل". وتابع بالقول "مسائل التعذيب والانتهاكات واحدة من أولوياتها (الميليشيات)، وإهانة المواطنين، ونخشى إن استمروا في التوغل إلى داخل الموصل، أن تستمر الانتهاكات أكثر وأكثر".