سياسي بلجيكي من أصل تركي يواجه الطرد من حزبه لتأييده إردوغان

بدأ رئيس الحزب الاشتراكي البلجيكي جون كرومبيز إجراءات إبعاد سياسي من الحزب يعمل عضوا في مجلس مقاطعة ليمبورغ، في الجزء الناطق في المنطقة الفلامنية من البلاد.
وقالت وسائل الإعلام، في بروكسل، إن أحمد كوش، التركي الأصل، معروف بتأييده للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وإنه قد نشر أمورا تتعلق بهذا الشأن على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نشر في إحداها يقول، عقب محاولة الانقلاب الفاشل: «الله يحمينا ضد الخونة.. علينا أن نتحد، وألا نمنح هؤلاء الخونة الفرصة».
وقد تسبب ذلك في زحف العشرات من الأتراك في نفس المدينة، وهي مدينة برينغن التابعة لمقاطعة ليمبورغ، ومحاولتهم مداهمة مبنى يضم منظمة يعتقد أنها على صلة بالمعارض فتح الله غولن وتحطيمه، ولكن أحمد كوش نفي أي صلة له بأي محاولات للشغب أو العنف من جانب الأتراك في المدينة.
وسبق أن تعرض كوش للمساءلة داخل الحزب، في أبريل (نيسان) الماضي، بسبب مساندته لإردوغان في مواقفه من الإعلام، وإغلاق وفرض قيود على البعض منها، ولا يجد كوش أي مشكلة في قرارات إردوغان في هذا الصدد. وحسب ما ذكرت صحيفة «ستاندرد» البلجيكية اليومية، على موقعها على الإنترنت، أمس، فمن المقرر أن تجتمع لجنة إدارية من الحزب الاشتراكي الفلاماني، في أغسطس (آب) المقبل، ويحضرها كوش للدفاع عن نفسه. وبناء على هذا الاجتماع، سيحدد مصير العضو الذي نوهت وسائل الإعلام إلى أنه يواجه خطر الفصل من عضوية الحزب، وخسارة عمله السياسي.
وقبل أيام، قال وزير الخارجية البلجيكي ديديه رايندرس إن السفير التركي في بروكسل، حقان أولكاي، أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس حكومة مقاطعة فلاندرا البلجيكية للاعتذار له عن تصريحات أدلى بها المتحدث باسم السفارة التركية في بروكسل، وأثارت غضب السلطات البلجيكية. وأضاف الوزير، في تصريحات لوكالة الأنباء البلجيكية، أن الاتصال حدث بعد أن استدعت الخارجية البلجيكية السفير التركي للاحتجاج على تلك التصريحات، ووعد السفير التركي خلال المقابلة في الخارجية البلجيكية، التي استغرقت 45 دقيقة، بألا تصدر مثل هذه التصريحات مستقبلا.
ومن جانبه، أكد المتحدث باسم رئيس حكومة مقاطعة فلاندرا، خيرت برجواز، أن الأخير قد قبل اعتذار السفير التركي، كما أبلغ السفير بضرورة العمل عل تفادي استيراد التوتر الحالي في تركيا إلى بلجيكا. واستدعت الخارجية البلجيكية سفير تركيا في بروكسل، الأربعاء الماضي، للاحتجاج على ما وصفته بتصريحات غير مقبولة صدرت عن المتحدث الرسمي باسم السفارة فيصل فيليظ، حسب ما أعلن رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال الذي أضاف أن ما حدث هو الخطوة الأولى، وبعدها سيتم تقييم الأمر لدراسة الخطوة التالية، ردا على ما جاء في تلك التصريحات.
وكان المتحدث التركي قد صرح في وقت سابق بأن السلطات الحكومية في مقاطعة فلاندرا البلجيكية (شمال وشرق البلاد) يجب عليها أن تجري تحقيقا، وتوقف تدفق الأموال إلى المنظمات ذات الصلة بحركة فتح الله غولن. ووصف المتحدث، في تصريحات صحافية، أنصار غولن بالإرهابيين، وقال إن لهم صلات جيدة بالسلطات الحكومية في المقاطعة البلجيكية، مضيفا: «من يساعد هؤلاء يساعد، وبشكل مباشر، الإرهاب».
وحول الموقف من الأحداث الأخيرة في تركيا، قال رئيس الحكومة إنه تلقى ما يفيد بمحاولة للاستيلاء على الحكم بالعنف، وقال ميشال: «أطلقت بروكسل دعوة إلى ضبط النفس، والتعامل بشكل متناسب في الرد على الانقلاب». وعلق ميشال قائلا إن ما يحدث في تركيا انحراف سلطوي غير مقبول على الإطلاق، مشيرا إلى أن السلطات اتخذت مبادرات لتفادي تصدير الوضع المتوتر في تركيا إلى بلجيكا.