قطبا مانشستر يتواجهان اليوم في أول صدام بين مورينهو وغوارديولا

تبدأ المنافسة بين قطبي مدينة مانشستر الإنجليزية مبكرًا هذا الموسم، ولكن من العاصمة الصينية بكين، حيث يلتقيان اليوم في أول مباراة ديربي ودية خارج بريطانيا.
ويحمل الصراع هذا الموسم نكهة إسبانية - برتغالية خاصة بين الفريقين، بوجود المديرين الجديدين الإسباني جوزيب غوارديولا في مانشستر سيتي، والبرتغالي جوزيه مورينهو في مانشستر يونايتد.
وسبق أن تواجه المدربان في إسبانيا عندما كان غوارديولا مدربا لبرشلونة، ومورينهو على رأس الجهاز الفني لغريمه التقليدي ريال مدريد في 2010.
ويستعد الفريقان للموسم الجديد في الصين، وبدايتهما لم تكن موفقة بخسارة مانشستر سيتي أمام الفريق السابق لغوارديولا بايرن ميونيخ الألماني بقيادة الإيطالي كارلو أنشيلوتي صفر - 1، وسقوط يونايتد الكبير أمام القطب الألماني الآخر بوروسيا دورتموند 1 - 4.
ورغم الخسارة الكبيرة أمام دورتموند خرج مورينهو غير مبالٍ من النتيجة، معتبرًا التجربة مفيدة للوقوف على مستوى اللاعبين، وخصوصا أنه لم يشرك الكثير من النجوم الذين يعتبرون ركيزة الفريق. وعن الانتقادات التي وجهت إليه بعد هذا اللقاء، وخصوصا من رموز يونايتد السابقين بول سمولز وريو فيرديناند وروي كين، رد مورينهو خلال تصريحاته لصحيفة «الصن» أمس، قائلاً: «ما أسهل من الكلام.. أنا أدعوهم للقيام بعملي ولو ليوم واحد، والوقوف وجهًا لوجه مع اللاعبين لأرى عبقريتهم!».
وعاد المدرب البرتغالي وأشار إلى أن مسؤولي يونايتد طالبوه عند التعاقد معه بالعمل على حصد لقب الدوري خلال 3 سنوات، لكنه أكد على أنه سيحصد اللقب في أول عام.
وعاد مورينهو إلى التدريب بعد راحة لأشهر إثر إقالته في منتصف الموسم الماضي تقريبا من تشيلسي الإنجليزي بسبب سوء النتائج، فيما تعاقد غوارديولا مع سيتي بعد ثلاثة مواسم مع بايرن.
ويلتقي قطبا مانشستر في الملعب الأولمبي في بكين الذي احتضن افتتاح الألعاب الأولمبية عام 2008، وسيشكل اللقاء اختبارًا مهمًا لاستعداداتهما ولاختيارات المديرين الجديدة بعد سلسلة من التعاقدات.
على الصعيد الشخصي، اعتبر غوارديولا أن «لا سبب لعدم مصافحة مورينهو»، مضيفًا: «أنه يريد الفوز، وأنا كذلك، هذا كل ما في الأمر، إنها مباراة ودية».
ويرى المدرب الإسباني أن مانشستر يونايتد سيستعيد مستواه مع مورينهو بعد فترة من انعدام الوزن منذ رحيل مدربه الأسطوري الاسكوتلندي أليكس فيرغسون عام 2013.
وقال غوارديولا في هذا الصدد: «أنا متأكد أن يونايتد سيكون أقوى من الأعوام الماضية، فمع مورينهو أنا واثق من أنه سيتعاقد مع لاعبين جدد وسيكون فريقًا قويًا».
ويسعى الفريقان إلى المنافسة بقوة هذا الموسم على اللقب في الدوري الإنجليزي الممتاز الذي ينطلق في 13 أغسطس (آب) المقبل.
وحقق ليستر سيتي مفاجأة مدوية في الموسم الماضي بإحرازه اللقب للمرة الأولى في تاريخه، في حين حل سيتي رابعًا ويونايتد خامسًا.
ويلتقي سيتي ويونايتد في المرحلة الأولى مع سندرلاند وبورنموث على التوالي.
وأوضح غوارديولا أنه يتطلع لإثبات ذاته في الدوري الإنجليزي الممتاز، وتقديم سيتي كرة قدم جميلة مثل التي اشتهرت بها الأندية التي قادها.
وقال غوارديولا: «أحتاج لبعض الوقت للتكيف مع الطبيعة القاسية للدوري الإنجليزي، لكنها اللحظة المناسبة للعمل هنا وإثبات ذاتي، أريد تقديم الكرة التي أريدها مع سيتي، لكن قبل ذلك علينا أن ننسجم مع بعضنا البعض بأسرع وقت ممكن».
وأوضح: «ما نريده بسيط للغاية.. عندما يملك المنافس الكرة علينا استعادتها وحينما تكون معنا يجب أن ننقلها بأسرع ما يمكن لصنع أكبر عدد من الفرص».
وتابع: «في مسيرتي الناس دائمًا تطلب الكثير من الفرق التي أقودها. لكن الحياة مع هذا الضغط شيء جيد. في إنجلترا من الصعب أن تجد فريقًا يفوز في خمس مباريات متتالية، وهذا هو التحدي».
وفي سعيه لتحقيق أهدافه تعاقد مانشستر سيتي مع المهاجم الإسباني الدولي نوليتو من سلتا فيغو لمدة 4 سنوات، ولاعب الوسط الألماني إيلكاي غوندوغان من بوروسيا دورتموند، ولاعب الوسط الأسترالي أرون موي.
في المقابل كانت أبرز تعاقدات مانشستر يونايتد منذ تسلم مورينهو الدفة ضم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش بعد انتهاء ارتباطه مع باريس سان جيرمان بطل فرنسا، والذي كان لعب تحت إشرافه في إنتر ميلان الإيطالي، والمهاجم الدولي الأرميني هنريك مخيتاريان، والمدافع العاجي إريك بايلي.
وتشير آخر التقارير الصحافية إلى أنه على وشك إجراء صفقة قياسية في عالم كرة القدم بضم لاعب وسط يوفنتوس الإيطالي ومنتخب فرنسا بول بوغبا، مقابل مبلغ خيالي قد يصل إلى 120 مليون يورو.
ولم ينف مورينهو اهتمام الشياطين الحمر للموسم المقبل باللاعب الفرنسي، وقال لإذاعة «بي بي سي»: «لن أدفعكم للاعتقاد بعدم رغبتنا في ضم اللاعبين. ننشد التعاقد مع أربعة لاعبين. ظفرنا بخدمات ثلاثة حتى الساعة، وما زلنا نفتش عن الرابع».
ورأت مصادر مطلعة أن عودة بوغبا، 23 عامًا، إلى أولد ترافورد، بعد 4 سنوات على مغادرته أسوار الفريق، ستكلف خزينة يونايتد 100 مليون إسترليني ما يقارب 119 مليون يورو، ليغدو بالتالي في حال نجاح الصفقة، أغلى لاعب في تاريخ الكرة المستديرة.
وكان هذا المبلغ الكبير قد أثار انتقادات كثير من رموز اللعبة في مانشستر، وخصوصا بول سكولز نجم يونايتد السابق، الذي أشار إلى أن بوغبا ليس في مستوى البرتغالي كريستيانو رونالدو أو الأرجنتيني ليونيل ميسي، ومن ثم فإنه لا يستحق أن يكون أغلى لاعب كرة قدم في العالم.
وكان سكولز زميلاً لبوغبا عندما كان الأخير في بداية مسيرته مع اللعبة في صفوف مانشستر يونايتد، وعنه قال: «رغم موهبة اللاعب الفرنسي الواضحة فإنه لا يزال أمامه مسيرة طويلة حتى يصبح واحدًا من أفضل لاعبي العالم، ويستحق لقب أغلى لاعب في العالم».
وأضاف: «كان شابًا موهوبًا جدًا، ولعبت أنا معه وأعرف مدى قدراته ونوعيته.. فقط لا أعتقد أنه يساوي 100 مليون إسترليني أو 86 مليونًا، لأن من يدفع مثل هذا المبلغ يريد لاعبًا يحرز 50 هدفًا في الموسم مثل رونالدو وميسي. وبوغبا لم يصل لهذا المستوى بعد».