المعارضة السورية تجتمع في الرياض لإعداد مسودة للعملية السياسية

تستبق المعارضة السورية أي فرص لتفعيل الحل السياسي، بسلسلة خطوات تطال مناقشة مسودة الإطار التنفيذي للعملية السياسية، والشروط التي تصر عليها تجاه الحل السياسي والمرحلة الانتقالية، تبدأ من اجتماع الرياض الذي يُعقد في الثاني من سبتمبر (أيلول) المقبل، الذي يسبق اجتماع لندن لأصدقاء الشعب السوري المزمع عقده في السابع من الشهر نفسه، والمتوقع فيه إقرار وثيقة المرحلة الانتقالية.
وتواكب تلك التحضيرات التغييرات التي طرأت على المشهدين الإقليمي والدولي تجاه الأزمة السورية، وبينها التقارب الروسي - التركي، والمباحثات التركية - الإيرانية، والاجتماعات الأميركية - الروسية على مستوى وزراء الخارجية، رغم أن الاجتماع الأخير الذي عقد بين وزيري الخارجية الأميركي والروسي: «لم يكن مثمرا»، بحسب ما يرى معارضون سوريون، بالنظر إلى أنه لم يحدد جلسة مقبلة لمفاوضات الحل السياسي.
وتجتمع في الرياض، في الثاني والثالث من سبتمبر (أيلول) المقبل، الهيئة العليا للمفاوضات، بهدف التباحث على رؤية المعارضة للحل في سوريا ستُقدَّم إلى اجتماع دعت إليه لندن لمجموعة أصدقاء سوريا في السابع من الشهر نفسه، الذي يشارك فيه وفد من الهيئة العليا للمفاوضات ورئيس الائتلاف الوطني السوري أنس العبدة، بمشاركة ممثلين عن مجموعة أصدقاء الشعب السوري. وفي 18 سبتمبر، يشارك الائتلاف في الاجتماعات والندوات غير الرئيسية على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وتسبق الانتخابات الرئاسية في الائتلاف الوطني السوري في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وعلى الرغم من أن هذا الحراك، يوحي بأن المتغيرات الدولية التي طالت خريطة التحالفات بالملف السوري، حركت عجلة البحث بالحل السياسي، لكن معارضين سوريين لا يرون أن البحث في السياسي بات وشيكا.
وقال المعارض السوري وعضو الائتلاف سمير نشار إن اجتماع الرياض مخصص لمناقشة مسودة الإطار التنفيذي الذي سيعد في لندن، مؤكدا أنه لو كان هناك مؤشر على جولة جديدة للمفاوضات، لكان وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، «قالا في آخر اجتماع لهما إن المفاوضات ستستأنف، ولكان المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أكد هذا الأمر».
واعتبر نشار، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الاجتماع بين لافروف وكيري «كان فاشلا، ولم يحقق نتائج ملموسة لا بتحديد جولة جديدة في المفاوضات، ولا بحل القضايا العالقة من وجهة نظر الروس تجاه المنظمات الإرهابية، وخصوصا تجاه جبهة بينها النصرة، إضافة إلى عدم اتفاقهما على طبيعة الحل السياسي»، مشيرا إلى أن «وثيقة الانتقال السياسي بين الروس والأميركان وهي من النقاط التي تحتاج إلى نقاش».
وقال نشار: «اجتماع لندن، هو تلبية لدعوة من وزير الخارجية البريطاني لإعلان الإطار التنفيذي»، مشددا على أن الموضوع «لا يتعلق باستئناف المفاوضات».
وشكك نشار في أن يكون الوقت قد حان للشروع في مفاوضات الحل السياسي، قائلا: «إذا لم يتبلور توافق إقليمي مع توافق دولي على الحل، فمن السابق لأوانه الحديث عن حل سياسي»، لافتا إلى أن هناك «تحولا في التحالفات، إذ نلاحظ انعطافة تركية، وابتعادا عربيا عن تلك التحولات، ما يعني أن هناك ابتعادا في التوافقات المطلوبة لإيجاد حل سياسي». وتساءل: «هل بقيت فترة زمنية كافية من ولاية أمين عام الأمم المتحدة الذي يكلف دي ميستورا بالملف السوري، لإنجاز حل سياسي؟ وهل بقيت فترة زمنية كافية من ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما لإنجاز حل سياسي؟ تلك هي الأسئلة المطروحة في هذا الوقت».
في هذا الوقت، ينعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي، غدا، مخصص لمناقشة تقرير لجنة التحقيق الدولية والمؤلفة من خبراء دوليين من قبل الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية تقر في تقريرها أن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيماوية المحظورة في بلدة تلمنس عام 2014 وفي بلدة سرمين عام 2015 أي بعد صفقة السلاح الكيماوي التي استخدمها النظام في غوطة دمشق عام 2013. ويرى معارضون سوريون أن أهمية الاجتماع تتمثل في أن الإدانة للنظام، مقرونة بعد انضمامه وتوقيعه على معاهدة حظر استخدام الأسلحة الكيماوية، وعاد واستخدمها، وسط توقعات بأن تستخدم روسيا والصين حق النقض «الفيتو» لعرقلة المشروع.