العراق يتطلع لحسم تأهله.. ونيمار ورفاقه لإنقاذ سمعة الكرة البرازيلية

يسعى المنتخب الأولمبي العراقي إلى حسم تأهله إلى دور الثمانية لمسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليا في ريو دي جانيرو حتى 21 أغسطس (آب) الحالي، وذلك عندما يلاقي جنوب أفريقيا اليوم الأربعاء في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة. وتبدو حظوظ العراق كبيرة لتخطي الدور الأول بالنظر إلى عروضه الرائعة في المسابقة خصوصا مباراته البطولية أمام البرازيل المضيفة والمرشحة فوق العادة للقب عندما أرغمها على التعادل السلبي.
وتألق المنتخب العراقي في الجولة الأولى بعرض لافت أمام الدنمارك وكان الأقرب إلى تحقيق الفوز لولا الحظ الذي عاند مهاجميه الذين سيحاولون إيجاد الطريق إلى الشباك أمام جنوب أفريقيا لتحقيق الفوز الذي يخوله بطاقة التأهل. ويملك العراق نقطتين وهو الرصيد ذاته الذي تملكه البرازيل التي ستواجه الدنمارك المتصدرة بأربع نقاط، وفوز أسود الرافدين سيمنحهم بطاقة التأهل بغض النظر عن نتيجة المباراة الثانية. ويعول العراقيون على المعنويات العالية للاعبيهم عقب الأداء المتميز أمام نجم برشلونة الإسباني نيمار دا سيلفا ورفاقه، كما يهدفون إلى استغلال المعنويات المهزوزة للاعبي جنوب أفريقيا عقب الخسارة أمام الدنمارك في الجولة الثانية.
وشدد مدرب المنتخب الأولمبي العراقي غني شهد على أهمية تحقيق الفوز وتخطي منتخب جنوب أفريقيا من أجل الظفر بإحدى البطاقتين المؤهلتين إلى دور الثمانية للمسابقة. وقال شهد: «استكملنا كل أشكال الاستعداد لمواجهة جنوب أفريقيا التي نرفع فيها شعار الفوز وسنخوض المباراة بأسلوب هجومي لكي نبلغ غاياتنا وحسم الأمور بعيدا عن أي تعقيدات ومن دون الالتفات إلى مباراة البرازيل والدنمارك». وأضاف المدرب العراقي: «علينا ألا نركن إلى الاسترخاء ونتيجة مباراتنا مع البرازيل. سيزداد تركيزنا، ولا بد أن نكمل المهمة ونحسم المواجهة بفوز طال انتظاره في مباراتين سابقتين قدمنا فيهما أداء مقنعا لكنه افتقد إلى اللمسة الأجمل في كرة القدم وهي تسجيل الأهداف». وأشار شهد إلى أنه سيختار تشكيلة منسجمة مع رغبة تحقيق الفوز و«سنستخدم كل الأوراق الفاعلة لكي نسيطر على المباراة من أجل كسب بطاقة التأهل». وأضاف شهد: «أمامنا مباراة مصيرية ومهمة، لم نبلغ الدور الثاني بعد وبالتالي علينا التعامل مع المباراة بحذر وجدية». وذكر شهد لاعبيه بالأداء المتميز لجنوب أفريقيا أمام البرازيل في الجولة الأولى عندما أرغمتها وبعشرة لاعبين على التعادل السلبي.
ولن تكون جنوب أفريقيا لقمة سائغة أمام العراق خصوصا أن حظوظها لا تزال قائمة في حال كسبها النقاط الثلاث أمام العراق، وتحقيق الدنمارك للمفاجأة بالفوز على البرازيل أو إرغامها على التعادل. ويحن العراق إلى استعادة أمجاده في المسابقة الأولمبية خصوصا عندما بلغ دور الثمانية في مشاركته الأولى عام 1996 ونصف النهائي عام 2004 عندما حل رابعا، علما بأنه خرج من الدور الأول في مشاركتيه الأخريين عامي 1984 و1988.
وفي المباراة الثانية، تتجه أنظار الملايين من عشاق الكرة البرازيلية في كل أنحاء العالم اليوم صوب استاد «فونتي نوفا» بمدينة سالفادور البرازيلية لمتابعة المباراة الصعبة والمصيرية بين المنتخبين البرازيلي والدنماركي في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة الأولى. ويدرك المنتخب البرازيلي جيدا مدى صعوبة المباراة لكنه يدرك أيضا أهميتها الكبرى ليست لأنها حاسمة على مستقبل الفريق في المسابقة ولكنها ستكون أيضا فاصلة في علاقة الفريق وربما لاعبيه مع الجماهير البرازيلية. ويخوض المنتخب البرازيلي مباراة اليوم بخيار واحد فقط وهو الفوز في مواجهة نظيره الدنماركي الذي يتصدر المجموعة برصيد أربع نقاط، حيث إنه الوحيد من بين فرق هذه المجموعة الذي تذوق طعم الانتصار في المسابقة الحالية. وفي المقابل يقتسم المنتخب البرازيلي مع نظيره العراقي المركز الثاني في المجموعة برصيد نقطتين لكل منهما من تعادلين سلبيين كان أحدهما فيما بينهما فيما تعادل المنتخب البرازيلي أيضا مع جنوب أفريقيا وتعادل المنتخب العراقي مع نظيره الدنماركي. ويحتاج المنتخب البرازيلي إلى هز الشباك أخيرا في هذه المسابقة بعدما فشل هجوم الفريق بقيادة نيمار دا سيلفا في هز الشباك خلال المباراتين الماضيتين.
وتحظى مسابقة كرة القدم في أولمبياد ريو بأهمية خاصة لأنها أصبحت بمثابة طوق النجاة للكرة البرازيلية التي تحلم بإنجاز الفوز بالذهب الأولمبي في كرة القدم أخيرا بعد فشل الفريق في 12 دورة أولمبية سابقة وصل خلالها للمباراة النهائية في ثلاث نسخ كان آخرها لندن 2012 ولكنه خسرها جميعا. كما تأتي الدورة الأولمبية الحالية بعد عامين من الهزيمة المدوية 1 - 7 أمام المنتخب الألماني في المربع الذهبي لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. ولهذا، يحمل نيمار ورفاقه على عاتقهم مهمة الدفاع عن سمعة الكرة البرازيلية من خلال هذه المسابقة. وبات أمل البرازيليين معلقا بالفوز في مباراة اليوم لأن نتيجة التعادل ستضع الفريق في حسابات معقدة، حيث ستربط تأهله بنتيجة المباراة الأخرى في المجموعة والتي يلتقي فيها المنتخب العراقي مع منتخب جنوب أفريقيا وهو ما يجعل مباراة اليوم بمثابة «حياة أو موت» بالنسبة للمنتخب البرازيلي.
وفي المجموعة الرابعة، يخوض المنتخب الجزائري مباراة هامشية أمام نظيره البرتغالي المتصدر بفوزين متتاليين وصاحب البطاقة الأولى إلى دور الثمانية. وخسرت الجزائر مباراتيها الأوليين أمام هندوراس 2 - 3 والأرجنتين 1 - 2 حيث تحتل المركز الأخير من دون رصيد، وهي ستحاول تحقيق فوز معنوي لتوديع البطولة بنتيجة إيجابية. وعاد المنتخب الجزائري إلى الأولمبياد بعد غياب 36 عاما وتحديدا منذ عام 1980 في موسكو بقيادة المدربين المحلي محيي الدين خالف واليوغوسلافي زدرافكو رايكوف عندما شارك للمرة الأولى وبلغ دور الثمانية وخسر أمام يوغوسلافيا صفر - 3. وأبلت الجزائر بلاء حسنا في كأس أمم أفريقيا للمنتخبات الأولمبية في السنغال العام الماضي وبلغت المباراة النهائية حيث خسرت أمام نيجيريا 1 - 2. وكانت تمني النفس بتكرار إنجاز مشاركتها الأولى على الأقل.
وفي المجموعة ذاتها، يصطدم المنتخب الأرجنتيني بمنتخب هندوراس في مواجهة حاسمة على بطاقة التأهل الثانية من هذه المجموعة إلى دور الثمانية بعدما حجز المنتخب البرتغالي البطاقة الأولى. ويلتقي المنتخب البرتغالي (ست نقاط) نظيره الجزائري (بلا رصيد من النقاط) في مباراة غير مؤثرة على موقف الفريقين وإن احتاج المنتخب البرتغالي لنقطة التعادل فقط من أجل ضمان صدارة المجموعة بغض النظر عن نتيجة المباراة الثانية في المجموعة. ويقتسم منتخبا هندوراس والأرجنتين المركز الثاني برصيد ثلاث نقاط لكل منهما مع تفوق هندوراس بفارق الأهداف مما يجعل التانغو الأرجنتيني بحاجة إلى الفوز من أجل ضمان التأهل فيما ينتظر أن يحظى منتخب هندوراس بمساندة هائلة من الجماهير البرازيلية في مواجهة منافسها التقليدي العنيد.
وفي المجموعة الثانية، انحصرت المنافسة على البطاقة الثانية بين كولومبيا (نقطتان) واليابان والسويد (نقطة واحدة لكل منهما)، بعدما حسمت نيجيريا بطلة القارة السمراء البطاقة الأولى بفوزين على اليابان والسويد. وتلعب نيجيريا بطلة عام 1996 ووصيفة بطلة 2008 مع مطاردتها المباشرة كولومبيا، فيما تلعب السويد مع اليابان. وفي المجموعة الثالثة، تلتقي المكسيك حاملة اللقب وشريكتها في الصدارة كوريا الجنوبية (4 نقاط) في قمة نارية وحاسمة سيسعى كل منهما إلى الفوز لحسم الصدارة والبطاقة الأولى خصوصا أن ألمانيا الثالثة (نقطتان) تخوض اختبارا سهلا أمام جزر فيجي الأخيرة من دون رصيد.