رينو الفرنسية تسابق شركات السيارات على سوق إيران وتتطلع لأن تصبح الأولى فيها بحلول 2020

منيت بيجو - ستروين الفرنسية، التي كانت شركة صناعة السيارات الأوروبية الأعلى مبيعا في إيران قبل فرض العقوبات الدولية عليها، بنكسة في محاولتها لاستعادة موقعها السابق وذلك في مواجهة منافستها المحلية رينو.
وتواجه بيجو صعوبات في التفاوض على صفقة تصنيع أكبر حجما مع شريكتها «إيران خودرو»، أكبر شركة لصناعة السيارات في إيران، بفعل رواسب الغضب من انسحابها المفاجئ من إيران عام 2011.
وقالت مصادر مطلعة بأن رينو تريد استخدام 560 مليون دولار من أموالها المحتجزة في إيران لاقتناص الفرصة بعد الاتفاق الدولي الذي أبرم في يوليو (تموز) الماضي لرفع العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
وقال مصدر مطلع في رينو مطلع على مجريات على المحادثات بأن استراتيجية الشركة هي أن نصبح أكبر منتج للسيارات في إيران، مضيفا أن بيجو - ستروين أطلقت الكثير من التصريحات بخصوص إيران لكن ذلك كان استباقا للأحداث.
وفي وجود 80 مليون مستهلك 1.1 مليون سيارة بيعت عام 2014 الماضي تعتبر إيران بالفعل أكبر سوق للسيارات في الشرق الأوسط وسوقا تملك إمكانات للنمو السريع. وكان وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، قد أعلن أنه ربما يتم رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران بحلول مارس (آذار) المقبل مما يفتح الباب أمام الاستثمارات الأجنبية في إيران.
وبالنسبة لرينو وشريكتها نيسان التي تملك حصة قدرها 4.‏43 في المائة فيها فإن إنتاج السيارات في إيران سيعزز أنشطتهما القوية بالفعل في الأسواق الناشئة.
أما بيجو فإن استعادة وضعها في إيران تبدو أكثر أهمية في إطار مساعيها المتسارعة للتوسع خارج أوروبا بعدما كادت تواجه شبح الإفلاس. وقالت الشركة في الفترة الأخيرة بأنها تعول على إيران لتحقيق مبيعات سنوية بنحو 400 ألف سيارة بحلول 2020.
وقال متحدث بأن بيجو ما زالت تجري محادثات «مع أطراف كثيرة من بينها إيران خودرو» بشأن مشروع لصناعة السيارات. وامتنعت رينو عن التعليق.
وتضع المنافسة كارلوس تافاريس الرئيس التنفيذي لبيجو في مواجهة مع رئيسه السابق كارلوس غصن الرئيس التنفيذي لرينو للفوز بالجائزة الكبرى المتمثلة في إبرام صفقة كبيرة لتصنيع السيارات مع إيران خودرو.
وبموجب اتفاقات أبرمت في وقت سابق مع الشركتين الفرنسيتين تقوم الشركة الإيرانية بتجميع طرز مختلفة من بيجو ورينو.
وبلغت مبيعات بيجو في إيران ذروتها عندما سجلت 458 ألف سيارة وهي حصة تشكل نحو 30 في المائة من السوق قبل أن توقف تسليمات الأجزاء منذ أربع سنوات استجابة لضغوط شريكتها الأميركية آنذاك جنرال موتورز.
وتتغاضى الشركة حاليا عن قيام مؤسسة «إيران خودرو» بتجميع غير مصرح به لسيارات بيجو مستخدمة أجزاء من السوق السوداء. لكن القطيعة بينهما قد تعطي الفرصة لرينو وفولكس فاغن ومنافسين آخرين لخوض ساحة المنافسة التجارية.
وقال رئيس مؤسسة «إيران خودرو»، هاشم يكه زارع، لتلفزيون «برس تي.في» الحكومي في أواخر يوليو الماضي بأنه يجب على بيجو أن تعلم أن عليها أن تفسر سلوكها السابق، مضيفا أن الشركة الفرنسية «لن تكون شريكنا الرئيسي».
وقالت مصادر في رينو بأن الشركة تعمل من خلف الستار لملء الفراغ وترى إمكانية إنتاج 400 ألف سيارة سنويا في إيران بحلول 2020. وقال مصدر في رينو بأنه بخلاف بيجو - ستروين فإن لرينو «حضورا دائما في إيران.. والوفاء يعطي ثماره».
وتروج رينو أيضا لخطوط إنتاج سيارات منخفضة التكلفة يفتقدها منافسوها فيما تسعى فولكس فاغن منذ سنوات لتطوير سيارات تلائم الأسواق الناشئة بينما لن تطرح بيجو سيارات مماثلة قبل عام 2019. وتتوقع «إي.إتش.إس أوتوموتيف»، رائدة توقعات سوق السيارات أن تستحوذ رينو على نحو 12 في المائة من سوق السيارات الإيرانية بحلول عام 2020 متقدمة بنقطتين مئويتين أو ثلاث نقاط على بيجو - ستروين. وقال المحلل لدى «إي.إتش.إس»، مايكل غاسينتو، بأن سيارات رينو الأقل تكلفة أكثر ملاءمة لإيران.
وبموجب الشراكة الحالية مع «إيران خودرو» ومنافستها الأصغر سايبا تستعد رينو لتجميع سياراتها سانديرو ولوغان بينما تتفاوض على استثمار للتصنيع الكامل سيتضمن السيارة الرياضية متعددة الاستخدامات الصغيرة التي أطلقتها مؤخرا في الهند.
وكانت العقوبات المالية حالت دون تحصيل رينو لإيراداتها الإيرانية لكن تلك المبالغ قد تسمح لها الآن بالانطلاق مبكرا في سوق إيران وقبل باقي المنافسين.
ويقول مصدر آخر في رينو بأنه بدلا من استرداد الأموال مكن تحقيق أقصى استفادة منها. ويعتبر أن من بين الخيارات المتاحة «شراء حصة في شركة إيرانية» لكن تم رفض ذلك منذ أكثر من عشر سنوات بسبب ما قد تشكله من مخاطر.
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قد قال في 30 يوليو الماضي بأن الحكومة الفرنسية، وهي مساهم رئيسي في بيجو - ورينو، ناقشت أمر الشركتين مع المسؤولين الإيرانيين. وكشف فابيوس عن أن خطط رينو تلقى ترحيبا بينما ما زال المسؤولون في طهران ينتقدون بيجو لانسحابها في وقت سابق ولذا سيكون الأمر أكثر صعوبة لها.