حملات دهم واعتقالات وضبط معامل لصناعة المتفجرات بالمكلا

نفذت القوات الأمنية والمقاومة الجنوبية بمدينة المكلا والشحر ومدن ساحل حضرموت أمس الأربعاء حملات دهم واعتقالات لأوكار الجماعات الإرهابية ومنازل المشتبه بانتمائهم لـ«جماعة أنصار الشريعة»، جناح تنظيم القاعدة في اليمن، بعدد من الأحياء السكنية بمدن محافظة حضرموت كبرى مدن الجنوب اليمني.
وأوضح مصدر أمني بمدينة المكلا، عاصمة حضرموت، لـ«الشرق الأوسط» أن قوة أمنية داهمت أول من أمس عدد من منازل المنتمين للتنظيم الإرهابي بالمدينة وضبطت معمل لصناعة العبوات الناسفة والمتفجرات وكميات كبيرة من الأسلحة المتنوعة.
وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته إن دوريات أمنية تواصل تمشيطها لمدينة المكلا والشحر ومدن ساحل حضرموت وتعقب الجيوب الإرهابية الفارة وكذلك الخلايا النائمة التي تحاول أن تنشط من جديد.
ووسعت قوات الأمن والجيش والمقاومة الجنوبية انتشارها في مداخل المدن ومخارجها وأمام المرافق الحيوية الهامة، وتواصل استحداث نقاط أمنية جديدة لحفظ الأمن والاستقرار وتشديد الخناق على عناصر «القاعدة» التي منيت بهزائم كبيرة ومتتالية في الجنوب ابتداء من عدن ولحج وأبين وانتهاء بالمكلا ومدن ساحل حضرموت. ومن المزمع لها أن تستكمل الحملة الأمنية في شبوة وأبين، وتطهر كل شبر في الجنوب من الإرهابيين، بحسب تصريحات مسؤولين محليين.
وكشفت مصادر عسكرية في قيادة حملة تطهير حضرموت من الإرهابيين لـ«الشرق الأوسط» أن الحملة العسكرية ضد تنظيم القاعدة تمت من خلال قوتين عسكريتين، مهمة الأولى اقتحام المحافظة وتطهيرها من الجماعات الإرهابية، ومهمة الثانية السيطرة على المناطق المحررة وتأمينها وحمايتها ونشر قواتها أمام المرافق الحيوية الهامة، مستفيدة بذلك من الأخطاء السابقة التي تمت في تحرير المحافظات الجنوبية من الميليشيات وما لحقها من اختلالات أمنية بعد التحرير، حد قولها.
المصادر العسكرية قالت إن الجماعات الإرهابية تلقت خسائر كبيرة وبالغة وإن قتلاها يفوقون 800 وإن الحملة العسكرية حققت أهدافها بالسيطرة على المكلا والشحر ومدن ساحل حضرموت خلال أقل من 48 ساعة، مشيرة بأن القوات العسكرية خسرت من قواتها منذ بدأ الحملة وحتى اليوم 29 «شهيدا» وأكثر من 30 جريحا بينهم خمسة إصاباتهم خطيرة، وأن تلك الخسائر كانت نتيجة الحماس الزائد والتدافع من قبل القوات العسكرية والمقاومة الجنوبية وجميعهم من الشباب حديثي التدريب.
واعتبر الناشط في الحراك الجنوبي سالم ثابت العولقي أن سيطرة وحدات الجيش والأمن الجنوبية «حديثة البناء» على عدن والحوطة وزنجبار والمكلا وساحل حضرموت وتطهيرها من العناصر المتطرفة مؤشر على نجاح القيادات الجنوبية في إدارة ملف الإرهاب في «جنوب اليمن»، والذي تم خلال وقت قياسي وبدعم محدود عند مقارنته بالدعم الدولي والإقليمي الذي حظي به صالح ومحسن لمكافحة الإرهاب طيلة السنوات الماضية.
العولقي أوضح في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن كل الوقائع والدلائل تؤكد اليوم أن «الإرهاب» ظل لسنوات بمثابة «ورقة سياسية» تستخدمها قوى النفوذ في صنعاء لتصوير الجنوب على أنه «بؤرة للإرهاب»، بشكل يضر بقضية الجنوب وأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومن جهة أخرى للحصول على الدعم المادي والعسكري لنظام صنعاء نفسه.
وأشار الناشط في الحراك الجنوبي سالم ثابت العولقي إلى أن انتصار الجنوب على الميليشيات الانقلابية أولا وعلى الجماعات المتطرفة ثانيا مؤشر غير عادي سيؤثر في تعاطي جوارنا الإقليمي مع قضية الجنوب، ولذلك لا بد أن نسعى لحماية هذه المكتسبات التاريخية، ثم توظيفها لمستقبل الجنوب، على حد تعبيره ذلك. من جهة ثانية هنا اللواء عيدروس الزبيدي محافظ العاصمة عدن الرئيس عبد ربه منصور هادي ومحافظ حضرموت اللواء أحمد سعيد بن بريك وقائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء فرج سالمين البحسني بالنصر العظيم الذي تحقق في تطهير المكلا ومدن الساحل من الجماعات الإرهابية الدخيلة على المجتمع الحضرمي والجنوبي حد قوله. وبارك اللواء الزبيدي لقيادة وأبناء محافظة حضرموت والجنوب كافة استعادة المحافظة من أيادي الإرهابيين الممولين من الرئيس اليمني المخلوع صالح وجماعة الحوثيين، لافتًا أن تطهير محافظة حضرموت من الجماعات الإرهابية يعد نصر كبير ليس لأبناء حضرموت فقط بل انتصار شامل للجنوب والمنطقة والإقليم كون محافظة حضرموت تعد منطقة استراتيجية هامة. وثمن اللواء عيدروس الزبيدي جهود قيادة حضرموت ممثلة بالمحافظ اللواء أحمد سعيد بن بريك وقائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء فرج سالمين البحسني في قيادة المعركة العسكرية ضد الإرهابيين بنجاح بالغ حتى تم تطهير المحافظة من شر عصابات القتل والإجرام، مؤكدًا لهم أن انتصار قيادة حضرموت على جماعات القتل والإرهاب الحوثية العفاشية هو انتصار للجنوب وللسلام العالمي ولإرادة المنطقة العربية كاملة.