بلجيكا: سجن مُفجر مطار بروكسل 5 سنوات رغم انتحاره

من المقرر أن تنطلق اليوم (الاثنين) أولى جلسات المحاكمة، في ملف خلية فرفييه الإرهابية، نسبة إلى مدينة فرفييه شرق البلاد، التي أحبطت السلطات فيها عملية إرهابية في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي. وتعتبر تلك هي المحاكمة الأولى لمجموعة تواجه اتهامات بالإرهاب، في أعقاب وقوع تفجيرات إرهابية في بلجيكا خلال مارس (آذار) الماضي، وتستمر جلسات الاستماع في المحاكمة لمدة ثلاثة أسابيع، وتضم لائحة المتهمين 16 شخصًا ولكن سيمثل للمحاكمة بشكل فعلي سبعة أشخاص، بينما تسعة آخرون في مناطق القتال في سوريا وهم بلجيكيان وخمسة من الفرنسيين وهولندي ومغربي. وثلاثة أشخاص من القائمة وهم صهيب 26 سنة ومروان (27 سنة) وإرشاد محمود (27 سنة) يواجهون اتهامات تتعلق بالتحضير لتنفيذ هجمات إرهابية في بلجيكا، وأحدهم وهو مروان سيحاكم في قضية أخرى تتعلق بمحاولة قتل رجال الشرطة أثناء تبادل لإطلاق الرصاص.
ويعتبر المحققون أن الأشخاص الثلاثة ومعهم شخص آخر جزائري يدعى عمر 33 سنه سبق اعتقاله في اليونان وتسلمته بلجيكا، هم قيادات الخلية، والباقي هم عناصر في الخلية وهم عبد المنعم (22 عاما) وإسماعيل (34 عاما) وكريم (29 عاما) وهم رهن الاعتقال في بلجيكا ويحملون الجنسية البلجيكية، والباقي يوجدون حاليا في مناطق الصراع سيحاكمون غيابيا.
وكانت السلطات البلجيكية قد أعلنت في يناير من العام الماضي أنها أحبطت مخططا إرهابيا، كان ينوي تنفيذه عناصر عادت مؤخرا من سوريا ويستهدف رجال ومراكز الشرطة في مدينة فرفييه، وجاء ذلك عقب تبادل لإطلاق النار وإلقاء متفجرات بين الشرطة وثلاثة أشخاص في أحد المنازل بالقرب من محطة قطار فرفييه. من جهة أخرى وفي نفس الإطار، فقد جرى الإعلان أمس الأحد في بروكسل عن أن نجيم العشراوي أحد الانتحاريين في تفجيرات مطار بروكسل في مارس الماضي، تأثر بالفكر المتشدد قبل سنوات عندما كان يبلغ من العمر 17 عاما وقد يكون قد حدث ذلك أثناء الفترة التي عمل بها في مطار بروكسل ويتعارض ذلك مع ما سبق أن أعلن عنه وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون من أن العشراوي قد تأثر بالفكر المتشدد قبل بضعة أشهر من تنفيذ الهجمات، وحسب ما جاء في نص قرار صدر عن محكمة بروكسل قبل أيام قليلة، ونقلته أمس وسائل إعلام بلجيكية، للحكم في ملف يتعلق بتجنيد وتسفير الشباب للقتال في سوريا، ويعرف باسم ملف خلية خالد زرقاني، كان العشراوي أحد الأشخاص الذين تأثروا بزرقاني وعلى الرغم من مقتل نجيم في تفجيرات بروكسل فإن المحكمة عاقبته بالسجن خمس سنوات وقالت إنها لم تتحصل على أي أوراق رسمية تفيد وفاة العشراوي، الذي تأثر بالفكر المتشدد منذ عام 2008 واعترف والده أن ابنه بدأت تظهر عليه علامات الفكر المتشدد في ذلك الوقت، وظهر ذلك واضحا في تغيير ملابسه والتوقف عن بعض الأنشطة التي اعتاد عليها ومنها الأنشطة الرياضية.
وفي أواخر أبريل (نيسان) الماضي قال وزير الداخلية ردًا على سؤال بشأن نجيم العشراوي أحد انتحاريي مطار بروكسل، الذي عمل لمدة خمس سنوات بالمطار، إن عملية تطرف شخص ما يمكن أن تكون قصيرة بشكل خاص. وأشار جامبون إلى أنه علم «في الأيام الأخيرة» أن العشراوي كان يعمل بمطار زافنتيم. وفي الوقت الذي تم تعيينه فيه، أصبح يتمتع بتصريح. ولكن «ذلك لا يعني أنه كان هناك خطأ» حسب ما يقول جان جامبون.
وأضاف: «لقد استطاع أن يكون متطرفا في الوقت الذي كان يعمل فيه في المطار، أو في وقت لاحق». ودعا وزير الداخلية إلى عدم القفز إلى استنتاجات متسرعة. وأشار أيضًا إلى أن تعزيز عملية الفحص للوصول إلى الوظائف الحساسة، وخصوصًا بالنسبة للعمال الذين يعملون في مواقع المطارات، يندرج من بين التدابير 18 المتخذة من قبل الحكومة الاتحادية لمكافحة الإرهاب.
وبالمقابل، أكد الوزير أنه لم يكن على علم بالوجود المحتمل لمكان الصلاة السري داخل المطار، مضيفًا أنه سيتم التحقيق في هذا الشأن. وجاء ذلك بعد أن قالت القناة التلفزيونية الفلامانية (VTM) إن نجيم العشراوي، كان قد عمل لخمس سنوات بهذا المطار.
وكان يعمل بموجب عقد عمل مؤقت لصالح شركة نشطة بالموقع. وبالتالي فالرجل كان مطلعًا بشكل جيد على الأمن بمطار بروكسل الوطني، حسب قول قناة (VTM). وللعمل بالمطار، يجب أن يحمل الشخص شارة خاصة. وتشير القناة إلى أن شرطة المطار عثرت أيضًا وقبل وقوع الهجمات بقليل على مكان سري للصلاة. وكان مجهزًا في محل لإدارة الأمتعة، بالطابق الأرضي للمبنى. وكان يجتمع فيه أعضاء متطرفون من الموظفين، وليس فقط الحمالون. وبطلب من الشرطة تم إفراغ المكان وإغلاقه. يذكر أن إبراهيم البكراوي (29 عاما)، ونجم العشراوي (24 عاما)، فجرا نفسيهما في مطار بروكسل، بينما تراجع معاونهما محمد عبريني (31 عاما)، عن تنفيذ العملية المنوطة به. واعتقل عبريني في 8 أبريل الماضي.
بينما فجر خالد البكراوي نفسه في محطة المترو مالبيك والقريبة من مقار مؤسسات الاتحاد الأوروبي. وكانت هجمات بروكسل التي استهدفت في 22 مارس الماضي مطار بروكسل الدولي ومحطة لمترو الأنفاق، قد أسفرت عن سقوط 32 قتيلا وأكثر من 300 جريح. يأتي ذلك فيما أكد عدد من الرهائن الفرنسيين السابقين في سوريا في 2013 و2014 أن نجيم العشراوي، أحد اللمتشددين اللذين فجرا نفسيهما في مطار بروكسل، كان بين سجانيهم إبان اختطافهم، على ما أفادت مصادر قريبة من التحقيق الجمعة. وأفادت إحدى المصادر أن الصحافيين الفرنسيين الأربعة ديدييه فرنسوا وبيار توريس وإدوار الياس ونيكولا اينان أكدوا أن أحد سجانيهم كان يدعى أبو إدريس.
وأعلنت المحامية ماري لور اينغوف أن موكلها «نيكولا إينان تعرف رسميا» على أبو إدريس بأنه نجيم العشراوي، بعد معلومات كشفتها صحيفتا «جورنال دو ديمانش» و«لو باريزيان».