صفقة «الفرج والجزيرة الإماراتي».. قلق في الرياض وترقب في أبوظبي

في الوقت الذي يفاوض فيه الهلاليون لاعبهم سلمان الفرج من أجل تجديد عقده، دخل فريق الجزيرة الإماراتي على خط المفاوضات وأعلن بصورة مباشرة عن رغبته التعاقد مع لاعب خط محور الارتكاز الهلالي بعقد يمتد لثلاث سنوات وفق ما يتردد في الأوساط الإعلامية.
وبحسب مقطع فيديو يتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي أعلن أحمد سعيد مدير الكرة بالنادي الإماراتي أنه يتمنى انضمام الفرج إلى صفوف فريقه في ظل سير المفاوضات بين الناديين، وأنه لاعب كبير سيشكل إضافة للفريق.
ويسعى الجزيرة الإماراتي الذي خسر أول من أمس مواجهة كأس السوبر الإماراتي أمام نظيره أهلي دبي بهدفين مقابل هدف في المواجهة التي أقيمت على ملعب الدفاع الجوي بالعاصمة المصرية القاهرة، إلى الاستعانة بخدمات الفرج كلاعب آسيوي من شأنه أن يمنح فريقه إضافة كبيرة على صعيد خط الوسط.
وفي حال تمت الصفقة ووافق الهلاليون على بيع عقد لاعبهم سلمان الفرج، فإنه سيكون اللاعب الثاني الذي يخوض تجربة احترافية في الملاعب الإماراتية، حيث سبقه ياسر القحطاني قائد فريق الهلال بخوض تجربة احترافية ناجحة في صفوف العين الإماراتي موسم 2011 تحت إشراف المدرب الروماني كوزمين أولاريو الذي أشرف على تدريب القحطاني عدة سنوات في ناديه الهلال قبل ذلك.
ونجح القحطاني في تسجيل تجربة سعودية ناجحة في الملاعب الإماراتية بعدما شكل إلى جوار المهاجم الغاني أسامواه جيان إضافة قوية لصفوف الفريق الإماراتي، وتمكن خلال ذلك الموسم من تسجيل أربعة عشر هدفا في كافة المباريات التي وجد فيها.
ونشرت «الشرق الأوسط» قبل يومين بحسب مصادرها الخاصة أن إدارة نادي الهلال تبحث عن إمكانية التجديد مع سلمان الفرج الذي شارف عقده على النهاية، على أن يكون النظر في العرض الإماراتي الذي ما زال لم يأخذ طابع الرسمية خيارا ثانيا في حال لم يصل الطرفان إلى صيغة مناسبة لتجديد العقد.
وبحسب ذات المصادر التي كشفت لـ«الشرق الأوسط» أن إدارة الهلال بقيادة الأمير نواف بن سعد تسعى إلى حسم ملف عقد اللاعب سلمان الفرج بالتمديد أو الانتقال للنادي الإماراتي خلال الأسبوع المقبل، رغبة في إنهاء الجدل الدائر حول مستقبل اللاعب.
ويجد الفرج امتعاضا كبيرا في الأوساط الجماهيرية للهلال خاصة في الموسمين الأخيرين نظير استمرار الأخطاء الفردية التي يرتكبها اللاعب أثناء سير المباريات بفضل بحثه عن المهارة على حساب إبعاد الكرة عن أماكن الخطر القريبة من مرماه وذلك بعد مشاركته كلاعب محور ارتكاز ثان بجوار سعود كريري، وهو المركز الذي لا يظهر فيه الفرج بصورة إيجابية على عكس مشاركته كلاعب وسط متقدم.
ورغم هذا الجدل حول مستويات اللاعب، فإنه لا يزال يحظى بقبول كبير من الأسماء التدريبية المتعاقبة في نادي الهلال وحتى المنتخب السعودي الأول الذي يديره حاليا المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك الذي أشرك الفرج في مواجهتي تايلاند والعراق ضمن الجولتين الأولى والثانية في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2018 في روسيا.
وبدأت علاقة سلمان الفرج البالغ من العمر (27 عاما) بنادي الهلال منذ عدة مواسم، حيث شارك في صفوف الفريق الشاب ثم الأولمبي الأزرق بعد تسجيله بالنادي بناء على توصية الأمير محمد بن فيصل الذي ترأس الهلال خلال الفترة 2004 – 2008، وذلك بعدما شاهد اللاعب في إحدى بطولات الأحياء وأعجب بإمكانات اللاعب.
وفي موسمه الأول مع الفريق الكروي الأول بنادي الهلال اكتفى الفرج بالمشاركة في أربع مباريات تحت إشراف الروماني كوزمين حيث ظلت مشاركته محصورة كلاعب بديل باستثناء مواجهة الوطني التي شارك فيها كلاعب أساسي وبصورة إجمالية لم يتجاوز عدد دقائق مشاركته 137 دقيقة بحسب موقع إحصائيات رابطة دوري المحترفين السعودي.
وفي الموسم الثاني الذي حضر فيه البلجيكي غيريتس تقلصت دقائق مشاركة الفرج في صفوف الهلال إلى ثلاث عشرة دقيقة فقط في ظل وجود الروماني رادوي، لكن البلجيكي غيريتس عاد في الموسم الذي يليه ومنح الفرج ثقة أكبر بالمشاركة حيث شارك في عشر مباريات وبإجمالي دقائق بلغ 722 دقيقة ساهم خلالها بصناعة هدفين لمهاجمي فريقه.
وفي موسم 2011- 2012 وجد الفرج نفسه يشارك كلاعب شبه أساسي في صفوف الفريق الأزرق تحت إشراف المدرب الألماني توماس دول الذي أشركه في خمس عشرة مباراة تمكن من خلالها بتسجيل هدف وصناعة ثلاثة أهداف على صعيد دوري المحترفين السعودي.
وفي الموسم الذي يليه بات سلمان الفرج لاعبا أساسيا في صفوف فريقه الذي تولى تدريبه الفرنسي كومبواريه في البداية ثم الكرواتي زلاتكو بعد إقالة الأول، حيث شارك الفرج في 22 مواجهة ونجح في تسجيل ثلاثة أهداف وساهم في صناعة هدفين.
وواصل سلمان الفرج حضوره كلاعب أساسي في خريطة فريقه بعد ذلك، حيث شارك في غالبية المواجهات في الموسم الذي يليه تحت قيادة الوطني سامي الجابر، حيث ساهم الفرج في صناعة أربعة أهداف، أما في الموسم ما قبل الماضي فقد شارك الفرج في عشرين مباراة تحت قيادة الروماني ريجيكامب ثم اليوناني دونيس وخلال ذلك الموسم سجل هدفين وساهم في صناعة ثلاثة أهداف.
وفي موسمه الأخير تحت قيادة اليوناني دونيس حضر سلمان الفرج في تسع عشرة مواجهة وتمكن من تسجيل هدفين مع تراجع عدد الأهداف التي ساهم في صناعتها إلى هدف يتيم سجله زميله محمد البريك في شباك فريق التعاون.
وفي مطلع الموسم الجديد غاب سلمان الفرج عن المشاركة في كأس السوبر السعودي الذي خسره الفريق أمام الأهلي تحت قيادة المدرب الأوروغواياني جوستافو ماتوساس، لكنه عاد للمشاركة كلاعب أساسي في مواجهة الباطن التي كسبها الهلال بهدفين دون رد في افتتاحية الدوري الحالي، ليعود للغياب مجددا في مواجهة التعاون ضمن الجولة الثانية حيث ظل كلاعب بديل دون الاستفادة من خدماته.
وبعيدا عن حضوره في صفوف فريقه الهلال فقد وجد الفرج نفسه لاعبا أساسيا في المنتخب السعودي تحت قيادة الهولندي مارفيك الذي أشركه كلاعب أساسي في مواجهتي تايلاند والعراق، وبدأت علاقة الفرج بقميص الأخضر السعودي منذ عام 2012 الذي كان يحضر فيه المدرب الهولندي الشهير فرانك ريكارد.
وشارك الفرج مع منتخب بلاده في خمس وعشرين مباراة بحسب موقع المنتخب السعودي، حيث تنوعت هذه المباريات بين الودية والرسمية، إلا أنه ظل أحد الأسماء المفضلة للهولندي فان مارفيك الذي استعان بخدماته منذ انطلاقة مباريات التصفيات الآسيوية الأولية المؤهلة لمونديال روسيا ونهائيات كأس آسيا 2019.