أستراليا تتهم المدافعين عن اللاجئين بتشجيعهم على أذية أنفسهم

ألقت استراليا باللوم على المدافعين عن اللاجئين اليوم (الثلاثاء)، لتشجيعهم طالبي اللجوء المحتجزين في مخيمات نائية للقيام بأفعال تؤذي النفس، حسب قولها، بعدما أضرمت امرأة النار في نفسها، بينما جدّدت الامم المتحدة انتقادها لسياسة الهجرة في أستراليا.
وقال مسؤولون استراليون إنّ امرأة صومالية عمرها 21 سنة، في حالة حرجة، بعد أن أضرمت النار في نفسها بمعسكر احتجاز استرالي في جزيرة ناورو الصغيرة بجنوب المحيط الهادي يوم أمس، في ثاني حادث من نوعه خلال أسبوع.
وأضرم أيضا رجل ايراني عمره 23 سنة، النار في نفسه الاسبوع الماضي احتجاجا على المعاملة في ناورو وتوفي في وقت لاحق. وقال مسؤولون إنّ المرأة الصومالية نقلت إلى استراليا لتلقي العلاج.
وبموجب سياسة الهجرة المتشددة في استراليا يُرسل طالبو اللجوء الذين يتم اعتراضهم أثناء محاولة الوصول إلى استراليا لمخيمات في ناورو التي تضم نحو 500 شخص وفي جزيرة مانوس في بابوا غينيا الجديدة. ويُبلّغون بعدم امكانية توطينهم في استراليا.
وكانت حكومة بابوا غينيا الجديدة قد أمرت بإغلاق مخيم جزيرة مانوس الذي يضم نحو 850 شخصًا الاسبوع الماضي بعد أن قضت المحكمة العليا بأن المنشأة غير قانونية.
وأثارت الظروف القاسية وتقارير عن اساءة معاملة الاطفال في المخيمات انتقادات واسعة داخل استراليا وخارجها وأصبحت مشكلة كبيرة لرئيس الوزراء الاسترالي مالكوم تيرنبول، خلال حملته لانتخابات يوليو (تموز).
ومع ذلك تعهدت استراليا بعدم تغيير السياسة التي تنتهجها الحكومات المتعاقبة.
واعترف وزير الهجرة بيتر دوتون اليوم، بأن هناك زيادة في حالات ايذاء النفس في المخيمات؛ لكنه اتهم المدافعين عن اللاجئين باعطاء طالبي اللجوء أملا كاذبا بتوطينهم في استراليا ذات يوم. قائلًا إنّ بعض المدافعين عن طالبي اللجوء "شجعوا بعض الاشخاص على التصرف بطريقة معينة". وأضاف خلال مؤتمر صحافي في كانبيرا "التصرفات الاخيرة ليست احتجاجا على ظروف المعيشة. فهي ليست احتجاجات على الرعاية الصحية أو احتجاجات على نقص الدعم المالي".
لكن مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين قالت إنّ مثل هذه الحوادث في المخيمات التي تضم طالبي اللجوء الفارين من العنف في الشرق الاوسط وأفغانستان وجنوب آسيا نتيجة سياسة الاحتجاز المتشددة التي تنتهجها استراليا في البحر. فيما أفاد مكتب مفوض الامم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين في استراليا في بيان "مر هؤلاء الناس بالفعل بمحنة كبيرة وفر كثيرون منهم من الحرب والاضطهاد وعانى بعضهم من الصدمة". مضيفًا "يتفق خبراء الصحة على أنّ ظروف الاحتجاز والفحص تلحق ضررًا بالغًا بالصحة الجسدية والعقلية".