مواجهة عربية إسلامية لمحاولة إيران «تسييس الحج»

ندد العالم العربي والإسلامي بمحاولات ايران المستمرة لتسييس الحج، وأعربت الدول عن شجبها واستنكارها لما تضمنه البيان الصادر عن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي من اتهامات باطلة ومشينة تجاه السعودية، مبدية في الوقت نفسه استغرابها مما تضمنه البيان من عبارات غير لائقة وأوصاف مسيئة، وعدته تحريضا مكشوف الأهداف، ومحاولة يائسة لتسييس هذه الشعيرة الاسلامية العظمى التي تجمع الشعوب الاسلامية في هذه الأيام المباركة على أرض الحرمين الشريفين، وحملتها المسؤولية الكاملة في سعيها إلى شق الصف الإسلامي.
وأعرب الاتحاد العالمي لجماعات أهل السنة في دول جنوب آسيا عن شجبه واستنكاره الشديد لما صدر عن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي من افتراءات وادعاءات باطلة ضد الجهود الكبيرة التي تبذلها السعودية لضيوف الرحمن وعنايتها بالحرمين الشريفين.
وقال رئيس الاتحاد العالمي لجماعات أهل السنة في دول جنوب آسيا رئيس جمعية أهل الحديث المركزية في باكستان عضو مجلس الشيوخ الباكستاني السيناتور ساجد مير، إن ما صدر عن خامنئي ليس أكثر من محاولة إيرانية جديدة لتصفية حسابات سياسية، ومحاولة بائسة لتسييس فريضة الحج، ومحاولة لاستغلال ذلك للإساءة إلى الحجاج والمسلمين والمملكة العربية السعودية.
وأدانت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ما تضمنه البيان الصادر عن علي خامنئي من اتهامات باطلة ومشينة تجاه السعودية، واعربت عن شجبها واستنكارها واستغرابها مما تضمنه البيان من عبارات غير لائقة وأوصاف مسيئة لا ينبغي أن تصدر من قلب أو لسان أي مسلم، فضلا عن زعيم دولة اسلامية.
وأكد الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون، أن دول المجلس تعتبر ما ورد في بيان المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية الاسلامية بشأن الحج تحريضا مكشوف الأهداف، ومحاولة يائسة لتسييس هذه الشعيرة الاسلامية العظمى التي تجمع الشعوب الاسلامية في هذه الأيام المباركة على أرض الحرمين الشريفين.
وشدد الزياني على أن دول مجلس التعاون ترفض الحملة الاعلامية الظالمة والتصريحات المتوالية لكبار المسؤولين الايرانيين تجاه السعودية ودول المجلس، وتؤكد أن هذه الحملات بما تتضمنه من اتهامات وادعاءات تتنافى تماما مع قيم ومبادئ ديننا الاسلامي الحنيف الذي يدعو الى الألفة والمحبة والتآخي، وتتعارض مع مبادئ سياسة حسن الجوار ولا تساعد على بناء علاقات بناءة بين الدول الاسلامية.
واستنكر علماء ورؤساء جمعيات إسلامية في باكستان بشدة، ما صدر عن خامنئي من اتهامات باطلة ومشينة تجاه السعودية، وعدوها محاولة من جانب إيران لتسييس الحج، واتخاذه ذريعة لتصفية حسابات سياسية.
وقال أمير جماعة الدعوة في باكستان الشيخ حافظ محمد سعيد في بيان صادر عنه اليوم، إن إيران تسعى مرة أخرى إلى شق الصف الإسلامي، والعمل على تشويش الحج، والإضرار بالمصالح العامة، وذلك عبر إصدار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي هجوماً على المملكة، مشيراً إلى أن بيان خامنئي يحمل في مضامينه الكثير من المغالطات والمعلومات غير الصحيحة.
من جانبه، وجه مفتي عام السعودية رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، انتقادات لاذعة للنظام الإيراني ومرشده الأعلى علي خامنئي، واصفا إياهما بأنهما أعداء الإسلام والعقيدة.
وكانت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة حملت النظام الإيراني المسؤولية الكاملة إزاء تفويت الفرصة على أبناء الشعب الإيراني الراغبين في أداء الحج والعمرة وزيارة المدينة المنورة، من خلال وضع العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق نهائي ينظم أداء الحجاج الإيرانيين لفريضة الحج.
وقال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي د. عبدالله التركي في بيان، إن «الرابطة تدين تصرف النظام الإيراني وموقفه المعادي لكل الأنظمة والاتفاقيات التي تضعها السعودية لضمان سلامة حجاج بيت الله الحرام، لأداء مناسكهم".
وأكد الدكتور التركي حرص السعودية على خدمة الحرمين الشريفين ورعاية زائريها من حجاج ومعتمرين، والنهوض بهذه المسؤولية العظيمة بما يحقق مقاصد الشرع. وأضاف «على الرغم من حرص السعودية على تجنيب الحرمين الشريفين والحجاج والزائرين ما لا يحمد، إلا أن النظام الإيراني كان يمعن في الاستفزاز والاستهتار ويتصرف في الحج بما يثير الفوضى ويزعزع الأمن".
وأحبطت السعودية كل مخططات إيران الرامية لتسييس الحج وبث الفوضى والاضطرابات والفتن خلال أداء هذه الشعيرة التي تجمع المسلمين في الديار المقدسة، وذلك من خلال رفضها الحازم والقاطع لمحاولات نظام الولي الفقيه في طهران فرض شروط سياسية وإدخال مراسم وطقوس خارجة عن مناسك الحج، وكذلك رفضها شروطا إيرانية من شأنها أن تؤدي إلى إحداث انشقاقات طائفية ومذهبية تعكر صفو الحج وتخدم سياسة تصدير الثورة الخمينية من خلال استغلال موسم الحج.
وبينما استنفدت إيران كل الوسائل لتسييس الحج هذا العام، بما فيها منع مواطنيها من أداء الشعيرة هذا العام والمطالبة بتدويل الحج تحت حجج وذرائع واهية، قامت السعودية بفتح أبوابها أمام الإيرانيين القادمين إلى مكة من كل أنحاء العالم، حيث سارع المئات منهم بتقديم طلبات تأشيرة الحج غير مكترثين بالمآرب السياسية لحكامهم، وقد تمكن المئات منهم بالفعل من القدوم من مختلف دول العالم لأداء مناسك فريضة الحج هذا العام.
ولإيران مسلسل طويل في استغلال موسم الحج لإثارة الشغب والفوضى والاضطرابات والفتن ومحاولة إحداث الصراعات الطائفية بدءا من أحداث شغب مكة عام 1987، والتي كانت أبرزها وأكثرها خطورة، وحتى حادثة تدافع منى العام الماضي، والتي تورط بها دبلوماسيون وضباط باستخبارات الحرس الثوري الإيراني اندسوا بين الحجاج الإيرانيين بجوازات سفر عادية.