الأردن: إحراق مقري جماعة الإخوان وحزب جبهة العمل الإسلامي على يد بلطجية

أضرم مجهولون مساء أول من أمس، النيران في مقري جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب جبهة العمل الإسلامي في المفرق (70 كيلومترًا شمال العاصمة عمان)، بعد قرار إغلاق المقرين في شهر أبريل (نيسان) الماضي.
وقال شهود عيان إن «عددًا من البلطجية الملثمين أشعلوا النيران في مقري جماعة الإخوان والعمل الإسلامي بالمفرق ولاذوا بالفرار». وأضافوا أن رجال الدفاع المدني وصلوا إلى المكان وقاموا بإطفاء الحريق واقتصرت الخسائر على بعض الممتلكات. من جهته، قال الناطق الإعلامي في جماعة الإخوان المسلمين، معاذ الخوالدة، إن «أيادي جبانة دنيئة ملطخة بالحقد، أقدمت على اقتحام مقر حزب جبهة العمل الإسلامي في المفرق الذي أغلق بالشمع الأحمر من قبل المحافظ (الحاكم الإداري) سابقًا، وأشعلت فيه النيران.. ولكن تم إطفاؤها مبكرًا قبل أن تمتد». وتساءل الخوالدة: «أي عقلية موبوءة هذه؟ وأين دولة القانون؟ وأين دور محافظ المفرق الذي أغلق فرع الحزب ومقر شعبة الإخوان المسلمين؟ أم أن الحقوق تنتزع، والدفاع عن النفس باليد، وليس من خلال الأجهزة الرسمية المعنية»؟ وتابع الخوالدة: «للعلم، حُرق المقر سابقًا، وقُيدت الشكوى ضد مجهول». واستنكر حزب جبهة العمل الإسلامي حرق مقر فرعه في المفرق يوم أمس، معتبرًا أن الحكومة الأردنية تتحمل المسؤولية الكاملة عن حماية المقر ومحتوياته، كونها من اقتحم وأغلق المقر، وصادرت مفاتيحه ومنعت استخدامه بما يخالف القانون الأردني، وهو ما زال في عهدتها. وطالب حزب جبهة العمل الإسلامي في تصريح صادر عن مسؤول الملف الوطني في الحزب خضر بني خالد، الحكومة بمعاقبة الجناة، معتبرًا أن هذه الأفعال إنما تصب في صالح المتربصين للأردن بالسوء والداعين إلى تخريب الجبهة الداخلية، مجددًا المطالبة بإعادة فتح مقره في المفرق الذي تم إغلاقه مع شعبة جماعة الإخوان المسلمين.
وأشار بني خالد إلى أن الحكومة قامت بإغلاق الفرع بالشمع الأحمر منذ أكثر من شهرين، مع أن الحزب مرخص ويعمل تحت الدستور والقانون، وهو فرع الحزب الأكبر في الأردن، ورغم مراجعة الحاكم الإداري والطلب الخطي له لإعادة فتح المقر. كما طالب بني خالد القضاء الأردني بالنظر بالشكوى المرفوعة إليه من خلال محكمة بداية المفرق على خلفية ما جرى من حرق لمقره عام 2011 والمدعمة بأسماء وصور بعض من عرف بالمشاركة في حرق المقر.
وأضاف بني خالد أن حزب جبهة العمل الإسلامي الذي كان وسيبقى في خندق الوطن يؤكد أنه كما كان على الدوام يتقرب إلى الله بخدمة الوطن والمواطن ولن تثنيه هذه الأفعال المتطرفة والسياسات الخرقاء عن ذلك. وكان مجهولون أضرموا النيران في عام 2011 بعد أن قامت الجماعة وقتها باستعراض عسكري وسط عمان.
وكتب نائب المراقب العام للجماعة زكي بني أرشيد على صفحته بموقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي: «إحراق مقر حزب جبهة العمل الإسلامي في المفرق، ودائمًا تقيد الواقعة ضد مجهول». وبحسب شريط فيديو بثته مواقع التواصل على الإنترنت، أتى الحريق على مدخل البناية التي تضم المقرين المغلقين منذ 14 أبريل الماضي. وتدخلت أجهزة الدفاع المدني لإخماد الحريق. وكانت السلطات الأردنية أغلقت في 13 أبريل الماضي مقر جماعة الإخوان الرئيسي في عمان، ثم أغلقت مقرها في جرش والمفرق والرمثا وإربد والكرك. وكانت العلاقة تأزمت بين الجماعة والسلطات بعد منح الحكومة الأردنية في مارس (آذار) 2015 ترخيصًا، لجمعية تحمل اسم الإخوان المسلمين وتضم أعضاء سابقين مفصولين من الجماعة الأم.
واتهمت الحركة الإسلامية حينها السلطات بمحاولة شق صف الجماعة التي تشكل مع ذراعها السياسية، حزب جبهة العمل الإسلامي، المعارضة الرئيسية في البلاد. وتعتبر السلطات أن الجماعة باتت غير قانونية لعدم حصولها على ترخيص جديد بموجب قانون الأحزاب والجمعيات الذي تم إقراره في عام 2014. لكن الجماعة تقول إنها سبق أن حصلت على الترخيص في عهدي الملك عبد الله الأول عام 1946 والملك حسين بن طلال عام 1953.
وشكلت الجماعة طوال عقود دعامة للنظام الأردني، لكن العلاقة مع السلطات شابها التوتر في العقد الأخير، خصوصًا بعد الاحتجاجات والثورات التي بدأت في العالم العربي عام 2011. وأعلن حزب جبهة العمل الإسلامي في 12 يونيو (حزيران) الحالي مشاركته في الانتخابات النيابية المقبلة والمقرر إجراؤها في 20 سبتمبر (أيلول)، بعد أن قاطعها عامي 2010 و2013.