ريو دي جانيرو جاهزة للتحدي مع افتتاح القرية الأولمبية رسميًا اليوم

أكد توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، أن القرية الأولمبية في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية ستكون جاهزة تماما وبشكل رائع مع افتتاحها رسميا اليوم.
وقال باخ: «لقد رأيت الوحدات السكنية، وتقابلت مع كثير من الرياضيين ومع بعض المديرين أيضا، لقد كانت زيارة جيدة، القرية الأولمبية ستكون رائعة، لا تزال هناك تحديات ولكننا حصلنا على تعهد بأنه سوف يتم تجاوز هذه المشكلات خلال ساعات».
وجاءت زيارة باخ للقرية الأولمبية الواقعة في حي بارا تيجوكا غرب مدينة ريو دي جانيرو، بعد الانتقادات الكبيرة، التي وجهت لمنشآتها، من قبل البعثات الرياضية، التي بدأت في التوافد عليها منذ الأحد الماضي.
وكانت أستراليا والأرجنتين قد قررتا إرجاء دخولهما إلى القرية الأولمبية، التي تتكون من 31 مبنى بسبب وجود بعض المشكلات الخاصة بالتجهيزات.
وجاء رد فعل المنظمين لأولمبياد «ريو 2016» على الشكاوى المذكورة سريعا، حيث استعانوا بأكثر من 600 عامل من أجل التعامل مع جميع المشكلات التي تحيط بالقرية الأولمبية. وأتت مجهودات اللجنة المنظمة بثمارها، حيث عادت البعثة الأسترالية إلى وحداتها السكنية في القرية الأولمبية، مثلما فعلت 129 بعثة رياضية أخرى.
وتأمل ريو دي جانيرو، أول مدينة من أميركا الجنوبية تستضيف الألعاب الأولمبية، في أن تنجح في التحدي رغم الظروف الاقتصادية الصعبة في البلاد، لكن الخبر السار هو أن جميع الملاعب والقاعات قد انتهى العمل بها، ويبقى مصدر القلق الرئيسي حول كون شبكة النقل جاهزة قبل حفل الافتتاح.
ستنقسم المدينة الأكثر شهرة في البرازيل إلى أربعة مراكز خلال الألعاب.
المجمع الرئيسي هو المتنزه الأولمبي في منطقة بارا دا تيجوكا الميسورة (غرب)، ويستقبل منافسات التنس، ومعظم مسابقات السباحة، والجمباز، والجودو والمصارعة. ومركز ديودورو، في الحي المتواضع شمال غربي ريو، سيستقبل منافسات الفروسية، والهوكي على العشب، والرغبي 7 لاعبين والكانوي. ومنطقة شاطئ كوباكابانا الشهيرة في جنوب ريو ستستقبل مسابقات القوارب الشراعية، والتجديف، والسباحة الحرة لمسافات طويلة والكرة الطائرة الشاطئية. بعض الأحداث الساحرة، على غرار حفلي الافتتاح والختام ومسابقات ألعاب القوى، تقام في ملعبين من المنطقة الشمالية: ماراكانا الأسطوري وملعب غواو هافيلانغ الذي أطلق عليه اسم الملعب الأولمبي.
تتوزع مسابقة كرة القدم في عدة مدن سبق أن استضافت نهائيات مونديال 2014. قبل استقبال الجولات النهائية في ماراكانا والملعب الأولمبي.
وسيتخذ البحارة وراكبو الأمواج من منطقة مارينا دا غلوريا بالقرب من كوباكابانا، مقرا لهم، بحيث تقام المنافسات في خليج غوانابارا حيث يقام ماراثون السباحة والتراياتلون.
لكن عقودا من التلوث جعلت من خليج غوانابارا مصدر خراب بيئي قد يعرض صحة الرياضيين للخطر.
على جانب آخر، وبعد عام من الغموض والفساد والتستر على مذنبين والإيقاف والاستئناف والمنشطات، انقبض قلب وروح ألعاب القوى التي كانت تود أن ترى نفسها قلب وروح دورة الألعاب الأولمبية.
ولا تخيم سحابة منشطات وحسب فوق منافسات ألعاب القوى في ريو، بل هناك دخان كثيف بلغ كل مكان وترك اللعبة تترنح على حافة الهاوية.
وتتعلق ألعاب القوى بنجوم أفذاذ من عينة الجامايكي يوسين بولت لتلميع صورتها مع سعي الأخير للفوز بسباقات السرعة الثلاثة في الأولمبياد للمرة الثالثة على التوالي.
وسيحاول البريطاني مو فرح أن يصبح الرجل الثاني فقط الذي يجمع مجددا بين سباقي المسافات الطويلة، في حين تتطلع النيوزيلندية فاليري آدمز لتأكيد مكانتها ضمن أفضل المتسابقات على الإطلاق في دفع الجلة بإحراز اللقب الأولمبي للمرة الثالثة على التوالي.
لكن هذه العروض المنتظرة وكل ما سيحدث على مدار أكثر من عشرة أيام في ريو سيتابع من منظور المنشطات، في حين يأتي غياب المتسابقين الروس بسبب الإيقاف بمثابة تذكير يومي للكارثة التي حلت باللعبة.
وهذا لا يعني أن الجميع سيشكون في تعاطي بولت وفرح وآدمز للمنشطات، بل هناك تخوف من حدوث أسوأ من ذلك بانخفاض مستوى الاهتمام.
وقبل عام واحد حصل بولت على إشادة باعتباره منقذ ألعاب القوى بعدما فاز على جاستن غاتلين، الذي أدين مرتين بتعاطي المنشطات، في نهائي سباق مائة متر ببطولة العالم.
وإذا كان بولت سليما تماما من إصابة في عضلات الفخذ الخلفية فإنه سيملك فرصة كبيرة لتعزيز موقعه «كأسطورة» في الرياضة والفوز بسباقي المسافات القصيرة وسباق التتابع 4 في مائة متر مع الفريق الجامايكي.
وفي الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة أكبر الداعمين لفرض إيقاف شامل على البعثة الروسية بسبب المنشطات، فإن وجود غاتلين ضمن الفريق الأميركي يظهر عدم وجود رغبة ملحة في وجود رياضة نظيفة.
وسيشارك العشرات من العدائين والمتسابقين في المنافسات المختلفة في ريو لاكتساب شهرة وتحقيق مجد إحراز ميدالية والفوز بمكافآت مالية رغم الخضوع للإيقاف سابقا بسبب الغش. وعلى الجانب الآخر، سيغيب العشرات، الذين لم يتعرضوا للإدانة، بسبب منع المتسابقين الروس من المشاركة بمنافسات ألعاب القوى.
واحتلت روسيا المركز الثاني خلف أميركا في جدول ميداليات ألعاب القوى في أولمبياد لندن 2012، لكن الاتحاد الدولي لألعاب القوى وجد أن ثقافة تعاطي المنشطات كانت متأصلة في روسيا وبدعم الدولة وأن الدلائل كانت واضحة ليصر على منع كل المتسابقين من الظهور في ريو.
وستشارك دول أخرى قوية في ألعاب القوى - ومنها كينيا - بعد سقوط كثير من المتسابقين في اختبارات لتعاطي المنشطات وبعد تعرض المنظمات الوطنية لمكافحة المنشطات لانتقادات بداعي التقصير.
وفي منافسات سباق 800 متر للرجال سيقاتل ديفيد روديشا ليكون في قمة مستواه وإذا احتفظ باللقب سيعد ذلك نصرا كبيرا للكينيين.