عيد: هيئة الرياضة ستمنح فرصة تاريخية لخوض التجربة الاستثمارية

أشاد أحمد عيد، رئيس اتحاد الكرة السعودي، بالتحولات الإدارية المتمثلة في حزمة من الأوامر الملكية، كان للرياضة نصيب منها في تعديل منهجها الإداري من الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى هيئة الرياضة تخصصًا ومنهجًا، مشيرًا إلى أنها تعطي دافعًا قويًا لأن يكون للرياضة منهج، ممثلًا في الهيئة التي سيتركز عملها رياضيًا بشكل بحت.
وقال عيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «مع تعديل المسمى سيكون هناك مساحة كبيرة لكل الاتحادات، بما فيها اتحاد كرة القدم لتطوير مداخيلها، وتطوير استثماراتها، إذ لسنا بمنأى عن هذا التطوير خصوصًا مع وجود الدعم السخي من الرئاسة سابقًا، وصولا إلى التطوير الذي شهدته في وقتنا الحاضر، والذي سيعطي فرصة كاملة للاتحادات وتحديدًا اتحاد كرة القدم للاستثمارات الذاتية، وتوقيع شراكات استثمارية مع مستثمرين موجودين في السوق الاستثمار السعودي».
وأشار عيد إلى أن «رؤية حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز 2030» هي واحدة من الرؤى التي يعولون عليها كثيرًا، سواء من الناحية التنظيمية، أو من الناحية المالية، وأيضا من الناحية الاهتمام بالرياضات.
وأضاف: رياضة كرة القدم تحظى بعناية كبرى في هذه الرؤية، من خلال ما تحدث به الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد في لقائه الأخير، وهو بلا شك سينعكس إيجابًا على تطوير هذا المرفق.
وكشف عن عزمهم على مواكبة التطوير المقبل، من خلال شراكاتهم القائمة عبر منهج وفكر رياضي، يتشاركون من خلاله مع الهيئة الرياضية التي تعد المظلة الرياضية مع اللجنة الأولمبية وغيرها من المؤسسات المهمة، مقدمًا التهنئة لجميع الرياضيين على هذا التحول المهم وعلى هذا النهج الفكري المقبل، وأضاف: «علينا أن ندعم هذا الفكر تحت مظلة رئيس الهيئة الأمير عبد الله بن مساعد، الذي قدم وما زال يقدم الشيء الكثير للرياضة السعودية».
ونوه بأن المجال الرياضي بات مع الهيئة العامة للرياضة جاذبًا للاستثمارات، كونها ستشكل مأمنا للمستثمرين لخوض التجربة الاستثمارية في الوسط الرياضي، مستشهدًا بشراكات عدة ناجحة وقائمة، مشيرًا إلى أن تحول المسمى يعد إيجابيًا، إلا أنه يتطلب تضافر جميع الجهود مع هذا التحول، وإعطائه الفرصة الكاملة في منهج التطوير، وخصوصًا في مجال الدعم المادي والفكري، مطالبًا الرياضيين بعدم استعجال النتائج، كون الأمر يتطلب الوقت والكوادر التي تتطلب المساهمة بها، وإعطاء الوقت الكافي، إلى جانب منهجية إعلامية فكرية مقبلة تسعى إلى مواكبة التطوير.
من جهة أخرى، قال الدكتور ماجد قاروب، عضو اللجنة القانونية في الاتحاد الدولي لكرة القدم ومستشار الجمعية الدولية للقانون الرياضي لشؤون الدولية، إن تعديل المسمى بالتأكيد سيصاحبه تعديل في المهمة، وهو ما سيتفق وسيتواءم مع «الرؤية السعودية 2030» تجاه الرياضة، وبما يتفق معها من خلال التوجيه بتشكيل مجلس إدارة للهيئة برئاسة الأمير عبد الله بن مساعد.
وأشار إلى أن الرياضيين سيكونون أمام إدارة للهيئة الرياضية ذات ملامح وأهداف واضحة تم إعلانها، وسيتم دعمها بناء على ما ستقوم به من برامج تنفيذية لتحقيق الأهداف المعلنة، مشيرًا إلى أن تعديل المسمى سيمكن الجهاز من التواصل مع الأجهزة ذات العلاقة.
وبين عضو اللجنة القانونية في الاتحاد الدولي أن تشكيل مجلس إدارة للهيئة سينقل القرارات من الإطار الفردي إلى الجماعي، حيث سيطمئن إليه الجميع، الأمر الذي سيمثل قوة وأهمية أكبر.
واستشهد بتصريحات للأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والذي أوضح أنه بصرف النظر عن رئاسته لبعض المؤسسات والأجهزة الحكومية إلا أن القرارات ستكون من خلال مجالس الإدارات، وليس في شخصه كرئيس لترسيخ مبدأ الشورى، وتبادل الرأي، والخبرات، لاتخاذ القرارات التي يتحملها أعضاء المجالس بعيدًا عن الاستئثار بالرأي والفكر والقرار.
في المقابل، أكد عدنان المعيبد، رئيس اللجنة المالية والتسويق في اتحاد الكرة، أن تحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى هيئة سيفتح آفاقًا واسعة أمام الأمير عبد الله بن مساعد رئيس الهيئة ومجلس إدارتها لسن القوانين واللوائح والتشريعات المالية التي تتناسب مع دورها، وكذلك من الناحية الإدارية، كونها في معزل عن وزارة الخدمة المدنية، حيث لن تخضع لها بشكل كامل.
وقال المعيبد لـ«الشرق الأوسط»: «الهيئة جهة حكومية ذات شخصية اعتبارية، تتمتع بمرونة مالية وإدارية في اتخاذ قراراتها، بمعنى أن هذه الهيئة تستطيع أن تسن القوانين واللوائح والتشريعات المالية التي تتناسب مع دورها، وتستطيع أن تسن اللوائح والأنظمة الإدارية، وتستقطب المتخصصين والخبراء وتوظفهم، كونها في معزل عن وزارة الخدمة المدنية باعتبارها لا تخضع للوزارة بشكل شامل، وإنما لدى الهيئة مجلس إدارة دوره في سن الأهداف الاستراتيجية التي يضعها لتطوير الرياضة بشكل عام، وتوفير موارد مالية جديدة واستقطاب الكفاءات».
وأضاف: «مجلس الإدارة الذي سيشكل هو فوق الهيئة، وهو المعني بوضع الأهداف، وسن كل التشريعات واللوائح لتطوير الرياضة بشكل أفضل، والفرق شاسع بين الرئاسة والهيئة، باعتبار أن الأولى هي جهة حكومية تتبع ماليًا لوزارة المالية وإداريًا لوزارة الخدمة المدنية، الأمر الذي لا تستطيع تجاوز الاعتمادات المخصصة لك، وكذلك لا تستطيع استخدام مواردك المالية إلا من خلال بنود الصرف الموجودة».
وتابع: «الرياضة بشكل عام تتغير وليس على الصعيد الاستثماري فحسب، وسيكون هناك مرونة أكبر أمام الهيئة لاستخدام مواردها المالية واستثمار إيراداتها في أمور كثيرة، ولديها القدرة على الاستثمار، وتأجير المنشآت، واستثمارها، وسن القوانين والأنظمة، والتعاقد مع خبراء بمبالغ مالية جيدة لتنفيذ الخطط، وستتمكن من استخدام مواردها لتطبيق أهدافها، خلاف السابق بالالتزام بالأبواب المحددة بالميزانية التي لا تستطيع أن تتجاوزها، أو تستخدم مواردك من خلالها بخلاف بنود الصرف المحددة».
وبين المعيبد أن الهيئة ستكون جهة إشرافية تضع الخطط والقوانين والأنظمة والأهداف، وتشرف على عمل النشاط الرياضي بشكل عام، وتقوم أي مشكلات فيه، وتجلب خبرات أجنبية، وتشرك القطاع الخاص في النشاط الرياضي، وتستثمر مواردها وبنيتها التحتية، الأمر الذي سيضخ موارد مالية عالية في خزانة الهيئة، والتي بدورها تستطيع الاستفادة منها، حيث ستكون هناك مرونة كبيرة أمامها للصرف لتحقيق الأهداف التي وضعتها.
وكان الوسط الرياضي في السعودية استقبل قرار تحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى هيئة عامة للرياضة بترحيب بالغ، وقال الإعلامي الرياضي محمد البكيري، رئيس تحرير جريدة النادي السعودية، إن تحول الرئاسة إلى هيئة هو تحول الرؤية من وجهة نظر إلى وجهة وطن، عادًا إياها «خطوة نحو الخصخصة المنتظرة، وتوديع الأندية لدورها الثقافي والاجتماعي إلى جهات ذات العلاقة بها». في الوقت الذي قال الإعلامي فواز الشريف إن وجود الأمير عبد الله بن مساعد على رأس الهرم الرياضي مع مرحلة تحول الرئاسة إلى الهيئة العامة للرياضة هو «توافق تام لأفكار خلاقة ومبدعة». كما قال الإعلامي عوض القحطاني إن التحول سيدعم الهيئة في مشاريع الاستثمار الاقتصادي، ومشاريع الرعاية من الإعلام والدعاية والقنوات.
يذكر أن الأمير عبد الله بن مساعد، رئيس الهيئة العامة للرياضة، أكد في وقت سابق أن القرار يجسد ما يحظى به قطاع الرياضة من عناية واهتمام من قيادة الوطن، وأشار إلى أن تحويل المسمى هو بمثابة مرحلة جديدة تبشر بمستقبل رياضي أفضل، وجهاز رياضي قوي، وبناء مجتمع ممارس للرياضة بالدرجة الأولى، وصناعة رياضية تنافسية، عادًا القرار بالخطوة المتسقة مع ما حملته «رؤية السعودية 2030»، وما تضمنته من مبادرات لنشر الرياضة، وتعزيز قدرات أبناء الوطن في المحافل الدولية.
وأشار رئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية إلى أن ضوابط المسمى الجديد ستهتم ببناء منشآت عصرية وحديثة ذات عمل مركز. مقدمًا شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على الأمر بتعديل مسمى الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى الهيئة العامة للرياضة، وثقته بتعيينه رئيسًا لها.