«العفو الدولية» تتهم النظام وروسيا باستهداف المرافق الطبية في سوريا

اتهمت منظمة العفو الدولية روسيا والنظام السوري بتعمُّد استهداف المستشفيات والمرافق الطبية في سوريا ضِمْن خطة استراتيجية عسكرية ممنهجة، وذلك بعد نحو أسبوعين من تحذير منظمة «أطباء بلا حدود» من انهيار النظام الصحي في حلب نتيجة القصف العشوائي الذي تتعرض له المنطقة، مطالبة بإجراء تحقيق مستقل في الضربات الجوية التي رجّحت أن تكون قد نفذتها قوات سورية وروسية.
وأفادت «العفو الدولية» في تقرير لها أن الطيران الروسي والنظام قصفا خلال الأشهر الثلاثة الماضية بشكل متعمد ومنظم مستشفيات ومرافق وعيادات طبية بريف حلب الشمالي، مشيرة إلى أن هذا القصف جاء بهدف تمهيد الطريق أمام التقدم البري على الأرض لقوات النظام في شمال حلب.
وأوضح التقرير أن الهجمات التي تسبَّبت في تدمير عشرات المرافق الطبية في شمال حلب وقتلت وجرحت المئات من الأطباء وطواقم التمريض، تأتي ضِمن استراتيجية تهدف لتفريغ المناطق من السكان عن طريق استهداف المستشفيات والبنية التحتية لتسهيل الغزو البري.
وأكد أن استهداف المستشفيات والمرافق الطبية كان يتواصل حتى في الأوقات التي كانت تجري فيها اتفاقات هشة لوقف إطلاق النار.
واستندت المنظمة إلى شهادات «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، حيث أفادت أن ما لا يقل عن 27 مستشفى بما فيها 8 في حلب، تعرضت للقصف الروسي منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فيما أبلغت الجمعية الطبية الأميركية السورية عن استهداف 13 مستشفى على الأقل في حلب وحدها منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وقد جمعت المنظمة أدلة بأن ما لا يقل عن 6 هجمات متعمدة على المستشفيات والمراكز الطبية في الجزء الشمالي من ريف حلب تمت خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مما أسفر عن مقتل 3 مدنيين على الأقل بينهم عامل طبي، وجرح أكثر من 44.
وأكدت «العفو الدولية» أن الهجمات التي استهدفت مرافق طبية ليست سوى جزء من عشرات الهجمات التي تبدو متعمدة ضد مستشفيات وعيادات وعاملين في المجال الطبي، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
وكان المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة روبرت كولفيل اتهم روسيا ونظام الأسد بارتكاب جرائم حرب في 15 فبراير (شباط) الماضي بعد استهدافهما عددًا من المراكز الطبية والمدارس؛ من بينها مستشفى منظمة «أطباء بلا حدود» ومستشفى «101» في ريف إدلب، ومستشفى إعزاز ومستشفى أورم الكبرى بريف حلب، وأدى ذلك إلى قتل نحو 50 مدنيًّا، بينهم أطفال.