هواية التلاعب بالمراكز.. أزمة لاعبي يونايتد مع فان غال

الفريق يكسب مرة ويخسر مرتين ويتقدم خطوة ثم يتراجع خطوتين، وعندما يظن المتابعون أن الهولندي لويس فان غال مدرب مانشستر يونايتد وصل إلى التوليفة الصحيحة وسينطلق الفريق للأمام، يعود المدير الفني لعادته في تجريب لاعبيه في مراكز مختلفة وبشكل غريب. وكانت آخر الأمثلة دفعه بالجناح الأيسر آشلي يونغ في مركز رأس الحربة بعد أن سبق واستعان به كمدافع أيمن.
لقد جاء مشهد تقدم آشلي يونغ إلى مركز رأس الحربة في النصف الثاني من لقاء مانشستر يونايتد وتوتنهام هوتسبر الذي انتهى بفوز الأخير بثلاثة أهداف من دون مقابل، باعتباره أحدث الأمثلة على التحركات التكتيكية الجديدة التي يعشقها فان غال، رغم أنها لم تفلح أبدًا.
الملاحظ أن من بين السمات المميزة لفترة عمله مع مانشستر يونايتد، ميله إلى تبديل المراكز بين اللاعبين. ومنذ صيف 2014، طالب فان غال اللاعبين بتوقع التنقل عبر مراكز مختلفة بخط الدفاع ووسط الملعب وعلى الجناحين وخط الهجوم - مثلما تكشف تجربة يونغ ذاته.
من جانبه، قال الأرجنتيني أنخيل دي ماريا، الذي رحل عن النادي إلى باريس سان جيرمان، عن تجربته في مانشستر يونايتد: «خلال إحدى المباريات، بدأت في أحد المراكز، ثم انتقلت في المباراة التالية لآخر. وأحرزت أهدافا خلال مشاركتي بمركز معين، ثم وجدتني فجأة انتقل في المباراة التالية إلى مركز آخر مختلف».
ورغم أن الخدع الكروية غير المألوفة تنم عن خيال واسع وقدرة على التفكير خارج دائرة المألوف والمتوقع، فإنها يجب أن تأتي بنتائج ناجحة وإلا ستعرض صاحبها لانتقادات لا حصر لها - الأمر الذي تعرض له فان غال بالفعل كثيرًا. ويعد يونغ أحد لاعبي مانشستر يونايتد الذين أصبحت لهم فكرة المراكز الثابتة أمرًا غير مألوف، لكنه ليس وحده ونستعرض هنا أهم اللاعبين الذين تنقلوا بين المراكز.

دالي بليند
المراكز التي لعب بها تحت قيادة فان غال: ظهير أيسر، وظهير أوسط، ولاعب خط وسط.
عندما يفوز مانشستر يونايتد، تنهال الإشادة على بليند باعتباره قادرًا على التعاون بسلاسة مع كريس سمولينغ في قلب خط الدفاع. أما عندما يتعرض للهزيمة، تنصب اللعنات على اللاعب ذاته باعتباره فاشلاً في دور «المساك».
هل نجح الأمر؟ مثلما كان الأمر مع أنطونيو فالنسيا وخوان ماتا، قدم بليند أداء ليس بالسيئ، لكن مثلما الحال مع زميليه السابقين، فإنه بالتأكيد قادر على تقديم أداء أفضل في قلب الدفاع.

ممفيس ديباي
المراكز التي لعب بها تحت قيادة فان غال: رأس حربة رقم 10، ولاعب جناح.
جاء ديباي إلى مانشستر يونايتد في الصيف حاملاً لقب هداف الدوري الهولندي الممتاز، حيث كان يشارك في صفوف أيندهوفن. وظل يرتدي القميص رقم 10 لفترة طويلة - قبل انطلاق الموسم وفي بدايته - لكن لم يظهر به منذ ذلك الحين.
هل نجح الأمر؟ يمكن القول بأن ديباي يفتقر إلى اللمسة الماهرة، ومعرفة التوقيت المناسب لتمرير الكرة. لذا، فإن الإجابة هي: لا.

أنخيل دي ماريا
المراكز التي لعب بها تحت قيادة فان غال: لاعب خط وسط، مهاجم ثان، لاعب جناح.
جعل فان غال من اللاعب الأرجنتيني صاحب رقم قياسي في تاريخ الكرة البريطانية بضمه إلى النادي مقابل 59.7 مليون جنيه إسترليني، في أول صفقة انتقال يعقدها منذ وصوله لقيادة النادي وبعد أن أثنى على اللاعب باعتباره جناحًا من الطراز العالمي. وبدأ دي ماريا المشاركة مع الفريق بمركز لاعب خط وسط أيسر في المباراة أمام بيرنلي في 30 أغسطس (آب) 2014، من الموسم الماضي. وأبلى بلاءً حسنًا، لكن لم يسمح له قط بالاستقرار في هذا المركز.
هل نجح الأمر؟ وقع خلاف بين المدرب واللاعب، وبيع دي ماريا الصيف الماضي لسان جيرمان.

مروان فيلايني
المراكز التي لعب بها تحت قيادة فان غال: رأس حربة رقم 10، مهاجم ثانٍ، لاعب جناح، لاعب خط وسط.
يبدي فان غال إعجابه بفيلايني، لكن من الواضح أنه لم يقرر بعد أي المراكز أفضل له. من جانبه، يفضل اللاعب البلجيكي اللعب بمركز متقدم، وإن كان من الصعب إيجاد من يتفق مع ذلك من بين مشجعي مانشستر يونايتد.
هل نجح الأمر؟ بالنسبة لرافضي تبديله المراكز، يمثل فيلايني جميع الأخطاء التي اقترفها فان غال خلال فترة تدريبه لمانشستر يونايتد، بغض النظر عن المركز الذي يشارك به.

أندير هيريرا
المراكز التي لعب بها تحت قيادة فان غال: لاعب بقلب خط الوسط، لاعب جناح، مهاجم متقدم.
لدى انضمامه للنادي قادمًا من أتلتيك بلباو، جرت الإشادة باللاعب الإسباني باعتباره من الطراز القادر على سحب الفريق من أمام مرماه إلى مرمى المنافس بسلاسة، لكن نادرًا ما جرت مشاركته في هذا الدور. في الواقع كان هيريرا بمثابة خوان ماتا الموسم الماضي، حيث نظر إليه فان غال باعتباره يفتقر إلى السرعة الواجب توافرها في اللاعب الذي يرتدي القميص رقم 10. وعليه، جرت الاستعانة به في مركز لاعب خط وسط مهاجم، لكن مثلما كان الحال مع ماتا، لا يبدو أن فان غال يثق به كثيرًا.
هل نجح الأمر؟ إنه يناضل كي يقع الاختيار عليه للمشاركة ولو في أي مركز.

عدنان يانوزاي
المراكز التي لعب بها تحت قيادة فان غال: مهاجم متقدم، لاعب جناح.
من بين الأسباب التي دعت لبيع داني ويلبيك إلى آرسنال في أغسطس عام 2014، الاعتقاد بأن يانوزاي يمكنه اللعب في مركزه وبشكل أكثر فاعلية بالهجوم.
هل نجح الأمر؟ لم يشارك قط بمركز لاعب خط وسط متقدم. وقد نجح في تسجيل هدف الفوز في آستون فيلا خلال أول مباراة لمانشستر يونايتد في الموسم خارج أرضه. مع ذلك، تمت الموافقة على إعارته في الشهر التالي.

شينجي كاغاوا
المراكز التي لعب بها تحت قيادة فان غال: صانع العاب، قلب خط الهجوم، مهاجم ثانٍ.
أطلق فان غال لدى انتقال اللاعب الياباني إلى مانشستر يونايتد تصريحًا محيرًا، قال فيه: «كان كاغاوا يرتدي القميص رقم 10 في دورتموند، لكن أود تجريبه في رقم 6 ورقم 8». وبالفعل، نجح كاغاوا في تحقيق شهرة كبيرة في دور صانع الألعاب.
هل نجح الأمر؟ هل رأى أحد قط كاغاوا في قلب خط الوسط؟ لقد كان يلعب خلف المهاجمين على مدار 20 دقيقة في مباراة نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، التي تعرض خلالها الفريق لهزيمة مذلة بأربعة أهداف من دون مقابل. بعد ذلك، باعه فان غال إلى بروسيا دورتموند.

جيسي لينغارد
المراكز التي لعب بها تحت قيادة فان غال: جناح، مهاجم رقم 10، مدافع أطراف.
لعب في مركز الجناح الخلفي الموسم الماضي وكانت نقلة لعمق الملعب جعلت منه صانع ألعاب لافتًا للنظر. حدث هذا في المرة الأولى عندما تعادل يونايتد مع ليفربول بنتيجة 1 - 1 بملعب أولد ترافورد في الدوري الأوروبي، ومنذ هذا الوقت لعب لينغارد في هذا المركز ثلاث مرات، منها المرة التي منى فيها فريقه بهزيمة الأحد الماضي أمام توتنهام.
هل نجح الأمر؟
يريد فان غال لاعبًا يتميز بالسرعة في خط الوسط، وهو العنصر الذي يتمتع به لينغارد بالفعل، لكنه كان أحد اللاعبين الأربعة المتقدمين الذين لعبوا في غير أماكنهم الأصلية في الشوط الثاني بملعب وايت هارت لين وأصابهم التوهان.

أنطوني مارسيال
المراكز التي لعب بها تحت قيادة فان غال: جناح، قلب هجوم.
شأن روني، بمقدور اللاعب الفرنسي اللعب بشكل مؤثر في خط الهجوم، لكن سرعته وقدرته على المراوغة ورؤيته ولمساته الأخيرة تجعل منه خيارا مخيفا كقلب هجوم، ويرفض فان غال وضعه في هذا المكان.
هل نجح الأمر؟
عندما سحب المدرب اللاعب راشفورد في مباراة توتنهام، كان مارسيال، رقم 9، الخيار البديهي وليس يونغ ورغم ذلك أصر المدرب على رؤيته ليخسر بالثلاثة.

خوان ماتا
المراكز التي لعب بها تحت قيادة فان غال: جناح، قائد خط الوسط، مهاجم ثانٍ.
«أحب أن ألعب بين الخطوط برقم 10»، بحسب ماتا عندما كان وصل ليدافع عن ألوان فريق يونايتد. ينظر له فان غال باعتباره أحد الفنانين القلائل الموثوق بهم في الفريق وكأحد البدلاء في مركز الجناح الأيمن.
هل نجح الأمر؟ قضى ماتا وقتا قصيرا في اللعب هذا الموسم، إلا أنه عاد في مركز الجناح الذي يؤدي فيه بثبات، ينقصه عنصر الإثارة، لكن الأداء المتوسط لا يتناسب مع فريق مثل يونايتد.

ماركوس راشفورد
المراكز التي لعب بها تحت قيادة فان غال: قلب الهجوم، مهاجم ثانٍ، جناح.
كانت بداية انطلاقة اللاعب الذي لم يتخطَ عمره 18 عاما مظفرة، عندما سجل أربعة أهداف في مبارتين ليثبت جدارته بالقميص رقم 9 بفضل لمساته القاتلة التي منحها لفريق يونايتد بقيادة فان غال، رغم أن فرص التهديف التي تتاح للفريق ليست بالكثيرة. بعد ذلك بثلاث مباريات وعلى ملعب إنفيلد، لعب راشفورد كجناح يمين أمام ليفربول ثم طلب منه اللعب كمدافع.
هل نجح الأمر؟
استبدله فان غال خلال فترة الراحة بين الشوطين في لقاء ليفربول الذي انتهى شوطه الأول بتقدم ليفربول 1 - صفر، وكرر الأمر أمام توتنهام.

واين روني
المراكز التي لعب بها تحت قيادة فان غال: قلب الهجوم رقم 10، جناح، لاعب وسط، لاعب وسط مساك.
يتصف قائد فريق يونايتد بحماسته الكبيرة، والتكنيك الذي يساعده على اللعب في كل تلك المراكز، لكن أن تراه يلعب بعرض الملعب أو في وسط الخلفي كما حدث لمرات الموسم الماضي، فإن ذلك ليس سوى مضيعة للوقت. جادل فان غال في أنه فعل ذلك لأن روني كان أفضل خياراته المتاحة حينها.. إذن لماذا اشترى المدرب هيريرا؟
هل نجح الأمر؟ لقد شعر الجميع بمدى ما تعرض له روني من إجهاد وافتقدت تمريراته للدقة نتيجة ذلك.

أنطونيو فالنسيا
المراكز التي لعب بها تحت قيادة فان غال: جناح، مدافع أيمن.
استمر اللاعب الإكوادوري يعمل بنشاط حتى حضور فان غال، حيث تعطل بسبب كسر في الساق أفقده قوته وسرعته.
هل نجح الأمر؟
كان أحد التغييرات القليلة التي تبدو منطقية، رغم أن أنطونيو فالنسيا ليس بالمدافع بالغ النشاط مثل داني ألفيس.

آشلي يونغ
المراكز التي لعب بها تحت قيادة فان غال: جناح، مدافع صريح، لاعب وسط، جناح أيسر ثم أيمن، وقلب هجوم.
المركز الوحيد الذي لم يلعب فيه اللاعب صاحب الـ30 عاما هو حارس المرمى وقلب الدفاع. في مباراة الأحد الماضي التي انتهت بخسارة يونايتد أمام توتنهام، طلب فان غال من يونغ اللعب كرأس حربة مهاجم. كان تفكير فان غال في أن يونغ قاد الهجوم على مدار الـ90 دقيقة في مباراة تحت 21 سنة أمام تشيلسي التي انتهت بالتعادل 1 - 1 الاثنين الماضي.
هل نجح الأمر؟ جاءت أهداف توتنهام الثلاثة كلها بعدما اتخذ فان غال قراره.