انتخابات المغرب: الغالبية الحكومية تحاول تطويق زعيم {الاستقلال} في عقر داره

فاجأ عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية وأمين عام حزب العدالة والتنمية، خصومه السياسيين بتقديم موعد مهرجانه الانتخابي في فاس بيومين، حيث نظمه مساء أول من أمس الاثنين، بدل اليوم الأربعاء، متفاديا بذلك الاختراقات التي عرفتها تجمعات انتخابية سابقة في آسفي وتازة، التي ارتفعت فيها أصوات من بين الجماهير كانت تنادي برحيل ابن كيران.
وجمع ابن كيران زهاء 20 ألف شخص في ملعب لكرة القدم، جاءوا من مدينتي فاس ومكناس والمدن الصغيرة المجاورة، وملأوا مدرجات جانب من الملعب وسط تعزيزات أمنية مشددة من طرف عناصر الحزب. وأحاط بالمنصة التي استعملها ابن كيران حزام من الحرس الشخصي، الذين تميزوا عن العناصر الحزبية ببدلاتهم السوداء وهيئاتهم الرياضية، متبوعا بحزام من أعضاء الحزب، كانوا يرتدون قمصانا بيضاء تحمل الرمز الانتخابي للحزب، ثم فرق الفولكلور المحلي والمصورين، بينما جلس الجمهور على مدرجات الملعب.
وتكتسي مدينة فاس أهمية خاصة بالنسبة لابن كيران، إذ تعتبر المعقل الانتخابي لخصمه السياسي اللدود حميد شباط، أمين عام حزب الاستقلال، الذي خصص له ابن كيران حصة الأسد في خطابه. وقد حاول ابن كيران أن يفصل بين حزب الاستقلال وأمينه العام قائلا إن «حزب الاستقلال صديق لنا وسيبقى كذلك، لكن المشكل هو أمينه العام الذي أخرج وزراء الحزب المساكين من الحكومة والدموع في عيونهم»، في إشارة إلى انسحاب حزب الاستقلال من حكومة عبد الإله ابن كيران في يوليو (تموز) 2013 عقب تولي أمانته العامة من طرف شباط. ووجه ابن كيران سهام نقده اللاذعة إلى شباط، وقال في هذا الصدد «كيف يعقل أن يعد رئيس جماعة سكان مدينته بإحداث بحر اصطناعي ويشيد بها برج إيفل، ويتهم رئيس الحكومة بالانتماء معا إلى تنظيم داعش والنصرة والموساد»، وذرف ابن كيران الدموع وهو يتحدث عن فاس التي يتولى شباط عمديتها لثلاث ولايات متتالية.
كما تحدث ابن كيران عن إنجازات حكومته، وعن دور حزبه الذي يقود الحكومة في تحقيق الاستقرار في المغرب بعد عاصفة الربيع العربي، وعن قبول حكومته من طرف المغاربة رغم اتخاذها لقرارات صعبة، مشيرا إلى تمكنه من التحكم في عجز موازنة الحكومة وإخراجها من المأزق الذي كانت تتخبط فيه.