ممثلو الأديان في كردستان يجتمعون في أربيل.. ويجددون التمسك بالتعايش السلمي

اجتمع ممثلو 8 أديان في إقليم كردستان أمس خلال مؤتمر التعايش بين الأديان الذي عقد في عاصمة الإقليم، أربيل، برعاية الأمم المتحدة وبمناسبة أسبوع الوئام بالأديان. وجدد ممثلو الأديان الثمانية رفضهم للإرهاب وتأكيد تمسكهم بالتسامح لمواجهة العنف.
وقال مدير العلاقات والتعايش الديني في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة الإقليم مريوان النقشبندي، لـ«الشرق الأوسط» إن المكونات الدينية الثمانية الموجودة في كردستان مع منظمات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة وجميع الأطياف الكردستانية اتفقت على رفض الطائفية والتشدد الديني وأن يكون الجميع يدا واحدة بوجه الإرهاب والتأكيد على التمسك بالتعايش السلمي والأمن الاجتماعي في الإقليم.
ويحتضن إقليم كردستان ثمانية أديان رئيسية، هي الإسلام واليهودية والمسيحية والإيزيدية والزرادشتية والكاكائية والصابئة المندائيون والبهائيون، وتمتلك كل ديانة من هذه الديانات ممثلين في وزارة الأوقاف في الإقليم عدا الديانة الكاكائية التي تنتظر افتتاح ممثليتها قريبا، ويتمتع الإقليم بسلام اجتماعي وتعايش بين كافة الأديان الموجودة فيه، فرغم وجود هذا العدد من الأديان والطوائف لم يشهد الإقليم حتى الآن أي مشكلة دينية أو طائفية بين هذه الأطراف.
بدوره قال ممثل اليهود في الإقليم، شيرزاد عمر مامساني، لـ«الشرق الأوسط»: «نحن ككافة الأديان والطوائف في كردستان ليست لدينا أي مشاكل في التعايش والتسامح ولا توجد أي صراعات دينية في الإقليم، لأن حضارة ميسوبوتاميا التي قادها الميديون علمت العالم التعايش، تماما مثل ما تفعل اليوم كردستان، لذا كان ينبغي على الأمم المتحدة أن تنقل تجربتنا هذه إلى العراقيين الذين يذبحون ويحرقون بعضهم الآخر إثر خلافات على اسمي علي وعمر، كذلك ينبغي على الأمم المتحدة أن تؤيد استقلال كردستان لكي تنهي هذا التعايش الاضطراري بين كردستان والعراق».
وقلدت ممثلة بعثة الأمم المتحدة إلى العراق في نهاية المؤتمر ممثل اليهود في الإقليم شعار الأمم المتحدة كرمز للإدامة التعايش السلمي بين كافة الأديان والمكونات في الإقليم.
من جهته قال ممثل شؤون الإيزيديين في وزارة الأوقاف في إقليم كردستان، خيري بوزاني، إن اللقاء الذي حدث إيجابي، لكن يجب التفكير في اليوم والمستقبل وعدم استذكار قصص تاريخية فقط وتبادل الأحاديث، وقال: «أعتبر هكذا مؤتمرات هي مجرد مؤتمرات لقائية، وتشاورية بسيطة، يتحدثون فيها عن التاريخ ولا يتحدثون عن المستقبل والحاضر، ويروون قصص التعايش القديمة التي أكل الدهر منها وشرب، لكن نحن أولاد اليوم، وعلينا أن نفكر بما نعمله اليوم وغدا، وهذا هو المطلوب، أنا لا أعتقد أن تكون لها جدوى في مواجهة العنف، فالموجودين هنا كلهم يؤمنون بالتعايش والتسامح وقبول الآخر سواء أكانوا من هذا الدين أو ذاك، ولا نحتاج إلى الجلوس مع هؤلاء الموجودين هنا لأنهم من الشخصيات المرموقة، نحن نريد أن نجلس مع الذي لا يؤمن بقبول الآخر ونريد أن نحاور الذي لا يعترف بالتعايش والتسامح».
من جانبه بين مدير عام شؤون المسيحيين في وزارة الأوقاف في إقليم كردستان، خالد جمال ألبير المؤتمر الذي نُظم أمس في الإقليم يختلف عن المؤتمرات التي نُظمت في وسط وجنوب العراق، لأنه كان ليوم واحد، والآراء التي طُرحت خلاله شرحت واقع الحال الذي يعيشه العراق، وأضاف: «نحن المكونات الدينية الثمانية في الإقليم، وشمل المؤتمر مناقشات ممتازة ونقدا بناء، ونتمنى استمرار عقد هكذا مؤتمرات للتقارب أكثر في مجال الفكر وليس التعايش فنحن متعايشون في كردستان ولم يشهد الإقليم أي مشكلة دينية، لكن قد تكون هناك أفكار بحاجة إلى تقارب».