«جايتكس 2013» ينطلق اليوم.. و«دبي» تعلن التحول إلى مدينة ذكية

تتطلع مدينة دبي الإماراتية للتحول لمدينة ذكية، عبر إدارة كل مرافق وخدمات المدينة، من خلال أنظمة إلكترونية ذكية ومترابطة، إضافة إلى توفير الإنترنت عالي السرعة لكل السكان في الأماكن العامة، وتوزيع أجهزة استشعار في كل مكان تقدم معلومات وخدمات حية، تستهدف الانتقال لنوعية حياة جديدة لجميع سكان وزوار الإمارة، وفق ما أعلنه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عن مشروع تحويل دبي إلى «مدينة ذكية».
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال إطلاق المشروع: «نستهدف من خلال المشروع الجديد تحسين الحياة، نريد تسخير التكنولوجيا لصنع واقع جديد في مدينة دبي وحياة مختلفة ونموذج جديد في التنمية»، مضيفا: «مشروع مدينة دبي الذكية سيرسخ طريقة جديدة في إدارة المدن، نتمنى تعميمها لاحقا عبر كل مرافق الدولة، حيث سيرتبط السكان مع المدينة بشكل دائم عبر شبكات عالية السرعة، وسترتبط الجهات مع بعضها لتوفير خدمات أفضل وأسرع وبتكلفة أقل، ونريد أن تصل خدماتنا لكل طفل وأم وشاب ورجل أعمال وسائح، لصنع نوعية حياة جديدة للجميع؛ فإدارة المدن اليوم تحتاج لأدوات جديدة، وفكر مختلف، وإبداعات من نوع جديد».
وتابع الشيخ محمد: «تتطور رؤيتنا مع الأيام، وتتغير قواعد التنمية لتتكيف مع واقع علمي ودولي جديد، ومن خلال تجربتنا الطويلة تعلمنا أنه لا يوجد نموذج دائم واحد في التنمية، بل إبداع دائم، وتطوير لا يتوقف».
ويأتي الإعلان عن تحول دبي لمدينة ذكية مع ترقب ما ستعلن عن كثير من المؤسسات والهيئات الحكومية من مبادرات ومشاريع تقنية، خلال أسبوع «جايتكس» 2013، الذي ينطلق اليوم ويستمر حتى 24 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
ويشارك في أسبوع «جايتكس» 2013 أكثر من 3500 شركة من 54 بلدا، إضافة إلى 139 ألف متخصص في قطاع التكنولوجيا من 144 دولة، و25 ألف تنفيذي في الشركات التقنية العالمية.
إلى ذلك، أكد الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ولي عهد دبي أن التوجيهات تقضي بالبدء فورا في تنفيذ المشروع الجديد، الذي يعتبر مرحلة متطورة تأتي استكمالا لمشروع «الحكومة الذكية»، الذي أطلقه الشيخ محمد بن راشد في وقت سابق، وقطعت فيه الجهات الحكومية شوطا كبيرا، موضحا أن السكان هم محور المشروع الحالي عبر توفير بنية تحتية متطورة لهم، وربطهم مع أنظمة إدارة المدينة عبر شبكات عالية السرعة في الأماكن العامة وألياف بصرية ستشكل العمود الفقري للمشروع الجديد، وستعمل على توفير معلومات حية ومتنوعة تتعلق بكثير من المجالات المرتبطة بحياتهم اليومية.
ويوفر المشروع الجديد معلومات حول حالة الطقس وحركة السير والنقل والطوارئ وخدمات ذكية في التعليم والصحة، بالإضافة لتوفير خدمات ترفيهية وسياحية بطريقة جديدة كالمطاعم الذكية وخدمات الطيران الذكية وأنظمة المرور الذكية، كما سيجري التركيز أيضا على إدارة الخدمات الاقتصادية المقدمة للمستثمرين ورجال الأعمال بطريقة ذكية ومترابطة، كخدمات البورصة الذكية والموانئ والجمارك الذكية وغيرها.
وفقا لبيان صدر أمس، فإن أجهزة الاستشعار الذكية الموزعة على جميع أرجاء المدينة ستلعب دورا رئيسا في توفير كل هذه المعلومات والخدمات بطريقة غير محسوسة وبدقة عالية، وستربط كل السكان بطريقة شخصية بمدينتهم.
وشدد ولي عهد دبي على أن كل مبادرات ومشاريع الشيخ محمد بن راشد المتعلقة بالتكنولوجيا والإنترنت التي أطلقها خلال السنوات الأخيرة كانت تشير إلى أن «دبي» تسير باتجاه مدينة مختلفة، وخدمات مختلفة، وحياة جديدة في الإمارة لكل الزوار والمقيمين.
وأوضح أن مدينة دبي ستكون أكبر مختبر عالمي مفتوح لكل التطبيقات التفاعلية والحكومية، وقال: «أدعو الجميع لأن يكونوا جزءا من هذه الرحلة، وكذلك أدعو كل الخبراء والمتخصصين المشاركين معنا في معرض (جيتكس) لهذا العام أن ينضموا إلينا ويساهموا معنا لصنع نموذج جديد للحياة، ونموذج جديد في إدارة المدن وفق الرؤية المتجددة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم».
وتستخدم المدينة الذكية بيانات إلكترونية متكاملة، وتتصل ببعضها عن طريق منظومات معلوماتية وشبكات متزامنة للعمل على تنظيم أمور المدينة بالاعتماد على الحواسيب والبرامج الخاصة، وتعتمد على الإنترنت وتكنولوجيا «الحوسبة السحابية» لتنفيذ بنية تحتية وخدمات، تشمل إدارة المدينة والتعليم والرعاية الصحية والأمن العام والنقل والمرافق، بشكل أكثر كفاءة وأكثر اعتمادا على التكنولوجيا، كما تعتمد على أجهزة وأدوات الاستشعار موزعة على جميع المواقع الحيوية والرئيسة في الإمارة.
وتهدف المدن الذكية بشكل أساسي إلى توطيد علاقات التعاون بين المدينة ومواطنيها والمقيمين فيها، عبر تعزيز ترابط مرافق وأركان المدينة بعضها ببعض، باستخدام أكبر عدد ممكن من التطبيقات الذكية، والتركيز على خدمة المواطنين والمقيمين في حياتهم اليومية، من خلال المعلومات العملية حول الطقس وحركة السير وخدمات النقل، وصولا إلى خدمات الطوارئ، بحيث يمكن مراقبة حركة الطرق لتخفيف الازدحام، وتأمين معلومات أفضل حول الواقع المعيشي.
وتمثل الاتصالات بجميع فروعها محورا أساسيا لبناء المجتمعات الذكية المتكاملة، من ضمنها الاتصالات بين الأفراد والناس ومجتمعات الأعمال، بحيث تتمحور جميعها حول الإنسان.
وتعتبر الشبكات السلكية البصرية واللاسلكية عريضة النطاق وعالية السرعة، مثل تكنولوجيا الشبكات اللاسلكي (الواي فاي) وتكنولوجيا الاتصالات قريبة المجال، أهم دعائم منظومات الاتصالات الحديثة التي تؤسس لبناء المدن الذكية حول العالم.
وستساهم تكنولوجيا الشبكات اللاسلكية (الواي فاي) وتكنولوجيا الاتصالات قريبة المجال على سبيل المثال في معرفة العروض الخاصة المتوافرة في المتاجر في تلك اللحظة، من خلال توجيه حامل الهاتف الذكي إلى المتجر المعين. كذلك ستوفر معلومات حول المواقع الرئيسة في الإمارة مثل برج خليفة لتعريف السائحين الذين يحملون هواتف ذكية بالمعالم الرئيسة وهويتها وتاريخ البناء وعدد الطوابق وغيرها، فضلا عن الوجهات الترفيهية والخدمات الأخرى المتصلة.