نافذة على مؤسسة تعليمية: «من الاتحاد الأوروبي وإليه»

تكتسب كلية أوروبا في بروج البلجيكية شهرة كبيرة بفضل الشخصيات البارزة التي تخرجت منها، واحتلت بعد ذلك مراكز مرموقة في العمل السياسي سواء على الصعيد الإقليمي الأوروبي أو في حكومات الدول الأعضاء.
والكلية موجودة في مدينة بروج الساحلية شمال غربي بلجيكا، وهي مؤسسة جامعية مستقلة مقرها الرئيسي مدينة بروج البلجيكية، وتختص بالدراسات الأوروبية على مستوى الدراسات العليا. تأسست سنة 1949 على أيدي عدد من الشخصيات الأوروبية البارزة من الآباء المؤسسين للاتحاد الأوروبي، أمثال ونستون تشرشل والتشيدي دي غاسبيري وسلفادور دي مادارياغا، عقب مؤتمر لاهاي 1948 بهدف تعزيز «روح التضامن والتفاهم المشترك بين جميع أمم أوروبا الغربية، وتوفير تدريب للأشخاص الذين يدعمون هذه القيم»، وكذلك «لتدريب نخبة من التنفيذيين من أجل أوروبا».
تدار الكلية وفقًا للقانون البلجيكي كمؤسسة للنفع العام. وقد اتخذت الكلية منذ سنة 1993 حرمًا إضافيًا جديدًا في ناتولين ببولندا، يختص بشكل أكبر بدراسات وسط وشرق أوروبا، ويرى بعض المتخصصين في بروكسل أن سر كلية أوروبا في البرنامج الأكاديمي القوي جدا ويقوم بتنفيذه مجموعة من بين أفضل الأساتذة في العالم وبعد التخرج تكون هناك شبكة من الخريجين تعمل داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي وغيرها من المؤسسات الحكومية المختلفة.
ويدرس في الكلية 462، منهم 320 طالبا في بروج والباقي في وارسو البولندية، وينتمي هؤلاء جميعا إلى 54 دولة مختلفة يأتون لمدة عام لدراسة السياسة والاقتصاد والقانون والعلاقات الدولية وغيرها، وتبلغ قيمة مصاريف الدراسة 22 ألف يورو شاملة السكن والإنترنت والهاتف وخدمات أخرى كما تقدم الكلية كثيرا من المنح الدراسية.
وبحسب وسائل الإعلام البلجيكية، هناك لائحة مكونة من 8 صفحات تضم كثيرا من الشخصيات الأوروبية البارزة، مكتوب في شهادات الدارسة والخبرة «سي في» أنهم درسوا في كلية أوروبا في مدينة بروج ومنها من احتل منصب عضو في المفوضية الأوروبية مثل الإسباني مانويل بارين، وأيضا وزير الشؤون الأوروبية الحالية في فنلندا ألكسندر ستاب، ونائب رئيس الحكومة البريطانية السابق نيك كليغ، ووزيرة خارجية النمسا السابقة أورسولا بلاسنيك.
ولعل أبرز تلك الأسماء اللامعة التي تخرجت من كلية أوروبا هي هيلي شميت، رئيسة وزراء الدنمارك، التي تحدثت في أكثر من مناسبة وأشادت بهذا الصرح الأكاديمي والاستفادة التي حصلت عليها خلال فترة دراستها، وتعرفت على زوجها البرلماني البريطاني ستيفان كينوك خلال فترة الدراسة في التسعينات، وقالت في خطبة لها حول هذا الصرح الأكاديمي إنها تفتخر بالفترة التي أمضتها في بروج، التي حضرت إليها وكلها أمل في التكامل الأوروبي الواعد ولها ذكريات جميلة في هذا الصرح الكبير.