«عقار له تاريخ»: برج بي تي لندن.. إرث تكنولوجيا الستينات

برج بي تي BT، هو برج الاتصالات الشهير الموجود في وسط لندن، ويعد أحد أبرز معالمها العقارية. يمتلك البناية مجموعة بريتش تليكوم BT، وأطلق عليها سابقًا مسميات عدة منها برج مكتب البريد، وبرج تلفزيون التايمز، وبرج الاتصالات في لندن، وبرج الاتصالات البريطانية.
بدء العمل في البرج في عام 1961، وانتهى العمل فيه عام 1964. والهيكل الرئيسي للبرج يبلغ ارتفاعه 177 مترًا (581 قدمًا)، إضافة إلى قسم الهوائي الذي يجعل إجمالي الارتفاع يصل إلى 191 مترًا (627 قدمًا). عند الانتهاء من أعمال التشييد أصبح برج بي تي أعلى مبنى في لندن والمملكة المتحدة، متفوقًا على برج ميلبانك Millbank Tower، وظل كذلك حتى عام 1980 حتى فقد اللقب لمصلحة برج ناتويست NatWest Tower.
وكان الغرض الرئيس من تأسيس البرج عام 1961 من قبل مكتب البريد العام GPO، هو دعم هوائيات الميكروويف المستخدمة في الاتصالات، ثم جرى استخدامه لاحقًا لنقل حركة الاتصالات من لندن إلى بقية أنحاء المملكة المتحدة كجزء من شبكة الاتصالات البريطانية التي تعمد على الميكروويف. كما حل المبنى محل مبنى آخر كان يستخدم في الأربعينات من القرن الماضي لتوصيل الإرسال التلفزيوني من لندن إلى برمينغهام.
وقد تم تصميم البرج من قبل مهندسي وزارة البناء والأشغال العامة البريطانية، وكان التصميم نموذجيًا وقت البناء باستخدام الخرسانة المسلحة والزجاج. وجرى اختيار التصميم الأسطواني وفقًا لمتطلبات هوائيات الاتصالات، حيث إنه يقاوم سرعات الرياح العالية.
في البداية، كانت الطوابق الستة عشر الأولى مخصصة للأجهزة التقنية والطاقة، ثم يمتد قسم الهوائيات لارتفاع 35 مترًا. وفوق ذلك كان هناك ستة طوابق تحتوي على أجنحة ومطابخ ومعدات التقنية، وأخيرًا البرج الصلب الكابلي. وبلغت تكلفة بناء البرج نحو 2.5 مليون جنيه إسترليني. وحاليًا، تم إزالة الأجهزة الهوائية من على سطح برج بي تي منذ عام 2011، وكان أحد المقاصد السياحية لمشاهدة مدينة لندن من المنصة المرتفعة، أو زيارة المطعم الدوار.
وينقسم الناس حول انطباعاتهم عن برج بي تي، ما بين الجدل حول جمال تصميمه أو قبحه، لكن أغلب الناس تراه شاهدًا على التقنية إلى جانب كونه معلمًا بارزًا للعاصمة البريطانية. وتقول المصممة العالمية أماندا ليفيت، وهي معمارية بريطانية: «ما يثير إعجابي أن برج بي تي كان الغرض منه وظيفيًا وعمليًا كونه برجًا للاتصالات. لكنه فقد الآن كثيرًا من قوته البصرية والرمزية. كنت في العاشرة من عمري عندما انتهى بناؤه، وبقى أطول مبنى في لندن لسنوات كثيرة. وكان علامة يهتدي بها القادمون من الشمال، وما زال مبنى غير عادي في أفق لندن. كان أول مبنى بمنصة لمشاهدة المدينة وكان يحتوي على مطعم غير مكلف. واليوم تبنى الأبنية الشاهقة لاستغلال الأفق لأجل تحقيق مكاسب خاصة، بينما كان ذلك البرج للمنفعة العملية ولمنفعة سكان المدينة. أتساءل إن كان يتوجب إعادة وضع الهوائيات عليه كرمز لتلك المرحلة في الستينات عندما دفعت التكنولوجيا بريطانيا إلى المرحلة العالمية.. بشكله الأنبوبي الحالي، فإنه لا يزال يحمل كثيرًا من الذكريات لهذه المدينة».