نيمار يعيد البسمة للبرازيل عبر التتويج الأولمبي

على مدار أكثر من أسبوعين، تصارع أكثر من عشرة آلاف رياضي ورياضية على 306 ميداليات ذهبية في 28 رياضة مختلفة، لكن ظلت ذهبية واحدة هي الأهم والأبرز خلال دورة الألعاب الأولمبية (ريو دي جانيرو 2016).
وفيما أسدل الستار رسميًا أمس الأحد على فعاليات هذه الدورة الأولمبية، اعتبر البرازيليون أن ماراثون الأولمبياد بلغ نهايته، مساء أول من أمس السبت، بعدما حصد نجم كرة القدم الشهير نيمار دا سيلفا ورفاقه الميدالية الأهم للبلد المضيف بعد الفوز على المنتخب الألماني في نهائي مسابقة كرة القدم رجال. ورغم العروض القوية التي قدمها رياضيو البرازيل في أكثر من مسابقة وسباق بمختلف الرياضات في هذه الدورة والذهبيات التي حصدها لاعبو البرازيل في أكثر من رياضة، كانت ذهبية كرة القدم هي الترمومتر الحقيقي الذي يقيس به الجمهور البرازيلي نجاح هذه الدورة الأولمبية التي استضافتها بلاد الساحرة المستديرة.
ورغم الاحتجاجات الكثيرة التي سبقت إقامة هذه الدورة، وظهرت في صورة مظاهرات وإضرابات عنيفة في قطاعات حيوية بالبرازيل كادت تهدد الاستضافة، كانت الذهبية التي أحرزها المنتخب البرازيلي مساء أمس، بمثابة الشرارة لانطلاق الاحتفال الكبير والكرنفال الجماهيري في ريو دي جانيرو ومختلف المدن البرازيلية.
وبمجرد تسديد نيمار لركلة الترجيح الخامسة الحاسمة التي أهدت السامبا الفوز الغالي على الألمان، انطلقت الاحتفالات في كل مكان بالبرازيل، وخصوصا في ريو دي جانيرو التي استضافت فعاليات الدورة وكانت شاهدة على فوز السامبا بالذهبية الأولى لها في مسابقة كرة القدم بدورات الألعاب الأولمبية. وحقق المنتخب البرازيلي أخيرًا حلمه الأولمبي وتوج بالميدالية الذهبية لمسابقة كرة القدم رجال للمرة الأولى في تاريخ بلاد السامبا. وثأر المنتخب البرازيلي لهزيمته أمام الماكينات الألمانية 1 / 7 في الدور قبل النهائي لكأس العالم 2014، وهي الهزيمة التي حرمت السامبا من خوض النهائي على استاد «ماراكانا» الأسطوري الذي شهد انتصار السبت. وأحرزت البرازيل في هذه المسابقة واحدة من أغلى ميدالياتها الأولمبية إن لم تكن الميدالية الأهم على الإطلاق في تاريخ البرازيل حتى الآن.
وفشلت البرازيل الفائزة بلقب كأس العالم خمس مرات سابقة في إحراز ذهبية كرة القدم في 12 محاولة سابقة بدورات الألعاب الأولمبية، وكان آخرها في أولمبياد لندن 2012. وعلى مدار 64 عامًا منذ بداية المشاركات البرازيلية في هذه المسابقة عام 1952، لم يحالف الحظ راقصي السامبا لتستمر الذهبية غائبة عن خزانة البرازيليين حتى تحقق الحلم أخيرًا وتوج الفريق بالميدالية الغالية. كما جاء هذا الفوز على ألمانيا ليرد اعتبار الكرة البرازيلية التي عانت الكثير من الكبوات في السنوات الأخيرة، وبالتحديد منذ فوز الفريق بلقب كأس العالم للمرة الخامسة في 2002.
ونجح نيمار ورفاقه في تعويض الجماهير البرازيلية عن ضياع حلم الذهبية الأولى في مسابقة السيدات، بعدما احتل المنتخب النسائي المركز الرابع في المسابقة التي انتهت الجمعة. ومع هذا النجاح لنيمار وزملائه بالفريق، رفع أنصار السامبا لافتات يطالبون فيها نيمار باستعادة لقب العالم من خلال المونديال القادم في روسيا. وخرج البرازيليون إلى الشوارع وإلى شاطئ كوباكابانا الشهير للاحتفال بالنصر الغالي، واحتشد الآلاف في منطقة «لابا» الحيوية بقلب العاصمة البرازيلية القديمة، لتتوقف حركة المرور بشكل كبير في وسط المدينة العتيقة. وتسببت استعراضات المشجعين وحلقات الرقص بوسط المدينة وعلى شاطئ كوباكابانا في شلل مروري تام بالكثير من الطرق. ورغم هذا، كانت هذه الاحتفالات مصدر تسلية واستمتاع للزائرين والمشاركين في الدورة، خاصة مع انتشار راقصي وراقصات السامبا والفنون الفلكلورية الأخرى بالبرازيل في كل مكان.