الميليشيات تشدد حصارها على تعز وقوات الشرعية تستعيد مواقع جديدة في المسراخ

تجددت الاشتباكات، أمس، في عزلة الاقروض بمديرية المسراخ، جنوب مدينة تعز، ثالثة كبرى المدن اليمنية، بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني، مسنودين من طيران التحالف التي شنت غاراتها على مواقع وتجمعات الميليشيات، من جهة، وميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، من جهة أخرى، ورافقه تشديد الحصار على مدينة تعز من قبل الميليشيات.
واشتدت المواجهات بعدما حقق الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، تقدما في عزلة الاقروض والسيطرة على مواقع وتباب جديدة بمديرية المسراخ وعزلة الاقروض كانت خاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية من ضمنها مناطق الذنيب وحماه والشرف ووادي الحاج وتبة عبد الله غالب الاستراتيجية المقابلة لجبل ضحيح الاستراتيجي.
وقال الناطق الرسمي للمجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في محافظة تعز، العقيد الركن منصور الحساني، لـ«الشرق الأوسط» إن «المواجهات تجددت وبشكل عنيف بعدما تمكن الجيش الوطني من تحرير مواقع عدة وتطهيرها من الميليشيات الانقلابية بعد مواجهات شديدة مع عناصر الانقلاب الحوثية وقوات المخلوع في جبهة المسراخ والأقروض، وجميع ما تم السيطرة عليه تعتبر مركز تجمع الميليشيات».
وأضاف: «تستمر ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح في فرض حصارها المطبق على مدينة تعز وتمنع الدخول والخروج من وإلى المدينة، إضافة إلى استمرارها في قصف المدنيين في مدينة تعز بالأسلحة الثقيلة، وكذا قصفت قرى صبر وجبل حبشي والمسراخ والمواسط والوازعية بعدد من صواريخ الكاتيوشا».
وتابع القول: «اشتبكت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مع ميليشيات الحوثي والمخلوع في الجبهة الغربية في مناطق المرور والبعرارة ووادي عيسي، ما جعل الميليشيات تنسحب من المناطق بعدما تكبدت الخسائر الفادحة، كما تمكن أبطال الجيش والمقاومة من تحقيق تقدم كبير والسيطرة على مواقع أخرى في جبهات القتال، وفرضوا حصارًا شديدًا على الميليشيات في تلك الجبهات».
إلى ذلك، تمكن عناصر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من إفشال محاولات الميليشيات من التسلل إلى مواقع المقاومة في الجبهة الشمالية، وجبهة حيفان الجنوبية، وتطبيق الحصار الخانق على الميليشيات في عدد من المواقع، خصوصا المحيطة بمديرية المسراخ، الأمر الذي جعل ميليشيات الحوثي وصالح تعيش حالة انهيار كبيرة في صفوفها بعد الهزائم التي ألحقت بهم، وهناك حالات هروب كبيرة من مواقع المواجهات.
وتواصل الميليشيات الانقلابية ارتكاب مجازرها ضد المدنيين العزل من خلال قصف الأحياء السكنية بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، مخلفة وراءها قتلى وجرحى من المدنيين العزل، بينهم نساء وأطفال. وكثفت من قصفها على مواقع المقاومة في عدة جبهات قتالية بما فيها قرى مديريات المسراخ والتربة، جنوب المدينة، وكذا قرى ضبي في الاعبوس بمديرية حيفان، جنوب المدينة، وقرى في مديرية الوازعية، بوابة لحج الجنوبية غرب مدينة تعز، بعشرات الصواريخ، وحيث وتركز القصف في الوازعية على قرى حنا والشقيراء بعدما فرضت حصارها على المديرية، ما ينذر بوضع كارثي قد يتعرض له أبناء المديرية في ظل الحصار عليهم، كما هو الحال على مدينة تعز.
وعلى الجانب الميداني، قتل العشرات من ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح خلال مواجهات عنيفة مع المقاومة الشعبية والجيش الوطني، وجراء غارات التحالف المركزة والمباشرة على مواقع وتجمعات ومخازن أسلحة الميليشيات الانقلابية في مواقع متفرقة من مدينة تعز وأطراف المدينة.
وأعلنت اللجنة التحضيرية للمبادرة الشبابية لكسر الحصار عن مدينة تعز (قافلة الضمير)، بأنها ستعاود التحرك باتجاه مدينة تعز خلال الساعات القادمة، وذلك بعدما تعرضت لها ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح، الأسبوع الماضي، واستهدفتهم بصواريخ الكاتيوشا، وسقط على أثرها عدد من الجرحى، أحدهم مهدي عبده محمد، الذي توفي يوم الأحد الماضي، جراء إصابته بإصابة بالغة من الصواريخ التي أطلقتها الميليشيات على القافلة في مدينة النشمة.
وحملت اللجنة التحضيرية للمبادرة الميليشيات الانقلابية، وكل المنظمات التي خاطبتها بغرض إرسال موفدين منهم لمرافقة قافلة الضمير وهي: بعثة الصليب الأحمر الدولي في مدينة تعز، المفوضية السامية لحقوق الإنسان، الهيئة العامة للأمم المتحدة، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ، مسؤولية اعتداء أو استهداف قد تتعرض له القافلة.
وقالت اللجنة في بيان صحافي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إنها «وقفت أمام أهم المستجدات ونتائج تواصلها مع كثير من المنظمات الدولية العاملة في مدينة تعز والتي كانت المبادرة خاطبتهم بغرض إرسال موفدين منهم لمرافقة قافلة الضمير حتى مدينة تعز ومخاطبة الجهات المسؤولة والمسيطرة على المنافذ هناك بالسماح للقافلة بالمرور وعدم التعرض لها وتكرار الاستهداف الإجرامي الذي حصل لها في مدينتي التربة والنشمة، وتأسف لعدم تجاوب المنظمات المستهدفة من مراسلاتها والرد على طلبها المقدم والمتضمن».
وأكدت اللجنة التحضيرية للمبادرة عدم صحة الأخبار التي تروج من قبل بعض وسائل الإعلام التابعة للميليشيات الانقلابية بأن «قافلة الضمير تحمل أسلحة وذخائر»، وبأن كل ما تحمله هو «مواد إغاثية وطبية ويمكن لأي منظمة تكليف مندوبين منها للتأكد من محتويات القافلة».
وكانت اللجنة قد قدمت، قبل يومين، طلبها للمنظمات تطلب منها أن «تخاطب الجهات المحاصرة لتعز والمتمثلة بميليشيا صالح والحوثي بالسماح للقافلة بالمرور من الطرق الرسمية والمنافذ الأساسية لمدينة تعز، وأيضا إرسال مندوبين من تلك المنظمات لمرافقة القافلة من نقطة توقفها الحالية وحتى مدينة تعز وإدانة ما تعرضت له القافلة من استهداف بالصواريخ في مدينتي التربة والنشمة».
وقال سلطان مغلس، من أهالي مدينة تعز، لـ«الشرق الأوسط» إن «الأحداث الراهنة أسهمت في تفاقم الوضع الإنساني في تعز لدى أوساط المجتمع، وهناك عشرات الأفراد من أطفال ونساء وشيوخ، يتزاحمون في غُرف ضيقة وتسكن عُششًا متهالكة، بعدما كانت في بحبوحة من العيش ومستورة الحال، لكنها وجدت حالها في لحظة قاسية من الزمن تبحث عن كسرة خبز لتسد جوع أطفالها، وقطرة ماء لتروي عطشهم».
وأضاف: «لقد تعطلت أعمال كثيرين من أرباب الأسر في مدينة تعز، وأصبحت الآن تعتمد على ما يقدمه رجال الخير والمنظمات المحلية والدولية التي تعمل في مجال إغاثة النازحين والمتضررين والمنكوبين، وهناك حالات إنسانية كثيرة وكل أسرة وضعها أشد من الأخرى».