بلاتر يأسف من الأحكام المسبقة بحقه وتشونغ يصفه بـ«الكاذب»

أعرب السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن شعوره بالأسف للأحكام المسبقة التي تصدر بحقه فيما يتعلق بالتحقيقات السويسرية الجارية معه حاليا، وكرر التأكيد على أنه لن يترك رئاسة الفيفا قبل فبراير (شباط) المقبل.
وقال بلاتر في تصريحات لمجلة «بونته» الألمانية في تقرير تنشره في عددها الصادر اليوم: «الوضع ليس لطيفا. أحكام مسبقة تصدر بحقي دون أي دليل على وجود مخالفات ارتكبت من جانبي».
ويواجه بلاتر، 79 عاما، اتهامات بسوء الإدارة من قبل السلطات السويسرية فيما يتعلق بمبالغ مالية دفعت لاتحاد كرة القدم الكاريبي وكذلك مبلغ مالي يمثل «مستحقات متأخرة» دفعها للفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا). كذلك يخضع بلاتر وبلاتيني لتحقيقات من قبل لجنة القيم بالفيفا.
وقد يواجه بلاتر الايقاف لمدة 90 يوما من لجنة الأخلاقيات.
ويواجه الفيفا أزمة غير مسبوقة بسبب ادعاءات الفساد، وتجري السلطات الأميركية في الوقت الحالي تحقيقات منفصلة.
وكان بلاتر قد انتخب رئيسا للفيفا لفترة خامسة في 29 مايو (أيار) لكنه أعلن بعدها بأربعة أيام أنه سيرحل عن الرئاسة مع إجراء انتخابات لاختيار الرئيس الجديد خلال اجتماع استثنائي للجمعية العمومية (كونغرس الفيفا)، تقرر عقده في 26 فبراير المقبل.
وجاءت الأحداث الأخيرة وفتح التحقيقات لتعلو أصوات المطالبين برحيله الفوري، ومن بينهم رعاة رئيسيون للفيفا ووزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير، لكن بلاتر أكد أنه لن يرحل قبل الموعد المحدد.
وقال بلاتر: «إنها تحقيقات وليست اتهامات. أتعامل مع الإجراءات وأتعاون مع السلطات.. أنا على ما يرام وسأتجاوز الأمر. الفيفا لا يزال يزاول عمله بشكل جيد والرئيس المنتخب لا يزال بمكتبه».
وأضاف بلاتر: «أؤكد لكم أنني سأرحل في 26 فبراير. هذا هو الموعد المحدد. ولن أرحل قبله ولو بيوم واحد»، مضيفا: «سأواصل الكفاح من أجلي ومن أجل الفيفا.. أنا واثق من أن الشر سينكشف والخير سينتصر».
وانضم دي ميزير لقائمة طويلة من المطالبين بالرحيل الفوري لبلاتر وإطلاق عملية إصلاح شاملة بالفيفا وهياكله.
وقال دي ميزير في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: «أتردد كسياسي في التعليق على الشؤون الداخلية للاتحادات الدولية. ولكن الوضع الذي وصلنا إليه لا يسمح بالانتظار حتى فبراير».
وازدادت الضغوط على بلاتر أمس حيث وصفه الكوري الجنوبي تشونغ مونغ جوون المرشح لرئاسة الفيفا بأنه «كاذب ومنافق»، وذلك في تصريحاته خلال مؤتمر صحافي عقد في لندن.
وأشار تشونغ أيضا إلى أنه سيرفع دعوى ضد بلاتر في المحاكم السويسرية يتهمه من خلالها بالاختلاس.
واعتبر تشونغ قرار إحالته للتحقيق أمام لجنة القيم هو مؤامرة من بلاتر لإبعاده عن الانتخابات المقررة في فبراير 2016.
واعتبر تشونغ أن لجنة الأخلاق التابعة للفيفا بدأت جلسة استماع «غير عادلة» لإيقافه لمدة تصل إلى 19 عاما، بناء على طلب رئيس الفيفا الذي ضربته فضائح الفساد.
وترتكز التحقيقات على اتهامات بمحاولة تشونغ ترجيح كفة بلاده لاستضافة مونديال 2022 عبر رسالة تعود إلى عام 2010 بإنشاء صندوق عالمي لكرة القدم تساهم فيه كوريا الجنوبية بمبلغ يصل إلى 777 مليون دولار.
وقال تشونغ (63 عاما نائب رئيس الفيفا بين 1994 و2011) بهذا الصدد «لم يتم تبادل أي أموال أو مصالح شخصية على علاقة بالصندوق العالمي لكرة القدم»، مشيرا إلى أن الفيفا قفل هذه القضية عام 2010 من دون توجيه أي تهم له، ولكنه أعاد إحياء الموضوع الآن لإيقافه لمدة 15 عاما تضاف إليها أربع سنوات بتهمة التشهير باللجنة.
وأكد «أن الهدف الأساسي لاستهدافي هو أنني أواجه مباشرة هيكل السلطة الحالي للفيفا».
ونظريا، تستطيع لجنة الأخلاق إيقاف الأشخاص الثلاثة في نهاية اجتماعاتها المتواصلة، ما يعني حصول انقلاب حقيقي في المشهد الانتخابي الرئاسي علما بأن باب الترشيح سيقفل نهائيا في 26 الحالي.
ويتنافس على مقعد الرئاسة أيضا الأمير الأردني علي بن الحسين، الذي خسر أمام بلاتر في الانتخابات الأخيرة في مايو الماضي.
كذلك يعد الجنوب أفريقي توكيو سيكسويل، وهو رجل أعمال وسياسي تعرض للسجن إلى جانب الراحل نيلسون مانديلا، مرشحا محتملا لرئاسة الفيفا.
وقال سيكسويل لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أمس: «لم أقرر شيئا ولم أستبعد شيئا أيضا. إنني أفكر. وأتشاور مع الأصدقاء وأتحدث إلى الناس».
على جانب آخر اتهم خافيير تيباس رئيس رابطة أندية الدوري الإسباني القائمين على شؤون الاتحاد الدولي للعبة بالتصرف مثل المافيا.
وقال المسؤول الإسباني خلال حضوره لندوة تحت اسم «ملعب بيكنباور» أقيمت بمدينة كيتسبويل النمساوية: «مصطلح (عائلة كرة القدم) لا يجب النظر إليه طبقا لمعناه الحرفي ولكن طبقا لمفهوم المافيا في صقلية».
ويعد مصطلح «عائلة كرة القدم» هو أكثر التعبيرات استخداما من قبل رئيس الفيفا جوزيف بلاتر المتهم بالفساد من قبل السلطات السويسرية.
ويرى تيباس أن المسؤولين الكبار في الفيفا في الوقت الراهن لا يتمتعون بالمستوى المطلوب من أجل إجراء إصلاحات تنهي فضيحة الفساد التي تجتاح أروقة الاتحاد الدولي للعبة الشعبية الأولى في العالم.
وأضاف: «من يظن ذلك عليه أن يذهب إلى الطبيب النفسي.. المسؤولون ينقسمون إلى قسمين إما ضالعون في الفساد أو ليسوا مؤهلين بالشكل الكافي للكشف عنه».
وأشار تيباس إلى أنه لا يثق أيضا برئيس الاتحاد الأوروبي ميشال بلاتيني أو برئيس الاتحاد الإسباني أنخيل ماريا بيار الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس الفيفا.
وأكد تيباس أن بلاتيني المرشح الأبرز لخلافة بلاتر في رئاسة الفيفا يعد جزءا من المنظومة الحالية ولا يجب منحه فرصة الترشح في الانتخابات.
ويمر الاتحاد الدولي بالأزمة الأكثر خطورة في تاريخه منذ اعتقال 7 مسؤولين حاليين وسابقين وتوجيه الاتهام إلى 14 شخصا آخرين بطلب من القضاء الأميركي بتهم فساد ورشى وابتزاز وغسل أموال.